بعد وعد القروي بحل "المفروزين أمنيا".. كيف تعاني هذه الفئة في تونس؟

بعد وعد القروي بحل "المفروزين أمنيا".. كيف تعاني هذه الفئة في تونس؟
- تونس
- نبيل القروي
- الانتخابات التونسية
- انتخابات الرئاسة التونسية
- تونس
- نبيل القروي
- الانتخابات التونسية
- انتخابات الرئاسة التونسية
أثار المرشح الرئاسي التونسي نبيل القروي ملف المفروزين أمنيا، خلال مناظرته التلفزيونية مع نظيره قيس سعيد، حيث أكد أن لديهم الحق في الحياة بشكل طبيعي ويجب إغلاق ملفاتهم، وأن يعيشوا بكل أريحية، ولا يعاقبون على نشاطهم في الجامعة.
"مفروز أمنيا".. مصطلح لن يفهم مدى بشاعته سوى من ذاق مُر تجربة تحمل معانيه، فهو ضحية ممارسات قمعية لحقبة حكم الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، حيث إن المشهد يبدأ بطالب يمارس حقه الديموقراطي في مزاولة أنشطة سياسية وفرتها له الجامعة كون أنها منبر للديمقراطية بجانب دورها التنويري المعهود، أو ينضم لحزب سياسي يجد فيه ضالته المنشودة التي تتناسب مع أفكاره، ليصطدم بقرار يحرمه من الحق في العمل والإقصاء من حقه في التشغيل في الوظائف العمومية والمؤسسات التابعة للدولة، كبقية أقرانه في قاعة الدرس.
ورغم مرور 6 سنوات على ثورة الياسمين إلا أن هذا "المفروز" ملفه معطل لدى جميع الحكومات المتوالية حتى الآن.
"عاقبوني على مواقفي السياسية.. السلطة قبل الثورة كانت تلاحقني وتمنعني من شغل أي وظيفة عمومية رغم اجتيازي جميع الاختبارات بنجاح"، بهذه الجملة القصيرة لخص شرف الدين حمدي، معاناة يعيشها منذ سنوات، ما جعله يناضل من أجل فتح هذا الملف على الحكومات التونسية المتعاقبة بعدما طوى التاريخ الحديث صفحة بن على، ليدخل إضرابا مفتوحا عن الطعام مع أصدقائه منذ 11 يوما في المقر المركزي للاتحاد العام لطلبة تونس، إثر عدم تنفيذ الحكومة على الاتفاق المبرم في الثامن عشر من يناير الماضي، والذي نص على الشروع في انتداب المفروزين أمنيا الذين تم متابعتهم من قبل نظام الرئيس المخلوع قبل الثورة التونسية وتم حرمانهم من الانتفاع بالوظيفة العمومية كعقوبة لانتمائهم للاتحاد العام لطلبة تونس واتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل و النضال.
شرف الدين، الذي تخرج في المعهد العالي للغات قسم الحضارة واللغة والأدب الألماني بقابس، يروي لـ"الوطن" عن تقدمه لعدة مناظرات للعمل في هيئات ومؤسسات حكومية مثل السكك الحديدية والتعليم، لكن رغم تفوقه ونبوغه لم يؤشر على ملفه بكلمة "مقبول".
يستكمل شرف الدين سرد تجربته، أنه شارك في جميع الأشكال الاحتجاجية أملاً في الحصول على حقه المشروع، لتتوج بإضراب جوع انطلق في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 2015 رضخت فيه الحكومة لمطالب المفروزين أمنيا في الثامن عشر من يناير 2016، وأقرت بالشروع في انتدابهم في غضون ستة أشهر إلا أنها تلكأت وانقلبت على الاتفاق، ما دفع المفروزين أمنيا لنزول الشوارع مرة أخرى، وبالتزامن مع الصمت الرسمي قرروا الدخول في إضراب جوع آخر ولكنه ليس الأخير، على حد وصفه.
تجربة أخرى يرويها حسام العبيدي، أحد المفروزين أمنيا، حيث تخرج في كلية الآداب بمنوبة، وتقدم للكثير من مناظرات العمل في وزارة التربية وهيئة البريد، لكن الرد كان متوقعا قبل أن يتم إخطاره به ألا وهو "أنت مفروز أمنيا ومرفوض".
ويوضح العبيدي لـ"الوطن"، أن مجموعة من قدامى الاتحاد العام لطلبة تونس واتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل المفروزين أمنيا على خلفية النشاط السياسي والنقابي، يخوضون الإضراب عن الطعام بسبب معاقبتهم بالحرمان من الوظيفة العمومية في عهد النظام السابق، ولازالت هذه المظلمة مسلطة عليهم حتى يومنا هذا، مشيرا إلى أنه خاض الكثير من التحركات ضد هذه الإجراءات ولكنها جوبهت بالقمع من قبل قوات الأمن التونسي ما جعلهم يخوضوا محاولة إيصال صوتهم عبر "إضراب الجوع" في عام 2017 من أجل تطبيق اتفاق "قاضي بتشغلينا".
وتقدم المتنافسان، الخبير في القانون الدستوري قيس سعيّد ورجل الإعلام نبيل القروي، في الدورة الأولى، على مرشحين ممثلين عن الطبقة السياسية الحاكمة في تونس في إطار ما عرف "بتصويت العقاب" ضد المنظومة التي لم تقدم حلولا للوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم، ونال قيس سعيّد المرشح المستقل 18,4% من الأصوات، بينما حل القروي مؤسس حزب "قلب تونس" ثانيا مع 15,5%.
وأوقف القضاء التونسي القروي في 23 أغسطس الماضي بتهمة غسل أموال وتهرب ضريبي وأطلق سراحه أمس الأول، بقرار من محكمة النقض ليدخل مباشرة في حملته وينافس سعيّد.