خرجوا جثتها في 4 ساعات.. قصة مقتل "فريحة" طفلة عقار الإسكندرية المنهار

10:23 م | السبت 26 أكتوبر 2019

لم يكن لقدر الطفلة ذات السنوات الـ 7فقط نصيبٌ من اسمها، فـ"فريحة"، التي تعبر عن صيغة مبالغة من الفرح، اسمٌ يعني كثيرة الفرح والمسرات والبهجة، إلا أن الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها محافظة الإسكندرية خلال الأيام القليلة الماضية تسببت في هدم منزل أسرتها القديم المتهالك فوق رأسها، لترحل تاركة شقيقا مصابا، وأسرة منكوبة لا تجد مأوىً يحميها من برد الشتاء وعواصفه وأمطاره.

في 3 حارة السلطنة، ميدان الساعة، كرموز، منزلٌ مكونٌ من 3 طوابق، تسكن أسرة "فريحة" في الدور الأرضي منهم، وبينما تنام وشقيقها صاحب الـ19 عامًا بداخله يوم الأربعاء الماضي، أول أيام موجة الطقس السيء وهطول الأمطار، سقط فوقهم سقف الأدوار الثلاثة أعلى شقتهم، لتلقى الطفلة مصرعها ويصاب الأخ، وفقًا لرواية شقيقهم الأكبر أحمد إبراهيم لـ"الوطن".

سقوط سقف 3 أدوار على فريحة وشقيقها

"فضلوا 4 ساعات يطلعوا في جثة فريحة من تحت الأنقاض، حتى السرير اللي ماتت عليه مش عارفين نوصل له، عشان نشيله من ريحتها".. هكذا تحدث "أحمد" صاحب الـ26 عامًا عن بداية المأساة التي راحت ضحيتها شقيقته الصغرى وتعيشها أسرته المكونة من والدته و4 أشقاء آخرين في الوقت الحالي، بينما هجر والدهم المنزل منذ سنوات طويلة.

بنبات في الشارع وعند الجيران.. والترميم متوقف على معاينة النيابة

منذ انهيار المنزل ووفاة "فريحة" لم يعد للأسرة مأوى: "مرة بنبات في الشارع ومرة عند حد قريبنا ومرة في حوش بيت من بيوت الجيران في السقعة دي"، فالشاب الذي يعمل "بياع على باب الله"، حسب وصفه، يؤكد أن رئيس الحي أصدر قرارا بترميم الدور الأرضي من المنزل، مع إزالة الدورين الباقيين، إلا أن التنفيذ لم يبدأ، انتظارا لمعاينة النيابة، كما لم يوفر لهم الحي بديلا.

أصحاب البيت بنوا دور تالت بالمسلح عشان يقع ويطردونا

قصة انهيار المنزل لم تبدأ مع أمطار الأيام الماضية "من كام سنة الحي طلع قرار بهدم الدور التاني علوي من البيت عشان مبني بالخرسانة وباقي البيت سقف خشب" فأصحاب المنزل، وفقًا لرواية شقيق "فريحة" الأكبر، بنوا دورا ثالثا بالخرسانة حتى ينهار العقار وتخرج الأسرة منه لأنه "إيجار قديم".

ملاك العقار لم يستجيبوا لقرار الحي، ليقدم الشاب بلاغا حمل الرقم 5126 إداري لسنة 2019، لتنفيذ قرارا الإزالة، إلا أن القدر كان أسرع من تنفيذه، وانهار المنزل فوق "فريحة"، التي راحت ضحيته، وتشردت أسرتها التي يعاني كبيرها حاليًا من أجل توفير مسكن لهم، وعدم النوم في الشوارع وفي أحواش منازل الجيران.