"فيس بوك" يدير عمليات الهجرة بمصر: رسالة ماجستير تحذر من تنامي الظاهرة

08:47 م | الأحد 29 سبتمبر 2019

كشفت رسالة ماجستير نُوقشت في جامعة المنيا، عن ظاهرة عالمية وأزمة دولية، تتمثل في تنامي ظاهرة الهجرة، عبر مجموعة من الفاعلين الجدد، الذين ساهموا في ذلك، مع تطور الإعلام الاجتماعي، وانتشار استخدام المجموعات الفيسبوكية في إدارة عمليات الهجرة، وتعبئة الأفراد الطامحين للهجرة.

وذكرت الدراسة، التي قدمها الباحث طاهر محمد محمد أمين، في قسم الإعلام بكلية الآداب، بعنوان "دور الشبكات الاجتماعية في تشكيل اتجاهات الجمهور المصري نحو الهجرة الخارجية- دراسة تحليلية ميدانية"، أن مواقع الشبكات الاجتماعية، وبالأخص فيس بوك، أتاحت للمهاجرين التعرف على الأشخاص الأغنياء بالصلات والروابط الاجتماعية، وهم الأشخاص المتعمقين اجتماعيا، الذين يعرفون أشخاصا أكثر من المعتاد، والذين مكنتهم روابطهم من الحصول على معلومات مهمة حول كل ما يخص الهجرة، وبهذا أتاحت مواقع الشبكات الاجتماعية للمهاجرين إنشاء روابط اجتماعية جديدة، والمحافظة على الروابط الاجتماعية القديمة، وإعادة اكتشاف الروابط المفقودة في شبكاتهم الاجتماعية خلال مختلف مراحل هجرتهم، لينتج عنه علاقات تتم تداولها في المجموعات وصفحات فيس بوك.

وتأتي أهمية الدراسة، لما يلي:

1- أهمية الموضوع محل الدراسة الذي يتناول ظاهرة عالمية، وأزمة دولية، تتمثل في تنامي ظاهرة الهجرة عبر مجموعة من الفاعلين الجدد الذين ساهموا في تناميها، وبالأخص مع تطور الإعلام الاجتماعي، وانتشار استخدام المجموعات الفيسبوكية في إدارة عمليات الهجرة، وتعبئة الأفراد الطامحين بالهجرة.

2- تتزايد الأهمية النظرية والمنهجية للدراسة، في ضوء ارتباطها بالشبكات الاجتماعية الافتراضية، والتي باتت تطرح خطاباً إعلامياً متميزاً عن الخطاب في وسائل الإعلام التقليدية، كما تتيح فضاءً إلكترونياً عريضاً للنقاش والجدل.

3- أصبحت مواقع الشبكات الاجتماعية، مواقع مهمة جداً أتاحت حرية الرد والاستفسار والرأي، فلم يعد الجمهور مجرد متلقي فقط، بل أمكنه صنع الأحداث، مما أدى إلى المعرفة بكل الموضوعات المطروحة للنقاش، منها موضوع الهجرة إلى الخارج كمثال.

واستهدفت الدراسة، معرفة دور الشبكات الاجتماعية في تشكيل اتجاهات الجمهور المصري نحو الهجرة الخارجية، وتتمحور المشكلة البحثية حول إمكانية شبكات التواصل الاجتماعي في حث الشباب المصري على الهجرة، مع عدم وضوح الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام التقليدية في هذا الشأن، في إطار نظرية المجال العام، ونظرية الاعتماد على وسائل الإعلام.

وتقع هذه الدراسة في إطار البحوث الوصفية، واعتمدت على منهج المسح الإعلامي، واستخدم الباحث أداة لجمع البيانات من المبحوثين، تمثلت في صحيفة الاستبيان الإلكتروني، وقد طبقت على عينة عمدية قوامها 400 مفردة من الجمهور في محافظتي المنيا والقاهرة، وتمثلت الأداة الثانية في استمارة تحليل مضمون، على عينة عمدية من الصفحات المتخصصة لدعوة الجمهور للهجرة.

وأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، جاءت كالتالي:

1- معدل متابعة المبحوثين لموضوعات الهجرة عبر مواقع الشبكات الاجتماعية، تمثل في أحيانًا في الترتيب الأول بنسبة 43.3%، وفي الترتيب الثاني (نادرًا) بنسبة 32.2%، وفي الترتيب الأخير (دائمًا) بنسبة 24.5%.

2- أكثر المواقع الإلكترونية التي يحصل من خلالها المبحوثين على معلوماتهم حول الهجرة الخارجية هي (مواقع الشبكات الاجتماعية) بنسبة 74.5% في الترتيب الأول.

3- أكثر مواقع الشبكات الاجتماعية التي يقوم المبحوثين بمتابعتها للحصول على معلومات خاصة بالهجرة الخارجية هو موقع (فيس بوك) بنسبة 90.3%.

4- رغبة المبحوثين في الهجرة الخارجية كانت (إلى حد كبير) لدى 47.5% في الترتيب الأول، بينما جاء الترتيب الثاني من نصيب من يرغبون في الهجرة (إلى حد ما) بنسبة 32%، وفي الترتيب الأخير من (لا يرغبون) بنسبة 20.5%.

5- أكثر صفحات الهجرة إلى الخارج التي يتابعها المبحوثين الراغبين في الهجرة هي (مواقع التوظيف على شبكات التواصل الاجتماعي) بنسبة 45.9% في الترتيب الأول، ثم (صفحة الهجرة إلى أمريكا على الفيس بوك) في الترتيب الثاني بنسبة 29.7%، وفي الترتيب الأخير جاءت (مواقع السفارات لدول معينة) بنسبة 24.5%.

6- جاء تحديث المنشورات في الصفحات الثلاثة بصفة مستمرة (كل ساعة) بنسبة 79.5% لصفحة الهجرة إلى أمريكا وجاءت دورية تحديث المنشور كل ساعة لصفحة وظائف حول العالم بنسبة 51.9% وبنسبة 10.8% لصفحة الدراسة في الخارج، وهذا يعكس مدى اقبال الجمهور المتابع لصفحات التواصل الاجتماعي المهتمة بالهجرة للخارج ومدى إقبال الجمهور المتابع للوظائف الخارجية في الدول المرغوب بالسفر إليها.

7- جاءت فئة المضمون الخاصة بالمنشورات عن (شرح طرق الدراسة في الخارج) جاءت في الترتيب الأول في صفحة الدراسة بالخارج بنسبة 65.3% لطبيعة الصفحة، ونشرها للفرص التعليمية في الدول المختلفة، وكيفية الحصول على المنح الدراسية للطلاب بالخارج، وكذلك صفحة وظائف حول العالم جاء في الترتيب الأول المضمون الخاص بالإعلان عن فرص عمل للمهاجرين بنسبة 65.7% لطبيعة تناول الصفحة لموضوعات تتعلق بالوظائف حول العالم، بينما كان المضمون المتعلق (بالإعلان عن فرص عمل للمهاجرين) في الترتيب الأول في صفحة الهجرة إلى أمريكا.

8- جاءت لغة عرض المنشورات في الصفحات الثلاث باللغة العربية (العربية) في المقام الأول، والأدوات المستخدمة في عرض المنشور (نص مع صورة) وهو الأسلوب الشائع في منشورات الفيس بوك تحديداً) في الترتيب الأول في الصفحات الثلاث.

وضمت اللجنة التي ناقشت الرسالة، كل من: "الدكتور محمود عبد الرشيد عبد الموجود بدران، أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب جامعة المنيا رئيساً ومشرفاً، والدكتور محمد زين عبد الرحمن أستاذ الصحافة عميد كلية الإعلام جامعة بني سويف سابقا، مناقشاً، الدكتورة سلوى أبو العلا الشريف أستاذ الصحافة ورئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنيا مناقشا، والدكتورة رحاب محمد أنور مدرس الصحافة قسم الإعلام كلية الآداب جامعة المنيا، مشرفا".