شاهد "من جيل قديم": إذا غابت القدوة.. حضرت البلطجة

شاهد "من جيل قديم": إذا غابت القدوة.. حضرت البلطجة
يولد الإنسان مفطوراً على حب التقليد، فإن لم يجد القدوة الحسنة والأخلاق الحميدة والحكمة، سيقوم بتقليد النموذج السيئ، وخصوصاً فى مرحلة المراهقة، كما يحدث حالياً، بعد انتشار أعمال الشغب والبلطجة وممارسة سلوكيات العنف، وهو ما يؤدى إلى إهدار طاقات الشباب، وانهيار جيل كامل.
«الأب والأم هما القدوة وهما المسئولان عن تدهور الأوضاع بسبب استخدام العنف والسباب فى التوجيه وعدم تعليم أبنائهم الصواب والخطأ، ومن الطبيعى أن يقلد الأولاد ما تعلموه»، هكذا قال صلاح يوسف، مواطن «على المعاش»، مُرجعاً غياب القدوة الحسنة إلى فشل الآباء فى وضع أسس وقواعد لمنظومة التربية الخاصة بهم، وافتقاد روح الصداقة بين الأب وأبنائه، وتابع: «الأب والأم لما يصاحبوا ولادهم مهم جداً وبيخلى الولاد يرجعوا لهم قبل ما يعملوا أى غلط، خاصة إن الانفتاح التكنولوجى يؤدى إلى التقليد الأعمى لدى معظم الشباب».
وواصل صلاح، 70 عاماً، حديثه قائلاً: «غياب القدوة ليس فى الأب فقط، فقد يكون فى منطقة السكن، أو المدرسة، أو الجامعة وحتى فى العمل، لأننا طول ما احنا عايشين بنتعلم، ويا إما نتعلم الصح يا مانتعلمش، والأولاد الصغيرة طالعة بتاكل فى بعضها».
وأضاف أنه يعتبر أن كل شخص مسئول عن تصرفاته وسلوكياته التى تنعكس بدورها على سلوك الأطفال المحيطين به، لأنهم أكثر عرضة لتقليده، وتابع: «ربيت ولادى الثلاثة على إنى أوريهم الصح من الغلط وأصاحبهم فى كل مشوار ليهم، وبعد كل موقف بخليهم هما اللى يستنتجوا الصح ويمشوا عليه، والغلط ويتجنبوه، وكمان لما باشوف الغلط فى الشارع بجيب الأولاد الصغيرين وكذلك الشباب وبقعّدهم جنبى واتناقش معاهم فى تصرفاتهم السيئة، بيستجيبوا جداً، وده خرجت منه بإنهم عايزين اللى يتناقش معاهم بدماغهم».
"يوسف": "بيربوا عيالهم غلط والولاد عايزين اللى يناقشهم بدماغهم"
وعبّر «يوسف» عن استيائه الشديد من كثرة المقاهى الشعبية والكافيهات، لأنها تستقطب ثقافات مختلفة من الشباب، وينعكس سلوك بعضهم على بعض بسبب التقليد الأعمى، كما أنه لا يوجد قانون رادع يعاقب أصحاب المقاهى التى تستقبل الأطفال وتسمح لهم بتدخين الشيشة، مضيفاً: «من هنا بيبتدى السلوك السيئ، لما يقعد الطفل بفلوسه ويشرب شيشة فبيقول ليه ماجربش اتخانق وابلطج كمان».