أنور السادات.. رجل عاش من أجل السلام.. ومات فداء المبادئ

كتب: (أ.ش.أ)

أنور السادات.. رجل عاش من أجل السلام.. ومات فداء المبادئ

أنور السادات.. رجل عاش من أجل السلام.. ومات فداء المبادئ

تحل غدا الأحد، الذكرى الثامنة والثلاثين لاغتيال الرئيس محمد أنور السادات، ثالث رئيس جمهورية حكم مصر فى الفترة الممتدة ما بين عامي 1970 و1981، والذى انتهت فترة حكمه باغتياله أثناء حضوره العرض العسكرى للذكرى الثامنة لانتصارات حرب أكتوبر، الذى أقيم فى ساحة العرض أمام النصب التذكارى للجندى المجهول بمدينة نصر، وليلحق السادات بأبنائه من شهداء حرب أكتوبر البررة، ويتوارى جسده أمام نصب تذكارى نقشت عليه الحروف الأولى لأسماء جميع شهداء الحرب.

وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الاوسط" في تقرير، اليوم، فإن أنور السادات عاش عمره من أجل مصر ومات من أجلها، ولم يبخل عليها يوما بلحظة من عمره، ولا قطرة من دمه وهبها حياته وفكره فقد كانت تعيش في وجدانه، وتعد رحلة كفاحه صورة نابضة بالحب لشعبه ولوطنه، كما سطرها التاريخ منذ مولده بميت أبو الكوم، وتدرجه فى التعليم حتى تخرج ضابطا فى الكلية الحربية واعتقاله فى حادث اغتيال أمين عثمان، ثم دوره البارز فى ثورة يوليو، وتقلده للعديد من المناصب إلى أن تولى رئاسة الجمهورية ليحقق لبلاده أروع الإنجازات.

واستمرت فترة ولاية الرئيس الراحل السادات لمصر 11 سنة، اتخذ خلالها العديد من القرارات التاريخية الخطيرة التى هزت العالم، وأثبتت الأحداث صلابة السادات في مواجهتها ومرونته الفائقة على العمل على تفادى مصر المخاطر الجسيمة، حيث بنى استراتيجيته في اتخاذ القرارات على قاعدة تاريخية منسوبة إليه وهى "لا يصح إلا الصحيح"، ويذكر التاريخ أن السادات تمتع بالذكاء والفطنة وسرعة البديهة، وإجادة قراءة الواقع والاطلاع عليه، وكثرة قراءة التاريخ واستشراف المستقبل، وتأمل تاريخ الحروب والصراعات السياسية على مر العصور، حسبما ذكرت وكالة "الشرق الاوسط".

ومن أبرز القرارات التى اتخذها السادات عام 1971 القضاء على مراكز القوى فى مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفى ذات العام أصدر السادات قرارا بإعداد دستور جديد لمصر، وتم الاستغناء عن 17000 خبير روسى فى أسبوع واحد لإعادة الثقة بالنفس لجيش مصر حتى إذا ما كسب المصريون المعركة ضد إسرائيل لا ينسب الفضل إلى غيرهم.

وفى عام 1973 أقدم السادات على اتخاذ واحد من أخطر القرارات المصيرية التى اتخذها، وهو قرار الحرب ضد إسرائيل، وتمكن بخطة محكمة وشاملة للخداع الاستراتيجى من هزيمة إسرائيل فى حرب أكتوبر 1973 بعد ثلاث سنوات فقط من بداية حكمه، وبهذا قاد السادات مصر إلى أول انتصار عسكرى فى العصر الحديث. واستطاع السادات التفاوض مع إسرائيل من موقع المنتصر، فأجبرها على السلام وعلى إعادة الأرض المصرية المحتلة فى سيناء، مشددا على أن حرب أكتوبر هى آخر الحروب، حيث رسم انتصار القوات المسلحة المصرية في 6 أكتوبر خط النهاية فى حرب دامت لأكثر من ربع قرن.

وفي عام 1975قرر السادات رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب بانفتاحها على العالم، فكان قرار الانفتاح الاقتصادى، وفي عام 1976 أعاد السادات الحياة إلى الديمقراطية التى بشرت بها ثورة 23 يوليو ولم تتمكن من تطبيقها، فكان قراره بعودة الحياة الحزبية، فظهرت المنابر السياسية، ومن رحم هذه التجربة ظهر أول حزب سياسي في مصر، وهو الحزب الوطنى الديمقراطى كأول مولود حزبي كامل النمو بعد الثورة، ثم توالى بعد ذلك ظهور أحزاب أخرى كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوي التقدمى وغيرها.

وشهد عام 1977 اتخاذ الرئيس السادات قراره الشجاع الذى اهتزت له أركان الدنيا بزيارة القدس ليمنح بذلك السلام هبة منه لشعبه وعدوه فى آن واحد، ويدفع بيده عجلة السلام بين مصر وإسرائيل، ولهذا استحق بجدارة لقب "رجل الحرب والسلام"، وفى عام 1979 قام السادات برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعى لكل إنسان، وخلال هذه الرحلة وقع اتفاقية السلام فى كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكي السابق جيمى كارتر، وبموجبها حصل على جائزة نوبل للسلام، مناصفة مع رئيس وزراء الإسرائيلى مناحم بيجن، تقديرا وتكريما لتوقيعهما على معاهدة السلام.


مواضيع متعلقة