رئيس جامعة الزقازيق: أنشأنا وحدة لمناهضة التطرف الفكري لحماية الشباب

07:13 م | الأحد 06 أكتوبر 2019

قال الدكتور عثمان شعلان، رئيس جامعة الزقازيق، إن مواجهة التطرف الفكرى والإرهاب لم تعد قضية أمنية فقط، لأن الفكر يحارَب بالفكر، ولا بد من مواجهة أصحاب الفكر المتطرف بالحجة والبرهان ودحض أفكارهم وتفنيدها وبيان زيفها وخداعهم، للحيلولة دون استقطاب الشباب وسقوطهم فى دوامة أفكارهم الهدامة. مشيراً إلى أن الجامعة بصدد افتتاح وحدة مواجهة التطرف الفكرى خلال الفترة المقبلة.

وأضاف، خلال حواره لـ«الوطن»، أن القيادة السياسية همها الأول هو الاهتمام بالبحث العلمى وتطوير العملية التعليمية بما ينعكس بالفائدة على المجتمع ككل ويتوافق مع رؤية التنمية المستدامة للدولة.

د. عثمان شعلان: نسعى لإنشاء كلية جديدة للإعلام الرقمى للتصدى لحروب الجيل الرابع

وأكد أن الجامعة تولى اهتماماً كبيراً بالطلاب، وأن زيادة المصروفات هذا العام جاءت بهدف تحسين الخدمة المقدمة للطلاب، كما أنه تم التأكيد على عدم إجبار الطالب على شراء الكتاب الجامعى، وأن تكون الأسعار هذا العام نفس أسعار العام الماضى.. وإلى نص الحوار.

أعلنت عن تشكيل وحدات ذات طابع خاص، منها وحدة مكافحة التطرف ومكافحة العنف ضد المرأة.. فما الهدف منها وما تأثير أنشطتها على المجتمع؟

- وحدة مواجهة التطرف الفكرى مهمة جداً لأن الفكر يحارَب بالفكر، ومواجهة التطرف والإرهاب لم تعد أمنية فقط، وجهود محاربة الإرهاب لن تنجح إلا بمواجهة الفكر المنتج للظاهرة ومواجهة أصحاب الفكر المتطرف بالحجة والبرهان وكشف أنماط المتطرفين ومراحل تحولهم، فى الداخل أو الخارج، ومواجهة أفكارهم بدحضها وتفنيدها للحيلولة دون استقطاب الشباب وسقوطهم فى دوامة الإيمان بأفكارهم الهدامة.

وستشهد الجامعة خلال الأيام المقبلة افتتاح الوحدة بعدما تم تشكيلها تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية خلال المؤتمر الوطنى الثامن للشباب بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة الأوقاف، وستقوم الجامعة بتأهيل المسئولين فى وزارة الشباب والرياضة لنشر الوعى والمعرفة للشباب والأطفال من مرتادى مراكز الشباب والأندية التابعة للمديرية وتوضيح أى معلومات مغلوطة يروجها البعض بهدف الإضرار بالبلاد وكشف مخططاتهم الهدامة وبيان حجم المؤامرات التى تحاك ضد البلاد فى الداخل أو الخارج.

أما وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعة فتم تشكيل مجلس إدارتها لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد برئاسة نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وهى وحدة ذات طابع خاص تهدف إلى دعم وتعزيز حقوق المرأة تحقيقاً لأهداف الرؤية الاستراتيجية للدولة المصرية 2030، وضمن جهود الجامعة لتطوير آليات الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدنى وتفعيل دور الجامعة فى خدمة المجتمع.

مبادرة "حق الإبصار" نموذج للتعاون بين الجامعة ومحافظة الشرقية.. وأجرينا 500 عملية جراحية للمواطنين

ماذا عن وحدة رصد المشكلات المجتمعية ومبادرة الإبصار لكل مواطن ومحو الأمية؟

- جميع الوحدات والمبادرات الجديدة تأتى تنفيذاً لتوجيهات المبادرات الرئاسية فى مختلف المجالات، ومبادرة الإبصار حق لكل مواطن نجحت فى إجراء 500 عملية جراحية، نفذ قسم الرمد بمستشفى الجامعة 317 حالة منها، وباقى الحالات نفذها عدد من المراكز الخاصة فى مراكز الزقازيق، وههيا، ومنيا القمح، وأبوكبير، وأبوحماد، وديرب نجم، فالمبادرة تُعتبر نموذجاً متميزاً للتعاون بين المحافظة والجامعة.

