خبراء يوضحون دلالات عقد لقاء بين ترامب وأردوغان في الولايات المتحدة

كتب: عبدالله مجدي

خبراء يوضحون دلالات عقد لقاء بين ترامب وأردوغان في الولايات المتحدة

خبراء يوضحون دلالات عقد لقاء بين ترامب وأردوغان في الولايات المتحدة

اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، على عقد قمة في واشنطن، الشهر المقبل، للتباحث بشأن "المنطقة الآمنة" في شمال سوريا.

وقالت الرئاسة التركية، في بيان، إنّ أردوغان أبلغ ترامب بأنه "يشعر بالإحباط لفشل البيروقراطية العسكرية والأمنية الأمريكية في تنفيذ الاتفاق" الذي أبرمه الطرفان في أغسطس، بشأن إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية مع تركيا.

وعن دلالات عقد اللقاء، رغم الخلاف المعروف بين الرئيسين، قال الدكتور ناصر زهير، الباحث في العلاقات الدولية، إن الولايات المتحدة وتركيا لا تفضلان قيام أي طرف منهما بعمل عسكري، مما يؤثر سلبا على الوضع في سوريا، وأيضا على فكرة إنشاء المنطقة الأمنة، موضحا أن أردوغان وترامب سبق وأن اتفقا على إنشائها.

وأضاف زهير لـ"الوطن"، أن الولايات المتحدة أعلنت أنها مع إنشاء المنطقة الآمنة، لكنها انتقدت مهاجمة تركيا للأكراد، ودعمها للجماعات المسلحة هناك، مشيرا إلى أن تركيا ترى أنه لا يوجد أي تنفيذ حقيقي للمنطقة من الجانب الأمريكي، وانتقدت دعمه للأكراد وقوات سوريا الديمقراطية.

وأكد الباحث في العلوم السياسية، أن اللقاء سينتهي دون اتفاق الطرفين على المنطقة الآمنة في سوريا، مشيرا إلى أن الوضع لن يتغير إلا بدخول وساطة أوروبية، تعمل على تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

فيما ومن جهته، أشار الدكتور سيد مجاهد، خبير العلاقات الدولية، إلى أن تركيا تسعى جاهدة لإنشاء المنطقة الآمنة، لأنها ستتخذ منها مركزا لشن هجمات على الأكراد في سوريا، كونها تعتقد أنهم يشكلون خطرا عليها.

واوضح لـ"الوطن"، أن أنقرة ترغب في تمكين جماعات إسلامية موالية من الوصول إلى الحكم، حتي تتحول سوريا إلى دولة تابعة لها، وتديرها وتتبع سياستها.

وترجع فكرة المنطقة الآمنة، إلى مطلع يناير 2019، حيث اقترح الرئيس الأمريكي إنشائها بين تركيا والقوات الكردية شمال سوريا، بعرض 20 ميلا، بالتزامن مع قراره- حينها- بسحب قوات بلاده من سوريا، ليرد عليه "أردوغان" بأنها يجب أن تكون تحت سيطرة تركيا.

ومنذ ذلك الحين تجرى عدة مشاورات بين سوريا وأمريكا وتركيا والأكراد، حيث توصلوا إلى اتفاق على إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد (العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية)، والحدود التركية، على أن يجري تنفيذه بشكل تدريجي.

وأضاف مجاهد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يرغب في إنهاء الصراع في سوريا، مشيرا إلى أنه سبق وأن اعلن نيته سحب الجيش الأمريكي من سوريا، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، بسبب تدهور الأوضاع في سوريا، فوجود القوات الأمريكية يساهم في الحد من هجمات القوات التركية على الأكراد وقوات سوريا الديموقراطية.

ووفقا لحديث ترامب في يناير 2019، أنه طلب من حكومته وضع خطة لإنشاء مناطق آمنة للمدنيين في سوريا والدول المجاورة في غضون 90 يوما من تاريخ الأمر، يمكن فيها للمواطنين السوريين النازحين انتظار توطين دائم، مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث، بحسب حديث "مجاهد".

وأكد خبير العلاقات الدولية، أن سبب اللقاء المرتقب، هو رغبة الرئيس التركي في تنسيق الأوضاع في سوريا مع نظيره الأمريكي، موضحا أن أردوغان يخشى الدخول في صدام عسكري مع الولايات المتحدة، بسبب أطماعه في سوريا، التي يرفضها ترامب، ويريد أن تتحول لمنطقة للتهدئة.


مواضيع متعلقة