أستاذ علوم سياسية: المصارحة والمكاشفة أهم رسائل مدبولي أمام البرلمان

01:13 ص | الأربعاء 09 أكتوبر 2019

الحد الأدنى للأجور وإجراءات الحذف من بطاقة التموين، وانخفاض أسعار السلع وتحسين الأجور والمعاشات، بالإضافة إلى خطوات ومراحل ونتائج برامج الإصلاح الاقتصادي، جميعها قضايا ركز عليها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في بيان ألقاه أمام البرلمان.

رئيس الحكومة تحدث عن قضايا تهم المواطن في الأساس الأول، وتمس احتياجاته اليومية والرئيسية، جاء على رأسها إجراءات المستبعدين من البطاقات التموينية، حيث أكد أن مخصصات التموين زادت من 35.5 مليار جنيه في عام 2014 إلى 89 مليار جنيه هذا العام وكانت في العام الأسبق 86 مليار جنيه، بل وجرى إنشاء قاعدة مميكنة لمستحقي البطاقات.

وأعلن رئيس الوزراء عن قواعد جديدة سيتم اتباعها قبل حذف أي مواطن، وتتضمن وضع خطوة استباقية حتى لا تحدث مشكلة نتيجة الحذف، موضحا "سنبلغ المواطنين الذين سيتم حذفهم قبل الحذف بشهر بأنهم نتيجة معايير الاستهداف لا يستحقون الدعم ونبحث تلك التظلمات قبل الحذف".

مدبولي تحدث أمام البرلمان عن قضايا تمس المواطنين وعرض نتائج الإصلاح الاقتصادي

الحد الأدنى للأجور أخذ حيزًا من اهتمام مدبولي خلال بيانه، حيث طالب النواب بضرورة الإبلاغ عن الجهات التي لا تطبق الحد الأدنى، بالإضافة كذلك لحديثه عن انخفاض أسعار السلع خلال الفترة الماضية، والتأكيد على أنها ستستمر في الانخفاض حال الاستمرار في السير بنفس معدلات التنمية.

كما أعلن مدبولي رفع مستوى معيشة 270 قرية على مدار عامين، مؤكدا أنّ الحكومة تعمل لرفع مستوى 170 قرية هذا العام، في إطار مبادرة حياة كريمة التي تهدف لرفع مستوى معيشة أكثر من 1000 قرية على مستوى الجمهورية، وأن المشروعات التي تقوم بها الدولة وفرت نحو 5 ملايين فرصة عمل.

الأجور والمعاشات كذلك، أكد مدبولي أنّ الحكومة تحمل على عاتقها مسؤولية استمرار تحسن الملف الخاص بهما، وتطرق إلى الحديث عن برنامج تكافل وكرامة، الذي رفعت الحكومة مخصصاته من 17 ونصف إلى 28 ونصف مليار جنيه، للوفاء بالتزامات الأسر، معترفًا بوقوع بعض الأخطاء في عملية الحذف منه، وأن الباب مفتوح أمام التظلمات من الحذف.

واستعرض رئيس الحكومة كذلك أمام النواب الصعوبات التي مرت بها الدولة والإجراءات التي اتخذتها ومن بينها برنامج الإصلاح الاقتصادي، والذي كان لابد من تطبيقه، مبينًا أنَّ البرنامج بدأ في نوفمبر 2016 ومر عليه 3 سنوات وحقق نتائج كبيرة، حتى أن التضخم وصل إلى 7%، موضحًا أنَّه بعد قرار التعويم كانت المؤسسات الخاصة في مصر، تقول إنه لولا قرار التعويم لكان وصل إلى 35 جنيها.

الدكتور حسن أبو طالب، أستاذ العلوم السياسية، قال إن رئيس الوزراء ركز في بيانه على قضايا ذات طابع اقتصادي، وهو ما يهم الشعب، مؤكدًا أن الخطاب موجه في الأساس إلى الشعب بشكل مباشر، بالتأكيد على الاستمرار في الإصلاح الاجتماعي واستمرار السياسات التي تعمل على تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين وإصلاح أخطاء الفترة الماضية.

وأضاف أبو طالب لـ"الوطن" أن مدبولي بعث رسائل هامة للمواطنين من خلال بيانه، أهمها أن الحكومة تعمل على إصلاح الأضرار التي وقعت على كاهل المواطنين جراء برنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي لم يكن منه بد، حيث أنه ركز في بيانه على الفئات الأكثر تضررًا.

المتضررون من الحذف من بطاقات التموين ومن الاستبعاد من برنامج "تكافل وكرامة" وأصحاب المعاشات الذين تقل دخولهم بعد العمل وتزداد احتياجاتهم، جميعها فئات وعدها مدبولي بتحسين أحوالهم خلال البيان، حسب أستاذ العلوم السياسية، في إشارة واضحة لاهتمام الحكومة بهموم المواطنين وأعبائهم.

وأكد أبو طالب أن المصارحة والمكاشفة، كانت السمة الأبرز في بيان رئيس الحكومة، من خلال الاعتراف بوقوع بعض الأخطاء في بعض الإجراءات من الحذف من التموين أو "تكافل وكرامة"، والوعد بتداركها، وتدارك بعضها بالفعل مثل عودة المحذوفين من بطاقات التموين.

أستاذ علوم سياسية: حديث رئيس الوزراء اتسم بالمصارحة والمكاشفة وعرض الحقائق للمواطنين

وأشار إلى أن حديث مدبولي كذلك عن الإصلاح الإداري في غاية الأهمية، فالدولة في حاجة إلى منظومة إدارية تؤدي الخدمات بكفاءة وبعدد أقل من الـ5 ملايين موظف الحاليين الموجودين في الدولة، من خلال جهاز إداري يناسب التحول التكنولوجي والرقمي، موضحًا أن مدبولي كذلك طلب من النواب أن يمارسوا أدوارهم، وأن يكونوا حلقة وصل بين الحكومة والمواطنين ويوضحوا الحقائق للجانبين، من خلال مطالبته لهم بالإبلاغ عن أي جهة لا تطبق الحد الأدنى للأجور.

عرض مراحل البرنامج الإصلاحي ونتائجه كان من النقاط المهمة في بيان مدبولي، وفق رؤية أبو طالب، لافتًا إلى أنه بعد الوصول للمرحلة الحالية كان لابد للمواطن أن يشعر بأهمية وجدوى البرنامج، وأن عرض مدبولي له نوع من التذكير والتوعية بأهميته، ولأنه رغم الصعوبات التي نتجت عنه إلا أنه لم يكن هناك مفر منه، وبالتالي وصلنا لمرحلة التخلص من صعوباته وتقليل آثاره خلال الفترة الحالية.

وأكد أبو طالب أنه يتمنى أن يتكرر بيان رئيس الحكومة أمام البرلمان من فترة لأخرى، لمتابعة البرلمان لعمل وخطط الحكومة، وإزالة اللبس والغموض عند المواطنين وقطع الطريق على مروجي الأكاذيب من خلال الشفافية في عرض وتوضيح الموقف، وبث الأمل في المواطنين ورفع مستوى ثقتهم في الحكومة وأدائها.