عبداللطيف وجاد.. شقيقان في معركة النصر: لقنا العدو درسا قاسيا
عبداللطيف وجاد.. شقيقان في معركة النصر: لقنا العدو درسا قاسيا
سطر عبداللطيف محمد محمد عبد الحق، 68 عاما، وشقيقه "جاد" 76 عاما، من أبناء قرية الإخيوة بمحافظة الشرقية سطور قصة كتبت حروفها من نور بعدما شاركا في حرب أكتوبر المجيدة وأصبحا جزء من فرحة جاءت بعد شوق كبير لاستعادة الأرض والكرامة.
ورغم مرور سنوات طويلة ظلت مواقفهم البطولية حكاية تتناقلها الأجيال ويتحمسون لرؤية صورهما على الجبهة بين الحين والآخر.
" الله أكبر هتافنا.. والإيمان والعزيمة والإصرار سلاحنا.. انطلقنا جنودا وضباط نحرر أرضنا من العدو الإسرائيلي.. الجميع يتسابق لدحر العدو وتحقيق النصر" بتلك الكلمات بدأ " عبداللطيف محمد" حديثه.
وتابع قائلا: "الحمد لله أن كتب لنا النصر وهزم العدو ورفع العلم المصري عاليا على أرض سيناء الحبيبة".
وروى قصة التحاقه بالقوات المسلحة وخوضه حرب أكتوبر قائلا: " التحقت بالقوات المسلحة لأداء الخدمة العسكرية بتاريخ 2 فبراير 1971 وكان من المفترض أن تكون فترة التجنيد لمدة عام ونصف ولكن نظرا للظروف التي كانت تمر بها البلاد تم مد فترة التجنيد لمدة 3 سنوات وشرفت بالمشاركة في حرب أكتوبر.
وأوضح: "قضيت فترة في أسوان ثم انتقلت إلى الإسماعيلية والتحقت بالفرقة 16 مشاة سلاح الإشارة ثم بدأت عدة اجتماعات وتدريبات أطلق عليها مشروع حرب ولم نكن نعلم أنها تجهيزات من أجل المعركة.
وأشار إلى أن سلاح الإشارة كان عصب المعركة لأنه يعد همزة الاتصال بين جميع القوات وقمنا بفحر عمق نحو متر ونصف لمسافة امتدت نحو 20 كيلو متر وتم مد جميع خطوط الاتصالات.
ومضى قائلا: "كنا نعتمد على الكوريك وأداة حديدية وأتذكر أن الدماء كانت تسيل من يدينا ولكننا لم نكن نشعر بالألم .. فمشاعر الانتقام والثأر لزملائنا واستعادة أراضنا وحماية شعبنا كانت تطغى على كافة أحساسنا .. وكنا نفرح كلما حفرنا أكثر".
وأردف: بعد أن انتهينا من مد خطوط الاتصالات قام كل جندي بعمل حفرة برملية وحفرة مستطيلة وكلا منا تمركز في موقعة ومع إعلان الحرب واستهداف الطيران المصري المواقع والمطارات الإسرائيلية بدأنا العبور ووسط ترديدنا هتافات الله أكبر وصلنا إلى البر الثاني وسجدنا على الأرض شكرا لله وقبلنا تراب سيناء وبدأنا استعادة الأرض واستمرينا حتى يوم 17 أكتوبر وكنت آنذاك في الدفراسوار " الثغرة"، وكانت الغلبة للجيش المصري، وكنت أقود السيارة لأجمع الجنود ونعود للخطوط الأمامية حتى صدرت لنا الأوامر بالتحرك والعودة إلى مقر القيادة.
وأضاف: "ما ثبت خلال هذه الحرب أن الجندي المصري على درجة عالية من الكفاءة والجرأة وعلى استعداد للتضحية بروحه ودمه في سبيل الله والوطن وحماية الشعب في كل وقت ومكان".
الحاج" جاد" الشقيق الأكبر لـ "عبداللطيف" شارك في حرب أكتوبر أيضا وقبلها في حرب اليمن وحرب الاستنزاف 1967 حيث استمرت فترة تجنيده لمده 9 سنوات وليس 3 سنوات كما كانت محددة فترة تجنيده سلفا.
ويوضح: "رغم أنني رأيت الموت بعيني في النكسة إلا أن حرب أكتوبر أعادت لنا العزة والكرامة وكانت فرصة لنأخذ بثأرنا وثأر جميع زملائنا".
وأضاف الرجل السبعيني لـ "الوطن"، التحقت بالقوات المسلحة لأداء الخدمة العسكرية عام 1964 وشاركت في حرب اليمن ثم حرب النكسة، وبعد أن دمر طيران العدو المطارات في العريش واستهداف جميع القوات المصرية تفرق الجنود وقمت بتفكيك الأجزاء التي تستخدم للضرب في الدبابة، التي كنت أقودها وقمت بدفن هذه الأجزاء في الصحراء حتى لا يستخدمها العدو ضدنا، ثم تنقلت بين الجبال في الصحراء طوال 24 يوما سيرا على الأقدام وكان طعامي عبارة عن "جوافة، بصل، وطماطم" وجميعها كانت محاصيل لم يكتمل نموها وبعد نفاذها كنت أستخدم الظلط حتى أبلل ريقي، وتمكنت من الوصول إلى شاطئ البحر المؤدي إلى بورسعيد والقنطرة وعندها استقبلتني المقاومة الشعبية التي خصصت قوارب صغيرة لمساعدة الجنود العائدين آنذاك.
وأكمل البطل: "توجهت إلى الجيش والتحقت باللواء 30 في جبل عتاقة بالسويس ثم انتقلت للخدمة في المحلة ثم طنطا ثم عدت إلى السويس مرة أخرى وأخبرونا عن مشروع حرب ولكننا فوجئنا بأنها كانت حرب أكتوبر وشاركت في العبور ومحاربة العدو وتمكنا من استعادة الأراضي المحتلة وتلقين العدو درسا قاسيا".
وأشار إلى أن أفراد أسرته كانوا يعيشون حالة من القلق خوفا عليه وشقيقه الأصغر وبعد عودتهما من الحرب منتصرين استقبلهم الأهالي استقبالا حافلا وحتى الآن مازال الأهالي رفم تعاقب الأجيال يعاملوهما معاملة الأبطال.
اختتم الرجل السبعينى حديثه موجها رسالة إلى الشعب قائلا: "رجال القوات المسلحة المصرية هم من أشرف وأنبل الرجال هم من يحافظون على البلاد ويثبتون كل يوم أن العسكرية المصرية هي المدرسة العليا للوطنية وعرين الأبطال ومصنع الرجال".
ودعا الشعب للالتفاف حول القوات المسلحة والوقف خلف القيادة السياسية وقفة رجل واحد على قلب رجل واحد للحفاظ على مصر وأمنها واستقرارها.