حزن في دسوق بعد فراق محمد ضحية الأمطار: "كان طفل مكافح.. ذنبه إيه"
حزن في دسوق بعد فراق محمد ضحية الأمطار: "كان طفل مكافح.. ذنبه إيه"
مع شروق شمس اليوم الخميس، خرج الطفل محمد محمود المعزاوي من بيته الكائن بعزبة كوم النص بدسوق، ليساند والديه كعادته كل يوم في أعباء العمل وضغوط الحياة، ولكن القدر كان له رأي آخر، حيث توفي محمد صعقا بالكهرباء، ليرتاح أخيرا من ظلم الحياة ويتركها شاكيا لربه الإهمال الذي أودى بحياته.
حالة من الحزن والغضب انتابت أهالي عزبة كوم النص، عقب وفاة الطفل محمد محمود عبد المنعم المعزاوي، 10 أعوام، صعقا بالكهرباء بعد ملامسته أعمدة الإنارة بمدخل العزبة، حيث جرى نقله إلى مستشفى دسوق العام، ولكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله للمستشفى.
وقال فتحي محمد عبده، أحد أهالي العزبة لـ"الوطن"، إن أسرة الطفل تعيش ظروفاً صعبة، حيث يعمل والديه في توزيع الأنابيب والخبز، لإطعام 4 فتيات صغيرات لم تتجاوز أعمارهن الـ15عاماً، وابنهم الوحيد محمد، الذي لقى مصرعه، متابعا: "الولد كان شاطر في المدرسة وبيكافح مع أهله باعتباره الوحيد على 4 بنات، طفل برئ ملوش ذنب في حاجة، والبلد كلها زعلانة عليه".
وأضاف: "القرية تعرضت لأمطار غزيرة مثل باقي القرى، ومن الطبيعي أن تكون الأعمدة مكهربة من المياه، لكن الطفل مكنش عارف".
وقال علي محمد من أهالي القرية: "ذهبنا للمستشفى بس محمد كان مات، وانتظرنا الإجراءات ووصول الشرطة وتم تحرير محضر، وفيه لجنة بتحقق دلوقتي لأنهم بيقولوا الولد اتكهرب من عمود عند بيته وده مش صح، الولد اتكهرب من عمود في أول القرية وبيته في آخرها، لازم يكون فيه صيانة للأعمدة لأن اللي بيحصل ده كارثة".
ولقى محمد محمود المعزاوي، التلميذ بالصف الرابع الابتدائي بمدرسة قرية كوم النص التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، اليوم الخميس، مصرعه صعقاً بالكهرباء، من عمود إنارة.
وقال مصدر بمحافظة كفر الشيخ، لـ"الوطن"، إن الطفل كان يقوم بتوزيع الخبز مع والدته على أهالي القرية، وصعقه عمود كهربائي ما أدى إلى مصرعه في الحال، حيث جرى نقله بسيارة إسعاف إلى مستشفى دسوق العام، وجرى تحرير محضر بالواقعة، وإيداع الجثة بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة.
أضاف المصدر، أن الواقعة حدثت في تمام السادسة صباحاً، مشيراً إلى أن الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ كفر الشيخ، أمر بتشكيل لجنة فورية للتحقيق في ملابسات وفاة الطفل، حيث تستمع النيابة لأقوال والدته وذويه.
