هدوء نسبي في جبهات القتال في "رأس العين" شمال شرقي سوريا

04:55 م | السبت 19 أكتوبر 2019

شهدت جبهات القتال، اليوم، هدوءا نسبيا في مدينة رأس العين في شمال شرق سوريا، بموجب اتفاق لوقف لإطلاق النار أعلنته واشنطن وأنقرة قبل يومين، في وقت لم تخل قوات سوريا الديموقراطية أي من مواقعها بعد.

وطالبت قوات سوريا الديموقراطية، في بيان أمس الجمعة، تركيا "بفتح ممر آمن لإخراج الجرحى والمدنيين المحاصرين في مدينة رأس العين" حيث تتركز المعارك بعد سيطرة أنقرة وفصائل سورية موالية لها على منطقة حدودية محاذية في شمال شرق سوريا.

وشهدت جبهات القتال داخل مدينة "رأس العين"، هدوءاً منذ ليل أمس الجمعة، أثر اشتباكات اندلعت مساء. وفي الجانب التركي من الحدود، سمعت دوي رشقات متقطعة، اليوم، فيما قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن من جهته عن "هدوء نسبي تخرقه اشتباكات متقطعة" بين الطرفين.

سوريا الديمقراطية: مقتل 18 شخصا جراء انتهاك تركيا اتفاق وقف إطلاق النار بشمال سوريا

وأعلنت "قسد" في وقت سابق، اليوم ارتفاع عدد قتلى الهجمات التركية على شمال شرق البلاد إلى 18 شخصا، بينهم 5 مدنيين، جراء غارات شنها الطيران التركي منذ إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، داعية وفقا لقناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية ـ المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها راعية لاتفاق وقف إطلاق النار، إلى تحمل المسؤولية تجاه الانتهاكات التركية، مشددة على ضرورة إرسال مراقبين دوليين للمنطقة للحفاظ على تنفيذ الاتفاق.

واتهمت قوات سوريا الديمقراطية تركيا بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة استمرار القوات التركية والفصائل الموالية لها في عمليات القصف العشوائي، الذي يستهدف المدنيين بمناطق شمالي سوريا. وتسبب العدوان التركي، في أزمة إنسانية جديدة بسوريا مع نزوح نحو 300 ألف مدني، إلى جانب مئات القتلى والجرحى أغلبهم من المدنيين. وقوبل العدوان التركي بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، كما أوقفت العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية الهجوم الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات المنطقة.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، اليوم، أن تركيا مستمرة في عدوانها على شمال شرقي البلاد رغم الاتفاق مع الولايات المتحدة على وقف إطلاق النار، مشيرة - في بيان أوردته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية- إلى أن تركيا لا تسمح حتى الآن بفتح ممر آمن لإخراج الجرحى والمدنيين المحاصرين في مدينة "رأس العين" رغم مضي أكثر من 30 ساعة على سريان وقف إطلاق النار.

وتشن تركيا عدوانا عسكريا، بدأ الأربعاء قبل الماضي، على الشمال السوري؛ مما أسفر عن حملة إدانات دولية واسعة للعدوان التركي، وتهديدات أمريكية بضرب الاقتصاد التركي، فيما حذرت عدة دول من أن العدوان على شمال شرق سوريا قد يحيي خطر تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة، كما أعلنت دول أوربية تعليق صادرات السلاح إلى تركيا على خلفية هذا العدوان. وأضافت "قسد"، أنه رغم التواصل المستمر مع الجانب الأمريكي والوعود التي قدمت من قبلهم لحل هذه المشكلة إلا أنه لم يحدث أي تقدم ملموس، مؤكدة التزامها بوقف إطلاق النار، وطالبت "سوريا الديمقراطية"، الجانب الأمريكي للتقيد والالتزام به أيضا والضغط على الجانب التركي، لفتح الممر وإخراج الجرحى والمدنيين من "رأس العين" المحاصرة.

قائد "سوريا الديموقراطية" يتهم أنقرة بمنع انسحاب مقاتليه من منطقة حدودية

واتهم قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي، اليوم، تركيا بمنع انسحاب مقاتليه من مدينة رأس العين في شمال شرق سوريا، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه واشنطن، وقال لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" عبر الهاتف إن "الأتراك يمنعون انسحاب قواتنا والجرحى والمدنيين من سري كانيه" التسمية الكردية لرأس العين، محذراً من أنه "إذا لم يتم الالتزام، سنعتبر ما حصل لعبة بين الأمريكيين وتركيا، إذ من جهة يمنعون انسحاب قواتنا، ومن جهة أخرى يدّعون أنها لم تنسحب، سنعتبرها مؤامرة ضد قواتنا". وأعلن عبدي، استئناف العمليات ضد تنظيم "داعش" الإرهابي