وبناء على تكليفات رئاسة الجمهورية والمجلس الأعلى للجامعات تم تشكيل وحدة رصد المشكلات المجتمعية بهدف البحث عن المشكلات التى يعانى منها المواطنون والعمل على حلها، وتم البدء بقرية تل روزن التابعة لمركز بلبيس، للعمل على تنميتها وتطويرها بعد رصد مشكلات تتعلق بالصرف الصحى ومياه الشرب، وأعدت كلية الهندسة الرفع المساحى للقرية لتنفيذ شبكة الصرف الصحى وربطها بمحطة الرفع التى تسلمتها بالفعل شركة مياه الشرب والصرف الصحى، وتم تدريب عدد من أبناء القرية على صيانة المصاعد، وتم الاتفاق لتوفير فرص عمل لهم بالعاصمة الإدارية لدى شركة ستقوم بتركيب 1200 مصعد بدلاً من الاستعانة بعمالة من الخارج، ومن المقرر أن يحصلوا على مكافأة 800 جنيه، ثم راتب 3500 جنيه، ويمكن أن يصل لـ7500 أو 8 آلاف جنيه.

ما تقييمك للرعاية العلاجية والطبية التى تقدم للطلاب، وخاصة مبادرة الكشف عن فيروس سى؟

- جامعة الزقازيق حريصة على صحة أبنائها الطلاب منذ اليوم الأول لالتحاقهم بها وطوال فترة الدراسة حتى التخرج، إيماناً بأن العقل السليم فى الجسم السليم وأن شباب الجامعة هم ثروة مصر فى المستقبل وهم الأمل فى النهوض بمصر، فهم هدف التنمية وصانعها، وتقوم الجامعة بإجراء الكشف الطبى على الطلاب المستجدين، وعددهم 35 ألف طالب وطالبة، وتم توقيع الكشف حتى الآن على 12 ألف طالب وطالبة، ويستمر تنفيذه حتى 17 أكتوبر، ويتم تقديم العلاج اللازم للطلاب الذين تثبتت إصابتهم بالفيروس من خلال مستشفى الأحرار بالتنسيق والتعاون مع مديرية الصحة، فى إطار ‏تفعيل المبادرة لطلاب الجامعات ضمن المبادرة الرئاسية الخاصة بحملة 100 مليون صحة، بالكشف على الفيروس الكبدى «فيروس سى» والأمراض غير السارية والاتفاق الخاص بين المجلس الأعلى للجامعات ووزارة الصحة واللجنة القومية للفيروسات الكبدية، وتم الكشف على 120 ألفاً من الطلاب والعاملين وأعضاء هيئة التدريس خلال حملة 100 مليون صحة التى انطلقت خلال شهرَى مارس وأبريل، وأيضاً المساهمة فى إجراء العديد من العمليات لإنهاء قوائم الانتظار فى المستشفيات.

