ميشال عون: الذهنية الطائفية أساس مشكلات لبنان.. وأنا ضمانكم في الإصلاح

كتب: (أ.ش.أ)

ميشال عون: الذهنية الطائفية أساس مشكلات لبنان.. وأنا ضمانكم في الإصلاح

ميشال عون: الذهنية الطائفية أساس مشكلات لبنان.. وأنا ضمانكم في الإصلاح

قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن صرخة المواطنين اللبنانيين خلال المظاهرات التي عمت البلاد، لن تذهب هباء، وإن "الورقة الإصلاحية" التي أقرتها الحكومة قبل بضعة أيام، تمثل الإنجاز الأول الكبير للاحتجاجات الشعبية، والتي استطاعت أن تزيل العراقيل والعقبات من أمامها، على نحو من شأنه إبعاد شبح الانهيار المالي والاقتصادي عن البلاد.

وأكد "عون"، في كلمة وجهها إلى اللبنانيين، اليوم الخميس، حرصه على صون حق وحرية التعبير أمام جميع اللبنانيين، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أهمية الحفاظ على حرية التنقل بين أرجاء البلاد لكل المواطنين.

وقال إنه سيكون الضمانة الأهم لكل اللبنانيين في حالة حدوث أي تأخير أو مماطلة في عملية الإصلاح، وإنه من الآن فصاعدا سيصارحهم بكل التطورات، وسيبذل قصارى جهده لتحقيق الإصلاح.

واعتبر الرئيس اللبناني، أن "الذهنية الطائفية" التي حكمت البلاد، هي أساس المشاكل الراهنة التي يمر بها لبنان، لافتا إلى أن طموحه كان ولا يزال التخلص من هذه الذهنية للوصول إلى دولة مدنية.

وشدد عون على ضرورة استعادة الأموال المنهوبة والمسروقة، مشيرا إلى أنه سبق وتقدم بقانون لاستعادتها: "كل من سرق المال العام يجب أن يُحاسب، لكن من المهم ألا تدافع طائفته عنه بشكل أعمى، فالسارق لا طائفة له وهو لا يمثل أي دين".

ودعا إلى كشف كل الحسابات المصرفية للمسئولين ورفع السرية عنها، بحيث تكون خاضعة للتدقيق والمحاسبة بمعرفة القضاء.

وقال إن "الورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة ستكون الخطوة الأولى لإنقاذ لبنان وإبعاد شبح الانهيار المالي والاقتصادي عنه، وهي الإنجاز الأول للبنانيين، ولكنها خطوة يجب أن تواكب بمجموعة تشريعات لأن مكافحة الفساد الحقيقية تكون عبر قوانين وبالتطبيق الصارم للقانون، وليس بالشعارات والمزايدات والحملات الانتخابية".

ووجه الرئيس اللبناني، دعوة أخرى إلى جموع المواطنين للتشدد في المراقبة والمحاسبة، ومطالبة أعضاء المجلس النيابي بالتصويت على مجموعة من اقتراحات القوانين الموجودة بالفعل لدى مجلس النواب، والتي من شأن إقرارها أن تجعل جميع المسؤولين عرضة للمساءلة والمحاسبة القانونية.

واستعرض "عون" مجموعة من أهم تلك المقترحات بقوانين لدى المجلس النيابي، وهي تتعلق بإنشاء محكمة خاصة بالجرائم المتعلقة بالمال العام، واسترداد الدولة للأموال المنهوبة، ورفع السرية المصرفية عن الرؤساء والوزراء والنواب وموظفي الفئة الأولى (كبار موظفي الدولة) الحاليين والسابقين، ورفع الحصانات عن الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وكل من يتعامل مع المال العام.

كما أكد الرئيس اللبناني أنه قد أصبح من الضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي، لكي تتمكن السلطة التنفيذية من متابعة مسئولياتها، وذلك من خلال الأصول الدستورية المعمول بها.

ودعا اللبنانيين جميعا إلى أن يكونوا المراقبين لتنفيذ الإصلاحات "الساحات مفتوحة دائما أمامكم، في حال حصل أي تأخير أو مماطلة، وأنا من موقعي، سأكون الضمانة وسأبذل جهدي لتحقيق الإصلاح".

ونوه "عون" إلى أن تغيير النظام لا يتم في الساحات والميادين، وإنما من خلال المؤسسات الدستورية، مشيرا إلى استعداده أن يلتقي بممثلين عن المعتصمين والمتظاهرين للاستماع إلى مطالبهم بشكل مباشر، وفتح حوار بناء يوصل إلى نتيجة عملية وتحديد الخيارات التي توصلنا إلى أفضل النتائج.

واعتبر ميشال عون، أن نظام الحكم في لبنان، يحتاج إلى تطوير وذلك بعدما أصيب بـ "الشلل" لسنوات طويلة، على نحو أصبح معه عاجزا عن تطوير نفسه، وأن المؤسسات الدستورية بإمكانها إجراء هذا التطوير، إلى جانب أن البلاد تحتاج إلى تغيير النموذج الاقتصادي اللبناني القائم بحيث يصبح منتجا ويخلق فرص العمل.


مواضيع متعلقة