تفاصيل انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من رأس العين

كتب: حسن رمضان

تفاصيل انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من رأس العين

تفاصيل انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من رأس العين

بعد نحو 11 يوما من العدوان التركي على شمال شرقي سوريا، والذي تخللته، الخميس الماضي، هدنة لوقف إطلاق النار بين الجيش التركي والفصائل الموالية لأنقرة من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، انسحبت قوات سوريا الديمقراطية "المعروفة اختصارا باسم "قسد"، بشكل كامل من مدينة "رأس العين".

وأوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، مقره العاصمة البريطانية "لندن"، أن قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا باسم "قسد"، انسحبت بشكل كامل من مدينة رأس العين، حيث خرجت عشرات الآليات العسكرية برفقة القافلة الطبية التي دخلت المدينة، صباح اليوم الأحد، لإخلاء الجرحى ونقل الجثث.

وأضاف، على موقعه الإلكتروني، أنه من المنتظر أن تغادر القافلة الطبية التي دخلت صباح اليوم الأحد إلى مدينة رأس العين  لإخلاء المزيد من المصابين والجرحى ونقل جثث لأشخاص جراء العدوان في المدينة المحاصرة، حيث ستعود القافلة إلى تل تمر بعد استكمال عملها في رأس العين، وتضم القافلة الطبية هذه نحو 40 سيارة.

ونص الاتفاق على انسحاب تلك القوات من منطقة بعمق 32 كيلومترا لم يحدد طولها. وكانت قوات سوريا الديموقراطية، أكدت أمس السبت، أنه بمجرد السماح لمقاتليها بمغادرة رأس العين، ستسحب قواتها من منطقة تمتد بين رأس العين وتل أبيض بطول نحو 120 كيلومتراً، لكن أنقرة تصر على انسحاب المقاتلين الأكراد من منطقة بطول 440 كيلومتراً من الحدود العراقية إلى نهر الفرات، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

ونقل "المرصد السوري"، صباح اليوم، عن مصادر، أن 28 مدنيا قتلوا خلال الأيام الخمسة الماضية داخل مدينة رأس العين، جراء القصف والاستهدافات على المدينة المحاصرة، وأضافت المصادر أن بعض الجثث موجودة في مشفى رأس العين، وبعضها ملقية بالشوارع بعد استهدافها من قبل قناصات الفصائل الموالية لتركيا، أثناء خروجهم من منازلهم لشراء حاجاتهم اليومية، ولم يتمكن أحد من الوصول إلى الجثث بعد، كما أن البعض الآخر من الجثث داخل المنزل لم يتمكن الفرق الطبي من اللحاق بهم وإسعافهم نتيجة الحصار.

وكانت تركيا وافقت الخميس الماضي، على تعليق عدوانها في شمال شرق سوريا وإنهائه إذا انسحبت القوات الكردية من هذه المنطقة خلال خمسة أيام، وذلك بموجب اتفاق انتزعه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في أنقرة.

وقال بنس للصحفيين، بعد محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان استمرت أكثر من 4 ساعات، إنه "للسماح بانسحاب القوات التركية خلال 120 ساعة، سيتم تعليق كل العمليات العسكرية في إطار عملية نبع السلام، على أن تتوقف العملية نهائيا ما أن يتم إنجاز هذا الانسحاب، وعلى القوات الكردية أن تنسحب من منطقة بعمق 32 كيلومترا بحيث تتحول في النهاية إلى (منطقة آمنة) تسعى إليها تركيا منذ أشهر".

مقتل 13 من "قسد"

وأشار "المرصد"، إلى مقتل 13 من قوات سوريا الديمقراطية خلال الفترة ذاتها بالقصف والاشتباكات وجثثهم بعضها لا يزال في مشفى رأس العين وبعضها الآخر جرى دفنها في المنطقة، موضحا أن الفصائل الموالية لأنقرة، منعت قافلة طبية،  لإخلاء دفعة جديدة من الجرحى والجثث من المشفى الوطني في مدينة رأس العين، من الدخول ليومين متتالين واستهداف محيط القافلة بالقذائف، قبل أن تسمح بعبورها برفقة فريق طبي تابع لمنظمة إنسانية أمريكية.

