اتهامات لبعض تجار دمياط ببيع أسماك نافقة.. و"الثروة السمكية" تنفي

كتب: سهاد الخضري

اتهامات لبعض تجار دمياط ببيع أسماك نافقة.. و"الثروة السمكية" تنفي

اتهامات لبعض تجار دمياط ببيع أسماك نافقة.. و"الثروة السمكية" تنفي

تعد أزمة نفوق الأسماك واحدة من الكوارث التي يواجهها مستأجرو المزارع السمكية خلال السنوات الماضية، ما كان سببا في تكبدهم خسائر بالغة، ولعل بحيرة المنزلة واحدة من البحيرات التي طالها التلوث لسنوات طويلة مما كانت سببا مباشر في نفوق الأسماك، وهو ما دفع المستأجرين لتنظيم وقفات احتجاجية عدة مرات اعتراضا على الخسائر المتكررة.

ورغم عدم جواز طرح الأسماك النافقة في الأسواق إلا أن بعض التجار يطرحونها في الأسواق بعيدا عن أعين الجهات الرقابية حيث يقوم البسطاء بشرائها لرخص ثمنها في ظل عدم معرفتهم الأسباب الحقيقة لطرح مثل تلك الأصناف في الأسواق بأسعار رخيصة وهو ما قد ينجم عنها أضرار بالغة.

"شعبة الأسماك": فسيخ دمياط بريء من حالات التسمم في الإسكندرية

ويقول ماجد البداوي رئيس شعبة الأسماك في الغرفة التجارية في دمياط، لـ"الوطن"، إن السمك النافق لا يصلح إن يتم تداوله في الأسواق ففي حال نفوق الأسماك في المياه قد يقوم البعض ببيعه كفسيخ ليتداول خارج دمياط في أسواق "القاهرة وضواحيها" أما النافق بشكل جزئي أو ما يسمى بـ"الملحوق" يتم تداوله بسعر رخيص، متابعا: "منذ شهر لم يحدث نفوق للأسماك في دمياط"، مستبعدا أن يكون الفسيخ الذي كان سببا في تسمم عدد من أبناء محافظة الإسكندرية مصدره دمياط.

وفرََّق "البداوي" بين الأسماك النافقة بصورة كاملة عن غيرها الملحوقة بعدة نقاط كالتالي ذكره "النافق التام تكون سمكة طرية وعينها بيضاء تماما وقشرها يمكن نزعه بسهولة جدا، أما الملحوق فيمكن تمييزه ببياض في العين بشكل غير ملحوظ مع صعوبة إزالة القشر، وهو ما يتم تداوله في كافة الأسواق دون تفرقة وحينها يقوم التاجر بعدم عرضها في الشارع أمام محله خشية ضبطه من قبل الجهات الرقابية ويمكن تميزه بحدوث تغير في الطعم.

ووفقا للبداوي فأسماك "اللوت والدنيس والقاروص والبوري" أكثر الأصناف عرضة للنفوق نظرا لحساسيتها الشديدة لكافة المتغيرات، مرجعا أسباب النفوق لعوامل جوية مثل شدة الحرارة التي تؤثر بشكل مباشر أو عوامل بشرية مثل مستأجر أو عامل بالمزرعة لا يجيد تربية الأسماك أو لعدم التزامه بوضع كميات محددة من الأسماك في الأحواض أو تكديسها مع عدم الالتزام بمواعيد وكميات الطعام الموضوعة مما يسبب حالة من الاختناق لدى الأسماك.

ووفقا للبداوي فاستخدام تغذية غير سليمة ليس من أسباب النفوق ولكنه قد يكون سببا في تغير طعم وجودة الأسماك، مطالبا بتعاون المسؤولين عن هيئة الثروة السمكية مع المستأجرين بإرشادهم عن كيفية التغذية والتربية مع ضرورة المتابعة المستمرة من المسؤولين للمزارع مع تنظيم ندوات إرشادية وتنبيهم للمحاذير الممنوع القيام بها حتى لا تتكرر نفس الأزمة سنويا مع ضرورة متابعة تجهيز وتطهير المزارع بصفة مستمرة.

