من "شفيق يا راجل" لاعتزال الفن.. حسن عابدين: صعيدي حائر بين دين ودنيا

من "شفيق يا راجل" لاعتزال الفن.. حسن عابدين: صعيدي حائر بين دين ودنيا
- حسن عابدين
- ذكرى وفاة حسن عابدين
- ذكرى ميلاد حسن عابدين
- حسن عابدين
- ذكرى وفاة حسن عابدين
- ذكرى ميلاد حسن عابدين
حيرة كبيرة أصابته وهو يقف على خشبة المسرح، الفنان محمد نجم يخرج ويدخل أمامه بشخصيات مختلفة وهو يقف في ذهول، فما كان منه إلا أن ردد "مش انت شفيق يا راجل؟"، تلك الجملة التي ظل الجمهور يتذكرها ويرددها حتى الآن، واستطاع بعدها الفنان حسن عابدين أن ينقلها لملايين من متابعي التليفزيون في مصر وربما العالم العربي.
وتحل اليوم 21 من أكتوبر عام 1931 ذكرى ميلاد الفنان الراحل حسن عابدين، الذي أثرى الفن بأعمال مميزة في المسرح والسينما والتليفزيون، قبل أن يرحل عن عالمنا في 6 نوفمبر 1989.
لعل حيرة "جاد الحق متولي عويس شبرا" في المشهد الشهير أمام محمد نجم من مسرحية "عش المجانين" لم تقتصر على المسرح فقط، بل عاشها "عابدين" في الحقيقة، حين وقف يفكر ويختار بتأني بين الفن والنجومية أو الزهد والاعتزال.
وفي أحد الحوارات الصحفية القديمة، قال عابدين قبل اعتزاله: "نعم فكرت في الاعتزال بمنطق الإسلام لإحساسي أو خوفي من أي شبهة في الحلال والحرام بالنسبة للتمثيل".
وأضاف في الحوار الذي أجراه في العام 1988: "حين اختلفت الآراء عدت لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، (استفت قلبك وإن افتاك الناس وأفتوك)، فوجدت أنّ الحلال والحرام يتوقفان عليّ أنا شخصيًا بنوعية العمل الذي أقدمه، وما يتركه من قيمة في نفس المشاهد".
استمر صاحب الصلعة الشهيرة في تقديم الأعمال المميزة كعادته، بعد عدوله عن قرار الاعتزال، وكان أبرزها دراميًا "أنا وانت وبابا في المشمش" 1989، وسينمائيًا "عنبر الموت" في العام ذاته، قبل أن يتخذ قرار الاعتزال نهائيًا.
موقف صادم تعرض له عابدين في أثناء تأديته للعمرة، تسبب في انتهاء الحيرة لديه وحسم موقفه من التمثيل، يرويه ابنه خالد حسن عابدين قائلا: "عندما سافر أبي لأداء العمرة وفي أثناء وقوفه أمام قبر الرسول، بكى بشكل هستيري وشاهده الحرس وعرفوه فأبعدوه قائلين (هذا ممثل)، فتأثر بشدة وقرر الاعتزال".
ويستكمل الابن في حديثه خلال إحدى اللقاءات التليفزيونية: "كان والدي يقدم عروض مسرحية (عش المجانين)، وبعد عودته حبس نفسه في غرفته ولم يكن يخرج إلا للصلاة في المسجد، وقرر ألا يعود للتمثيل مجددًا".
لم يستطع الصعيدي ابن بني سويف أن يُثري عالم الفن بعد الاعتزال سوى بـ3 حلقات بعنوان "نور الهدى"، تتحدث عن القضايا الاجتماعية والمواقف اليومية بمنظور ديني وشارك فيها الشيخ الشعراوي، ونجمات مثل الفنانة ليلى طاهر وعدد من الفنانات مرتديات الحجاب، وبعدها وافته المنية في 5 من نوفمبر 1989 عن عمر ناهز 58 عاما.