هناك شكاوى من الطلاب بسبب زيادة المصروفات الدراسية لـ450 و500 جنيه.. ما تعليقك؟

- التعليم ما زال مجانياً، والمصروفات الدراسية لا تمثل شيئاً مقابل الخدمات التى يحصل عليها الطلاب، ولا تمثل 1% من مصروفات التعليم الخاص، فعلى سبيل المثال يدفع طالب الطب فى الجامعة الخاصة مصروفات تقدر بـ150 ألف جنيه، والهندسة 130 ألف جنيه، فى حين تقدم الدولة خدمات للطالب فى الكليات النظرية تتراوح ما بين 45 و50 ألف جنيه، والكليات العملية تزيد على 60 ألف جنيه، وهذا واجب الدولة، والمصروفات التى يتم تحصيلها من الطلاب يتم استخدامها فى تحسين الخدمات المقدمة لهم فى البنية التحتية وأدوات المعامل وغيرها، كما أنه لا يتم إجبار الطالب على شراء الكتاب الجامعى، وتم الاتفاق خلال مجلس عمداء الكليات على ألا يزيد سعر الكتاب عن العام الماضى، وإعفاء ذوى الاحتياجات الخاصة من المصاريف، وأيضاً إعفاء غير القادرين من شراء الكتب عن طريق صندوق رعاية الطلاب، وتقوم المدن الجامعية بدورها على أكمل وجه.

ماذا فعلتم لجذب الطلاب الوافدين، لأن ذلك يساعد على دعم الموارد الذاتية للجامعة؟

- تحرص الجامعة على اتخاذ العديد من الإجراءات التى تيسر التحاق الطلاب الوافدين بالجامعة، وتم إنشاء إدارة لرعاية الوافدين والعمل على أى حل مشكلات تواجههم، كما يتم استقبال عدد من الطلاب من الدول العربية الشقيقة بالمجان عن طريق المنح، مثل السودانيين وغيرهم، ومتابعة إجراءات التحاقهم بالكليات المختلفة وحصولهم على خدمة تعليمية متميزة بسهولة ويسر.

لدينا 26 كلية ومعهداً.. والمصروفات الدراسية لا تمثل شيئاً بالنسبة للخدمات المقدمة.. وأسعار الكتب كما هى

ما الكليات الجديدة لديكم، وهل هناك كليات أخرى سيتم افتتاحها خلال المرحلة المقبلة؟

- الجامعة وهى تكمل عامها الخامس والأربعين أصبحت تضم 26 كلية ومعهداً، إضافة إلى معهدين فنيين للتمريض بالزقازيق وفاقوس، ومؤخراً تم إضافة كل من كلية الطب بمدينة فاقوس والتى ستساهم فى تخفيف العبء على الطلاب والأهالى بمنطقة شمال الشرقية، ومن المقرر أن تستقبل هذا العام عدداً من الطلاب يتراوح ما بين 50 أو 100 طالب وطالبة كافتتاح تجريبى، وسيتم تدريب الطلاب عملياً فى مستشفى الطوارئ فى فاقوس، وسيتم افتتاح مستشفى جديدة بجوار الكلية تم إنشاؤه بالجهود الذاتية وتبرعات الأهالى، ويشمل 3 مبان واستراحة لأعضاء هيئة التدريس والتمريض، وسيتم العمل به وافتتاح العيادات الخارجية، كما أن فاقوس توجد فيها كلية العلوم التطبيقية ومعهد التمريض، وخلال العام الماضى تم افتتاح كلية علوم وإعاقة والطفولة المبكرة وكلية طب الأسنان التى تستقبل الدفعة الثالثة هذا العام، وسيتم إنشاء فرع لها بشمال الشرقية، كما تدخل كلية الآثار فى صان الحجر عامها الثانى، حيث تم اتخاذ مقر لها عبارة عن مبنى رئاسة مركز ومدينة صان الحجر، وتم تخصيصه للكلية من قبَل المحافظة، وقدم الأهالى عدة مبادرات للتبرع بأراضٍ لإنشاء مقر للكلية، كان آخرهم مواطن تبرع بـ3 أفدنة، وجارٍ دراسة هذا التبرع.

إنشاء كلية للثروة السمكية وتشكيل لجنة لاختيار مكانها

وسيتم افتتاح عدد من الكليات خلال الفترة المقبلة، منها كلية الثروة السمكية، وتبحث الجامعة إنشاءها إما فى مركز أبوحماد أو الحسينية، وتم تشكيل لجنة من الجامعة لاختيار المكان الأفضل بما يحقق مصلحة المجتمع الشرقاوى، وتسعى الجامعة لإنشاء كلية للإعلام الرقمى، خاصة أن جامعة الزقازيق من أقدم الجامعات المصرية، وهى ثالث جامعة خصصت قسماً للإعلام بكلية الآداب منذ عام 1982، وأسهم هذا القسم فى إثراء الدراسات الإعلامية فى مصر والوطن العربى، كما أن كلية الإعلام الرقمى تساعد على إعداد شباب قادرين على مواجهة حروب الجيل الرابع التى تعتمد على نشر الشائعات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعى.

