لندن تدعو لـ "تكثيف" المشاورات في ملف "بريكست"

كتب: (أ.ف.ب)

لندن تدعو لـ "تكثيف" المشاورات في ملف "بريكست"

لندن تدعو لـ "تكثيف" المشاورات في ملف "بريكست"

دعت لندن، اليوم، إلى "تكثيف" المشاورات في شأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"بريكست"، عشية استئناف المفاوضات مع بروكسل، فيما اقترحت باريس عرض محصلة "نهاية الأسبوع المقبل" لتحديد ما إذا كان التوصل إلى اتفاق ممكنا، وقال وزير بريكست البريطاني ستيف باركلي الذي توجه، اليوم، إلى هولندا "لقد عرضنا اقتراحات جدية جدا مع تسوية من جانبنا. ينبغي حاليا خوض مشاورات مكثفة لتوضيح الاتفاق".

وتهدف خطة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التي قدمت الأربعاء، إلى إنهاء معضلة الحدود الأيرلندية، مع تفادي عودة المراقبة بعد "بريكست" بين جمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي ومقاطعة أيرلندا الشمالية البريطانية التي ستخرج من الاتحاد الأوروبي كباقي انحاء المملكة المتحدة، لكن الأوروبيين تلقوا هذا المشروع بحذر كبير، واعتبروا أنه يتضمن نقاطا "إشكالية" ويجب إعادة العمل عليه، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنيسة "فرانس برس".

وتشاور جونسون نهاية الأسبوع مع العديد من القادة الأوروبيين بينهم نظيراه الفنلندي والهولندي، أمس السبت والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم،  وقالت الرئاسة الفرنسية "الأليزيه "، إن ماكرون بلغ رئيس الوزراء أن "التفاوض يجب أن يتواصل في الأيام المقبلة مع فريق ميشال بارنييه ( كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست ميشال بارنييه) بهدف تقييم ما إذا كان التوصل إلى اتفاق ممكنا مع نهاية الأسبوع المقبل".

وأعلن رئيس الوزراء الفنلندي انتي ريني، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أنه بلغ جونسون أن "من المهم التوصل إلى حل بحلول أسبوع"، مضيفا أن "جونسون قال إنه يؤيد هذا الجدول الزمني". ونبه بارنييه، أمس السبت "إذا لم تعد (الحكومة البريطانية) حاملة اقتراحات جديدة حول مشكلتين خطيرتين اشرنا إليهما، لا أرى كيف يمكننا إحراز تقدم".

والمشكلتان هما عودة المراقبة الجمركية بين جمهورية أيرلندا ومقاطعة أيرلندا الشمالية، وحق التصويت الذي ترغب لندن في منحه لبرلمان مقاطعة أيرلندا الشمالية. وابدى باركلي استعدادا للتوصل إلى تسوية حول قضية أيرلندا الشمالية، وقال "في إطار المفاوضات المكثفة خلال الأيام المقبلة، يمكننا النظر في هذا الأمر ومناقشته".

وبالنسبة إلى المشكلة الثانية التي لفت إليها الأوروبيون والمتمثلة في اقتراحات بريطانية معقدة لتفادي إقامة حدود بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية، وأضاف "يمكننا بالتأكيد الخوض في التفاصيل العملانية"، داعيا في الوقت نفسه الاتحاد الاأوروبي إلى أن يظهر "مرونة" و"روحا خلاقة".

ويتقاطع هذا الموقف مع دعوة جونسون الاتحاد الأوروبي إلى القيام بـ"تسويات" في رسالة نشرتها صحيفتا "صنداي اكسبرس" و"صان اون صنداي" المؤيدتان لبريكست، وكتب جونسون "أقول لأصدقائي الأوروبيين: اغتنموا الفرصة التي توفرها اقتراحاتنا الجديدة. انضموا إلينا على طاولة المفاوضات بروح التسوية والتعاون".

وقبل 25 يوما من الموعد المقرر لبريكست، كرر جونسون أنه لن يكون هناك "تأجيل جديد" لبريكست الذي سبق أن تم تأجيله مرتين، لكن قانونا أقره البرلمان أخيرا يجبر جونسون على تأجيل موعد بريكست إذا لم يحصل اتفاق في القمة الأوروبية المقبلة يومي 17 و18 أكتوبر، وذلك لتفادي خروج "بدون اتفاق" تعتبر عواقبه الاقتصادية والاجتماعية كارثية، حسبما ذكرت "فرانس برس".

لكن جونسون المصمم على إخراج بلاده من الاتحاد "بأي ثمن"، يمكن أن يتجاهل هذا القانون ويتمسك بمنصبه، واضعا بذلك الملكة إليزابيث أمام تحدي إقالته، بحسب ما نقلت صحيفة صنداي تايمز عن مصادر حكومية، والورقة الأخرى التي يمكن أن يلجأ اليها هي اأن ترفض دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تأجيل بريكست، وخصوصا أن هذا القرار يتطلب إجماع الدول الأعضاء.

وأشارت صحيفة "تليجراف" البريطانية، إى احتمال أن يكون رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان هو من "ينقذ" جونسون، وقال مصدر في الخارجية المجرية "حتى الآن ليس هناك طلب تأجيل ولا مجال تاليا للتكهنات".

ونقلت صحيفة صنداي تليجراف عن مصادر حكومية بريطانية أنه في حال تم إجبار جونسون على تأجيل بريكست، فسيبدي موقفا متشددا حيال بروكسل عبر "تخريب" مشاريع الاتحاد الأوروبي، وأبرزها موازنة الاتحاد.


مواضيع متعلقة