وكانت تركيا، أعلنت في وقت سابق  اليوم، أن المقاتلين الأكراد ينسحبون من بلدة رأس العين السورية الحدودية بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة، وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان إن "قافلة تضم نحو 55 عربة دخلت رأس العين فيما غادرت قافلة من 86 عربة باتجاه تل تمر"، ووزعت الوزارة صورا للعملية.

 وبعد ساعات على إعلان واشنطن اتفاقا لوقف إطلاق النار، الخميس الماضي، شنّ الطيران التركي غارة جوية أسفرت عن مقتل مدنيين في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرقي سوريا مع استمرار الاشتباكات المتقطعة في مدينة حدودي.

إدارة ترامب: صمود الهدنة في شمال شرق سوريا

قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب في تغريدة، اليوم، نقلا عن وزير دفاعه، مارك إسبر، إن الهدنة التي سعت إليها واشنطن في شمال شرقي سوريا "صامدة"، ونقل ترامب عن إسبر أن "وقف إطلاق النار صامد. وقعت مواجهات محدودة انتهت بسرعة. الأكراد يعيدون انتشارهم في مناطق جديدة".

ونص الاتفاق الذي أعلن الخميس الماضي، عن انسحاب القوات الكردية من منطقة حدودية مع تركيا، مقابل وقف العدوان التركي الذي بدأ في التاسع من أكتوبر.

وتشن تركيا عدوانا عسكريا، بدأ الأربعاء قبل الماضي، على الشمال السوري؛ مما أسفر عن حملة إدانات دولية واسعة للعدوان التركي، وتهديدات أمريكية بضرب الاقتصاد التركي، فيما حذرت عدة دول من أن العدوان على شمال شرق سوريا قد يحيي خطر تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة، كما أعلنت دول أوربية تعليق صادرات السلاح إلى تركيا على خلفية هذا العدوان.

بومبيو: هناك بعض القصف المتقطع بالأسلحة الخفيفة وبعض قذائف الهاون

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن "تفاؤله" بالوضع في سوريا، وقال في مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الإخبارية الأمريكية، بثت اليوم الأحد، "هناك معارك قليلة نسبيا، بعض القصف المتقطع بالأسلحة الخفيفة وبعض قذائف الهاون".

ورفض الوزير الأمريكي، اتهامات مفادها أن الاتفاق الذي تفاوض في شأنه ونائب الرئيس مايك بنس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصب في مصلحة انقرة، وأوضح بومبيو، "أجرينا مفاوضات شاقة. توصلنا إلى النتيجة التي أرسلنا الرئيس ترامب من أجلها".

وكانت الإدارة الذاتية الكردية، أعلنت الأحد الماضي، اتفاقا مع دمشق ينص على انتشار القوات السورية، على طول الحدود مع تركيا لمؤازرة قوات سوريا الديموقراطية في تصديها للهجوم التركي، وبموجب الاتفاق، انتشرت القوات السورية خلال اليومين الماضيين في مدينة منبج ومحيطها شمال شرقي حلب وبلدة تل تمر شمال غربي الحسكة ومحيط بلدة عين عيسى شمال الرقة.

 من جانبها، ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أمس السبت، إنه قبل أسبوعين، كانت هناك حركة مرور كثيرة في الشوارع الرئيسية ببلدة سيلانينار الحدودية التركية مع سوريا، وقال مالك أحد المتاجر: لن تتمكن من العثور على مكان لركن السيارات، وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه بعد أيام من إطلاق تركيا عدوانها على شمال شرقي سوريا، أصبحت المدينة الحدودية التي كانت مزدحمة بالازدهار، مدينة أشباح.


مواضيع متعلقة