وشدد قائد قوات سوريا الديموقراطية المعروفة اختصارا باسم "قسد" مظلوم عبدي، اليوم، على أهمية الدور الأمريكي في الحفاظ على التوازن في سوريا وعدم ترك الساحة لأطراف آخرين بينهم روسيا الداعمة للحكومة السورية، وقال في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس": "نريد أن يكون هناك دور لأمريكا في سوريا، لا أن يتفرد الروس والآخرون بالساحة"، مضيفاً "من مصلحتنا أن تبقى القوات الأميركية هنا ليستمر التوازن في سوريا". وأعلن عبدي، استئناف العمليات ضد خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي في شرق سوريا، بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعد تجميدها جراء العدوان التركي، وقال: "عملنا ضد داعش مستمر، ودخل حيز التنفيذ مجدداً"، مضيفاً "قمنا بتفعيل العمل العسكري ضد خلايا تنظيم(داعش) في دير الزور، وقواتنا تعمل هناك مع قوات التحالف".

وكانت تركيا وافقت أمس الأول الخميس، على تعليق عدوانها في شمال شرق سوريا وانهائه اذا انسحبت القوات الكردية من هذه المنطقة خلال خمسة ايام، وذلك بموجب اتفاق انتزعه نائب الرئيس الامريكي مايك بنس في انقرة، وقال بنس للصحفيين بعد محادثات مع الرئيس رجب طيب اردوغان استمرت اكثر من اربع ساعات انه للسماح بانسحاب القوات التركية "خلال 120 ساعة، سيتم تعليق كل العمليات العسكرية في اطار عملية نبع السلام، على ان تتوقف العملية نهائيا ما ان يتم انجاز هذا الانسحاب".وعلى القوات الكردية ان تنسحب من منطقة بعمق 32 كلم بحيث تتحول في النهاية الى "منطقة آمنة" تسعى اليها تركيا منذ اشهر.

ودعت "قسد"، إلى إرسال مراقبين دوليين من أجل الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار شمال سوريا، داعية المجتمع الدولي وفي مقدمته واشنطن بصفتها راع لاتفاق وقف إطلاق النار، بتحمل المسؤولية تجاه الانتهاكات التركية، مشيرا إلى ضرورة إرسال مراقبين دوليين للمنطقة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز" الإخبارية.

وبعد ساعات على إعلان واشنطن اتفاقاً لوقف إطلاق النار، شنّ الطيران التركي غارة جوية أسفرت عن مقتل مدنيين في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرقي سوريا مع استمرار الاشتباكات المتقطعة في مدينة حدودي، وبموجب اتفاق انتزعه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في أنقرة، وافقت تركيا أمس الأول الخميس على تعليق عدوانها في شمال شرق سوريا مشترطة انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة الحدودية خلال خمسة أيام.

كردستان العراق تستقبل أكثر من ألف لاجئ فار من العدوان التركي على شمال سوريا

وكشف مسؤول هيئة الشؤون الإنسانية في محافظة دهوك العراقية سالم سعيد عن استقبال إقليم كردستان أكثر من ألف لاجئ سوري خلال اليومين الماضيين، وقال ـ في تصريح لقناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية، اليوم، إن أكثر من ألف لاجئ سوري نزحوا لإقليم كردستان العراق عبر معبر "سحيلة" هربا من العدوان التركي على شمال سوريا، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا مع جهات معنية لنقل النازحين إلى مخيمي "بردرش" و"دوميز" بمحافظة دهوك العراقية. وعلى صعيد متصل، توقع مركز تنسيق الأزمات المشترك (JCC) في حكومة إقليم كردستان ارتفاع عدد اللاجئين السوريين الفارين من العمليات التركية على شمال سوريا خلال الأيام القادمة.

بومبيو: وقف إطلاق النار في سوريا صامد رغم البداية الصعبة

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس الجمعة، أنه بعد مرور 24 ساعة على ابرام الاتفاق لوقف القتال بين الأتراك والأكراد في شمال سوريا فإن الوضع في تحسن، مضيفا للصحفيين بعد عقده اجتماعات في مقر حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل "هناك بعض النشاط اليوم، لكن أيضا رأينا بعض النشاط الايجابي جدا".

وبينما تحدث بومبيو كان هناك اشتباكات متفرقة في شمال سوريا، لكنه قال أن فهمه هو أن وقف اطلاق النار لمدة 120 ساعة الذي توسطت الولايات المتحدة لانجازه امس الاول الخميس بدأ عند الاعلان عنه. وهذا يعني أن هدنة الـ 120 ساعة للسماح لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية بتنفيذ انسحاب منسق من شريط بعمق 32 كيلومترا على طول الحدود مع تركيا سوف يستمر حتى مساء الخميس.

