معاناة غير مسبوقة.. طفل سوري 9 أعوام ينتحر شنقا في تركيا بسبب التمييز

معاناة غير مسبوقة.. طفل سوري 9 أعوام ينتحر شنقا في تركيا بسبب التمييز
أقدم طفل سوري على الانتحار شنقا في ولاية "كوجالي" التركية، بعدما واجه رفضا اجتماعيا في مدرسته لكونه سوريا، في مؤشر جديد على الأوضاع الصعبة التي يعيشها السوريون في داخل تركيا الأشهر الأخيرة مع خطط الدولة لترحيل بعضهم.
ونقلت قناة "العربية"، أمس، أن مواطنين أتراك عثروا على طفل مشنوق ومعلق على باب مقبرة في قضاء "كارتبة"، وأبلغوا الجهات المسئولة على الفور.
وحضرت فرق الشرطة والإسعاف إلى المكان، حيث تحققت من وفاة الطفل، وتبين بعد التحريات أنه سوري الجنسية ويدعى وائل السعود، ويبلغ من العمر 9 أعوام فقط. ونُقلت جثة الطفل بعد إخضاعها للفحوصات اللازمة في موقع الحادثة إلى المشرحة، حيث أُخضعت مجددا للفحص والتشريح، من ثم سلمت إلى ذويه لاستكمال إجراءات الدفن.
غضب واستياء واسع بين السوريين بسبب ارتفاع حدة خطاب الكراهية في تركيا ضدهم
وبحسب ما نقلت "العربية" عن وسائل إعلام سورية، كان الطفل يعاني من الإقصاء والرفض الاجتماعي من قبل زملائه في المدرسة لكونه سوريا، مشيرة إلى أنه تعرض للتوبيخ يوم انتحاره من قبل أحد المدرسين أيضا. وشهدت الحادثة تفاعلاً كبيراً من الأتراك على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر العديد منهم عن استيائهم إزاء ارتفاع حدة خطاب الكراهية تجاه اللاجئين السوريين، فيما دعا آخرون السلطات للتوسع في التحقيق، مرجحين إمكانية أن يكون الطفل ضحية جريمة قتل.
رئيس التيار العربي السوري: السوريون لم يلاقوا انتهاكات في أي دولة مثلما تعرضوا له في تركيا
"لم يلاقي اللاجئين السوريين من انتهاكات في أي دولة مثلما تعرضوا له في تركيا"، بهذه الكلمات عبر السياسي وأستاذ القانون الدولي السوري الدكتور محمد شاكر، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، عن الحال التي وصلت لها أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا، قائلا: "مشكلة السوريين بتركيا أن وضعهم لا هو لجوء على أساس متفق عليه بالأمم المتحدة، ولا هي إقامة سياحية، يعطوهم شيء اسمه الكيمليك تصريح بالإقامة المؤقتة، وهذه الطريقة تسببت في انتهاكات كثيرة".
وأضاف رئيس التيار العربي المستقل: "مثلا أول العام الدراسي هذا لم يقبلوا كثير من السوريين في المدارس، لأن السوري لا يوجد قانون لجوء حقيقي يحميه في تركيا، ولا هو بلد شقيق مثل مصر يعامل فيه السوري مثل المصري". وأضاف: "هناك مشكلة وهي أن التعامل التركي مع السوريين منذ البداية كان من باب الاستغلال للاجئين، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فتح الحدود ونصب الخيام في بداية الأزمة السورية قبل وجود لاجئين، لأن أردوغان يريد الاستفادة منهم لتدويل القضية السورية".
ولفت السياسي والقانوني السوري إلى أن السلطات التركية أعطت الناس إقامات "الكيمليك"، ثم ظهرت لاحقا قوانين الترحيل وحقوق السوريين في المدارس، بموجبها طلبت السلطات عودة السوريين إلى أول جهة حصلوا فيها على "الكيمليك" وهي المحافظات الواقعة على الحدود مع سوريا، وأضاف "شاكر": "وعليه من كانوا في إسطنبول تم إغلاق محلاتهم وتم تكسير المحلات في إسطنبول وإلقاء البضاعة في الشارع، وهذا يحدث بغض الطرف من السلطات".
محمد شاكر: أصبح لدينا جيل من السوريين يتكلم التركية ولا يعرفون العربية لعدم وجود مدارس لهم في تركيا
وقال "شاكر": "السوري يبقى عرضة للانتهاكات في تركيا، لا يمكن للسوريين كذلك أن يتعلموا في مدارس عربية، لا يوجد مدارس عربية في تركيا، وإنما أصبح لدينا جيل سوري لا يعرف العربية وإنما يتكلم التركية، لا يوجد مدارس عربية وكان على المعارضة السورية أن تطلب ذلك".
ويرى "شاكر" أن التركي بطبيعته عنصري، وهناك ممارسات عنصرية لم تشهدها دولة من دول اللجوء للعالم، قائلا: "لم يحدث تكسير لمحلات السوريين إلا في تركيا، لم يحدث عدم تدريس اللغة العربية للسوريين إلا في تركيا، لم يحدث إغلاق المعامل والمصانع والمنشآت بحجة الكيمليك إلا في تركيا، وهذا يعارض حق التنقل الذي أتاحه حق اللجوء". وأضاف: "كل لافتة بالعربي تم تكسيرها وتم منعها، وبالتالي هي مسألة استغلال لقضية اللاجئين في الأزمة السورية، وبدليل تهديد أردوغان بفتح الحدود أمام السوريين في إدلب ما لم يحصل على مساعدات من دول الاتحاد الأوروبي".
وتأتي الانتهاكات التي تطال السوريين واللاجئين في تركيا في وقت يهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفتح الأبواب أمام اللاجئين للعبور إلى أوروبا ما لم يحصل على مساعدات، بينما ذهب وفد أوروبي إلى تركيا لبحث هذه المسألة.