ويقول عبده أبو حسيب، 25 عاما، مستأجر مزرعة سمكية وأحد المتضررين: "مش ملاحقين على الخسائر والله لقد توارثت المزرعة أبا عن جد وللأسف نفوق الأسماك يعد أبرز المشاكل التي نواجهها وهو ما ظهر بصورة كبيرة منذ بداية تكريك الأحواض".

ووفقا لحسيب فيرجع النفوق لقلة المياه في الحوض وعدم وجود مصدر للري واختلاط المياه بالشوائب نتيجة التكريك، متابعا: "خسائرى هذا الموسم بلغت 600 ألف جنيه وبالفعل فكرت في ترك المهنة ولكن مش عارف اشتغل إيه".

وطالب حسيب بعودة العمل كما كان وفتح مصادر مياه للأحواض مع قيام مسؤول الهيئة بتوضيح كافة الأمور، مضيفا: "للأسف لم يجدد عقد الإيجار لنا بعد منذ عام".

ووفقا لحسيب فالبعض يقوم ببيع السمك النافق طالما لم يجف بعد وهو ما يطلق عليه "ملحوق" لكن السمك الميت لا يجوز بيعه ورغم ذلك يقوم البعض ببيعه كفسيخ وهذه حالات قليلة جدا وينتج عنها آثار سلبية على صحة الإنسان.

وأرجع السعيد عاشور نقيب الصيادين في دمياط أسباب نفوق الأسماك، لوجود مناجم جير أسفل بحيرة المنزلة وبخاصة في مناطق "الجميل والمنزلة"، فمع توسعة الطرق وأثناء عملية التكريك تم تحريك مناجم الجير حيث تخلل الجير بمياه البحيرة، ما يتسبب في تلوثها وهو ما كان له بالغ الأثر في نفوق الأسماك بصورة لم تحدث من قبل خلال العام الماضي على حد قوله.

وأضاف عاشور، لـ"الوطن": "قديما كان يحدث النفوق بمناطق المثلت البالغ مساحتها 33 ألف فدان متضمنة الصيد الحر والمنطقة الجنوبية المطلة عليها قرى "السيالة والبصارطة والعنانية" وذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة وقلة البواغيز ولكن مع أعمال تطوير بحيرة المنزلة التي تمت مؤخرا تم افتتاح البواغيز وشق القنوات الشعاعية مما كان سبب في تجديد مياه البحيرة.

في المقابل قال المهندس محمد سمير رئيس هيئة الثروة السمكية في دمياط، لـ"الوطن"، إنه لا يوجد حاليا أي حالات نفوق، مشيرا إلى أن هناك أسبابا محددة ومعروفة وهي تلوث المياه لاختلاطها بالصرف الصحي وارتفاع نسبة الأمونيا وهذه مشكلة منذ سنوات، حيث نقوم بصفة دورية بإجراء التحاليل الدورية ونرسلها لرئاسة الهيئة لتحليلها، كما تأتي لجان مستمرة للمعاينة بالاشتراك مع مديريات الطب البيطري بمحافظات دمياط وبورسعيد وممثلين عن الهيئة العامة بالقاهرة، متابعا: "الأسماك ليست مريضة ولكن تنصب مشكلة النفوق بسبب التلوث، بالإضافة لتكدس الأحواض، ما يسبب حالة من الاختناق والتغذية غير السليمة".

وأضاف سمير قائلا: "لا صحة لتداول أسماك نافقة في الأسواق، حيث نمر يوميا على الأسواق وجميعها بحالة جيدة"، متابعا: "لعل أبرز مشاكل نواجهها في دمياط هي تراكم المديونيات على أصحاب المزارع فالدولة مهتمة بتحصيل المديونيات، وهناك من لم يسددوا مديونياتهم منذ 10 سنين وأكثر، وعليه تم اتخاذ إجراءات الحجز الإداري والإخطارات والإنذارات، وسبق والتقيناهم أكثر من مرة لحل تلك الأزمة وكلما تحدثنا معهم قالوا السمك بيموت وكأنه بيموت طول السنة".


مواضيع متعلقة