وأوضح بومبيو، "ونحن نتأمل في الساعات المقبلة أن الاتراك الذين كانوا جزءا من الاتفاق الى جانبنا، بالاضافة الى مقاتلي وحدات حماية الشعب في المنطقة، أن يلتزموا بجدية بالالتزامات التي قطعوها".وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس الجمعة من أن أنقرة ستستأنف عدوانها الأسبوع المقبل في سوريا في حال لم ينسحب المقاتلون الأكراد من "منطقة آمنة" تسعى تركيا لإقامتها بمحاذاة حدودها. وبعد ساعات على إعلان واشنطن اتفاق وقف إطلاق النار، قال"المرصد السوري لحقوق الانسان"، مقره العاصمة البريطانية "لندن" عن مقتل 14 مدنياً في قصف جوي ومدفعي للقوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في قرية شرق بلدة رأس العين الحدودية، فضلاً عن تسعة عناصر من قوات سوريا الديموقراطية.

"ماكونيل": انسحاب القوات الأمريكية من سوريا "كابوسا استراتيجيا

ووصف زعيم كتلة الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونيل، أمس الجمعة قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، بـ"الكابوس الاستراتيجي"، وكتب ماكونيل في مقال في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن "سحب القوات الأمريكية من سوريا خطأ استراتيجي فادح"، موضحا أن "ذلك سيجعل الشعب الأمريكي وأرضه أقل أمانا وسيشجع أعداءنا ويضعف تحالفات مهمة".

وأضاف ماكونيل: "على الرغم من صمود وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الخميس لخمسة أيام، أدت حوادث الأسبوع المنصرم إلى تراجع حملة الولايات المتحدة ضد (داعش) وإرهابيين آخرين". ويدعم ماكونيل عادة ترامب بقوة. وقد دان من قبل قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا. ولا يذكر ماكونيل في مقاله ترامب لكنه يشبه الانسحاب من سوريا بالسياسة الخارجية للرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما، وكتب "راينا (داعش) يزدهر في العراق بعد انسحاب الرئيس باراك أوباما. سنرى هذا يحدث مجددا في سوريا وافغانستان إذا تخلينا عن شركائنا وانسحبنا من هذه النزاعات قبل أن نكسب فيها"، موضحا أن "حروب أمريكا لن تصبح (بلا نهاية) إلا إذا رفضت أمريكا كسبها"، ملمحا بذلك إلى الحجة التي ذكرها ترامب دفاعا عن الانسحاب من أجل الخروج من "حروب لا تنتهي". ودافع ترامب بشدة الأربعاء الماضي، عن قراره هذا معتبرا أنه "خطوة ذكية من وجهة النظر الاستراتيجية".

وعبرت الإدارة الأمريكية عن أملها في التزام الأتراك والأكراد باتفاق وقف إطلاق النار المعلن في سوريا، مؤكدة استمرار انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - وفقا لقناة "سكاي نيوز" الإخبارية - وجود رغبة فعلية من الأتراك والأكراد لإنجاح وقف إطلاق النار، رغم وصفه للوضع في سوريا بـ "الهش للغاية". وأوضح ترامب، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد خلال اتصال هاتفي عزمه على تنفيذ وقف إطلاق النار، فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عقب لقاء جمعه بالأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرج، أن على الجانبين التركي والكردي أن يأخذوا على محمل الجد الالتزامات التي قطعوها على أنفسهم. وأعرب ستولتنبرج، عن أمله في أن يساهم إعلان وقف إطلاق النار في تهدئة الأوضاع على الأرض.

وكان وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر، قد دعا نظيره التركي خلوصي آكار إلى ضرورة الالتزام بسلامة المدنيين في مناطق سيطرة القوات التركية في سوريا ، مؤكدا أن الجيش الأمريكي يواصل تنفيذ انسحابه من شمال شرق سوريا بشكل مدروس ، نافيا مشاركة القوات البرية الأمريكية في إقامة المنطقة الآمنة في سوريا. وتقضي الهدنة، التي أعلن عنها نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، بوقف القتال لمدة 5 أيام من أجل السماح لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد بالانسحاب من "المنطقة الآمنة" التي تسيطر عليها القوات التركية.

ومن عمليات تخريب للمحلات التجارية الى هجمات بالسكاكين وتبادل للشتائم، تخشى المانيا حيث تعيش اكبر جاليتين من الشتات التركي والكردي من انتقال النزاع في ِشمال شرق سوريا الى اراضيها، واليوم، من المتوقع وصول ما لا يقل عن 14 الف متظاهر مؤيد للأكراد بعد الظهر الى كولونيا، ضمن يوم من التعبئة في عدة مدن أوروبية. في حين تعرب الشرطة عن خشيتها من وقوع اعمال عنف، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".