إنشاء جامعة الشرقية الأهلية سيتم بالتعاون مع المجتمع المدنى على 380 فداناً باستثمارات 1.5 مليار جنيه

وماذا عن فرع الجامعة بالعاشر من رمضان وجامعة الشرقية الأهلية؟

- إنشاء فرع للجامعة بالعاشر يهدف إلى استحداث كليات جديدة غير نمطية وغير موجودة بالجامعة لمواكبة تطوير التعليم العالى، وخدمة المجتمع الصناعى لمدينة العاشر من رمضان، وإنشاء مبنى لإعداد القادة، بالإضافة إلى 20 كلية ومعهداً واستاد أولمبى وسكن طلابى، وتبلغ مساحة الفرع نحو 380 فداناً، وتم البدء فى اتخاذ الخطوات للبناء، حيث تم تشييد سور حول أرض الجامعة بتكلفة 30 مليون جنيه، وجارٍ استخراج التراخيص لإنشاء الكليات التكنولوجية لخلق جيل من الشباب القادر على الانخراط فى سوق العمل.

أما إنشاء جامعة الشرقية الأهلية فسيتم بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى على مساحة 80 فداناً بأرض جامعة الزقازيق بمدينة المعرفة بالعاشر من رمضان، باستثمارات تقدر بنحو 1.5 مليار جنيه بتمويل ذاتى وتبرعات رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدنى، وتم الانتهاء من إعداد الرسومات الهندسية والإنشاءات، وسوف تشمل 15 كلية، تتضمن تخصصات علمية تواكب متطلبات سوق العمل، منها هندسة الفضاء والقانون والسياسة والتكنولوجيا وغيرها. ومن المقرر أن تكون المصروفات الدراسية بسيطة تحقق هامش ربح بسيطاً.

ما رأيك فى زيادة المدخل الأجنبى فى التعليم الجامعى وما قبل الجامعى وتأثير ذلك على الهوية المصرية؟

- المدخل الأجنبى ليس له علاقة بالهوية المصرية، فهى ثابتة فى نفوس أبناء الوطن ولا يمكن التأثير عليها بأى حال، ولا شك أن التعاون بين الجامعات المصرية والأجنبية سيكون له مردود إيجابى على تحسين نظم التعليم بما يتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة فى مختلف القطاعات. وفيما يتعلق بمراكز التطوير الجامعى تم افتتاح 3 مراكز بالجامعة بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للمساهمة فى تأهيل طلاب الجامعة لسوق العمل وتنمية مهاراتهم التوظيفية، مما سيؤثر بشكل إيجابى على قطاعات الأعمال والصناعة والزراعة بمحافظة الشرقية، وتقدم المراكز خدمات متنوعة، من بينها تدريبات تنمية المهارات، مهارات التوظيف واللغة الإنجليزية وريادة الأعمال، وتدريبات فنية متخصصة تضم إدارة المشروعات، مراقبة الجودة، كتابة التقارير الفنية، المبيعات، وخدمة العملاء.

تشغيل تجريبى لمستشفى الطوارئ وكلية الطب الجديدة قريباً

ما آخر تطورات إنشاء المستشفى الجديد للطوارئ وأهميته بالنسبة للمجتمع؟

- جاءت فكرة إنشاء مستشفى جديد للطوارئ نتيجة لزيادة الحالات الحرجة وارتفاع أعداد المترددين على أقسام الطوارئ والاستقبال، وبهدف تقديم خدمة صحية متميزة تساهم فى زيادة رفع مستوى الخدمة الصحية لمواطنى الشرقية والمحافظات المجاورة، وتم الانتهاء من الإنشاءات ومن المقرر افتتاح المستشفى تجريبياً خلال الفترة المقبلة.