مستشار "أكاديمية ناصر": "أكتوبر" أول معركة غير تقليدية.. والجيش "مؤلم" للأعداء

كتب: محمد مجدى

مستشار "أكاديمية ناصر": "أكتوبر" أول معركة غير تقليدية.. والجيش "مؤلم" للأعداء

مستشار "أكاديمية ناصر": "أكتوبر" أول معركة غير تقليدية.. والجيش "مؤلم" للأعداء

أكد اللواء دكتور طيار هشام الحلبى، مستشار مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن العالم كان ينظر إلى مصر قبل حرب أكتوبر المجيدة نظرة «المهزومين اللى مش هتقوم ليهم قومة»، نظراً لأن أوضاعنا العسكرية والاقتصادية والسياسية كانت فى «منتهى السوء» بعد «النكسة»، لكن التخطيط العلمى، والبحث عن حلول غير تقليدية للمشكلات أسهم فى تحقيق النصر.

هل ترى أن هناك تشابهاً بين الظروف التى واجهتها مصر فى حربها ضد المُحتل فى الماضى والتى تعيشها حالياً؟

- التحديات وقتها كانت كثيرة؛ فجزء من أرض مصر لم يكن تحت سيطرتنا، وهو سيناء، وقناة السويس كانت مغلقة ولم يكن هناك مدخل لنا منها، والسلاح الموجود مع قواتنا المسلحة أقل بكثير مما كان مع الجانب الإسرائيلى، وحجم المشاكل التموينية فى الدولة كان كبيراً، لذا كان ينظر لنا المجتمع الدولى على أننا «مهزومين ومش هتقوم لينا قومة تانى»، وكان لديهم حق فى وجهة نظرهم، لأن كل الأبعاد السياسية، والاقتصادية، والعسكرية كانت فى منتهى السوء، ولكن كلمة السر فى أننا استطعنا أن نحقق النصر، هو التخطيط العلمى، وتنفيذ حلول غير تقليدية.

د. هشام الحلبى لـ"الوطن": "جيل النصر" نقل خبراته للأجيال التالية

وهل ترى أن «جيل أكتوبر» نقل خبراته ومهاراته للأجيال من بعده؟

- نعم؛ هناك 3 بطولات رئيسية نفذها جيل أكتوبر تشهد بها المدارس العسكرية المختلفة فى العالم، الأولى أنه أعاد بناء قوات مسلحة مهزومة بعد «النكسة»، وكان وضع أفرادها وتسليحها فى منتهى السوء، لكننا استطعنا استرداد أرضنا فى بضع سنوات، فى حين أن أى دولة أخرى كانت ستحتاج عشرات السنين كى تنجح فى تنفيذ ذلك، والبطولة الثانية كانت الحرب نفسها، أما البطولة الثالثة، وهى الإجابة عن السؤال، إن جيل أكتوبر نقل خبراته بصورة محترفة، وحب شديد إلى الأجيال التالية، حيث كان ينقلها ويضع عليها «البصمة التكنولوجية» فى القتال، والتسليح، والتكنيك، وهو ما جعلنا نقف على أقدامنا حتى اليوم، لأنه توجد لدينا قوات مسلحة وأجهزة أمنية «مُحترفة».

وإلى أى جيل من أجيال الحروب تنتمى «حرب أكتوبر»؟

- هى حرب جيل ثالث، لوجود قتال على الجبهة، وما وراء تلك الخطوط؛ فهى حرب تقليدية، وهنا أشير إلى أن تلك الحرب هى أحد الأسباب الرئيسية لتغيير الحروب التقليدية إلى «حرب الجيل الرابع»، لأن هناك دولاً لا تريد أن تدخل معنا فى حرب تقليدية مرة أخرى لتحقيق أهدافها.

لماذا؟

- لأننا نجحنا فى التغلب على العقبات التى وضعوها أمامنا لـ«نعبر»، والعالم لم يكن يجد لها حلولاً وقتها؛ فعملنا على سد «أنابيب النابلم»، وجعلنا «الساتر الترابى» ينهار بالمياه، واقتحمنا خط بارليف فى ساعات معدودة، رغم أننا نملك سلاحاً دفاعياً قديماً، لذا لن يريد أحد الدخول فى مواجهة مع جيش بقوة جيشنا المصرى وحداثته حالياً، وهنا بدأت تظهر حروب غير تقليدية، يتم استهداف شريحة السكان المدنيين فيها بالأساس، وذلك عبر بث الشائعات، ومن غير الملائم كشعب مصر الذى يمتلك تاريخاً كبيراً أن نتأثر بشائعات ليس لها أساس من الصحة.

ولماذا يتم استهداف المدنيين بتلك الحملات؟

- بسبب الفشل فى مواجهة قواتنا المسلحة، وأجهزتنا الأمنية؛ فالمُخطط كان يظن أنه سينفرد بالقطاع المدنى، وحين ينهار ستنهار الدولة مثلما حدث فى بعض دول الجوار، ولكن كان الجيش المصرى له بالمرصاد؛ فيدٌ تبنى مع القطاع المدنى، وأخرى تحمل السلاح، ليصبح «جيشاً مؤلماً» بالنسبة للمُخطط، حيث يعمل على سد أى نقاط اختراق داخل البلاد.


مواضيع متعلقة