جماعة الإخوان الإرهابية .. 91 عامًا من نشر الشائعات والأكاذيب

جماعة الإخوان الإرهابية .. 91 عامًا من نشر الشائعات والأكاذيب
حذف موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أكثر من مليون حساب وهمي، تابعين لجماعات العنف والتطرف وعلى رأسها جماعة الإخوان، في ضربة قاسمة للآلة الإلكترونية للتنظيم الإرهابي، حيث كانت تستغل تلك الحسابات في نشر الشائعات، حول مصر والدولة المصرية خلال الأيام الأخيرة.
وللإخوان تاريخ موغل في القدم في استغلال الشائعات، حيث بدأ التنظيم الإرهابي اللعب بعنصر الشائعات منذ وقت مبكر، ففي يوم 29 يونيو 1947 استعرض الإخوان للجوالة وتعمدوا المرور أمام قسم شرطة الخليفة، فأمر مأمور القسم الإخوان بإنهاء تلك المظاهر فورا، فأطلق الإخوان أولى شائعاتهم بأن المأمور مزق مصحف كان بيد أحد الشباب، وانتشرت الإشاعة بشكل واسع ما أغرى الإخوان لاستغلال ذلك السلاح الجديد ضد كل من يخالفهم.
وقال حسن محمد، مدير مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء لـ"الوطن"، إن جماعة الإخوان تقود حرب الشائعات المغرضة في إطار حروب الجيل الخامس، التي تهدف إلى تفكيك الدولة، فتلك الشائعات هدفها إحداث الوقيعة بين الشعب والمؤسسات وعلى رأسها القوات المسلحة، وللأسف هناك شحن من قبل الخلايا الإلكترونية للجماعة للانجرار إلى دعايتهم الفاسدة لتمكين جماعات الظلام من العودة لكنها لن تفلح في العودة.
وأوضح أن الشائعات نوعان؛ الأولى استراتيجية، تستهدف ترك أثر دائم أو طويل المدى على نطاق واسع يمتد لكل فئات المجتمع بلا استثناء، والثاني تكتيكية، تستهدف فئة بعينها أو مجتمعًا معينًا لتحقيق هدف سريع ومرحلي، والوصول إلى نتائج قوية وفورية لضرب الجبهة الداخلية، وربما الجبهة الخارجية أيضًا.
كيف تعامل الإسلام مع قضية نشر الشائعات؟.. المفتي يجيب
وفي تقرير لدار الإفتاء المصرية حول تعامل الإسلام مع الشائعات، أكد الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية أن الشائعات هي تدوير لخبر مختلق لا أساس له من الواقع، يحتوي على معلومات مضللة، باعتماد المبالغة والتهويل في سرده، وهذا الخبر في الغالب يكون ذا طابع يثير الفتنة ويحدث البلبلة بين الناس؛ وذلك بهدف التأثير النفسي في الرأي العام تحقيقا لأهداف معينة، على نطاق دولة واحدة أو عدة دول، أو النطاق العالمي أجمعه.
وأضاف مفتي الجمهورية أن مروجي الشائعات وعناصر الحرب النفسية يصدق عليهم وصف المرجفين، الذين يهدفون إلى زعزعة استقرار الأوطان بالأخبار المساهمة في نشر الاضطراب والفوضى في مخالفة صريحة لنهي الشرع الحكيم عن هذه الصفة "الإرجاف" كما جاء في قوله تعالي "وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ".
وأوضح المفتي أن الإسلام حرم نشر الشائعات وترويجها، وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة؛ فقال تعالى "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون"، وهذا الوعيد الشديد فيمن أحب، وأراد أن تشيع الفاحشة بين المسلمين، فكيف الحال بمن يعمل على نشر الشائعات بالفعل.
وأكد أن النصوص الشرعي أشارت إلى أن نشر الشائعات من شأن المنافقين وضعاف النفوس، وداخل في نطاق الكذب، وهو محرم شرعا، كما يساهم في سرعة انتشار الشائعة سببان رئيسيان، الأول أهمية الموضوع؛ فكلما كان الموضوع ذا أهمية كثرت الشائعات حوله، الثاني قلة انتشار المعلومات الصحيحة عن هذا الموضوع.
وتابع المفتي أنه لا ينبغي إغفال دور وسائل الاتصال الحديثة؛ فإنها تساهم بدور كبير في سرعة انتشار الشائعة ووصولها لقطاع عريض من الناس، ولهذا كله، وفي سبيل التصدي لنشر الشائعات جفف الإسلام منابعها؛ فألزم المسلمين بالتثبت من الأخبار قبل بناء الأحكام عليها، وأمرنا برد الأمور إلى أولي الأمر والعلم قبل إذاعتها والتكلم فيها، كما نهى الشرع عن سماع الشائعة ونشرها، وذم سبحانه وتعالى الذين يسمعون للمرجفين والمروجين للشائعات والفتن.
وبين الشرع الشريف سمات المعالجة الحكيمة عند وصول خبر غير موثوق منه؛ فأمرنا بحسن الظن بالغير، والتحقق من الخبر، ومطالبة مروجي الشائعة بأدلتهم عليها والسؤال عمن شهدها، وعدم تلقي الشائعة بالألسن وتناقلها، وعدم الخوض فيما لا علم للإنسان به ولم يقم عليه دليل صحيح، وعدم التهاون والتساهل في أمر الشائعة، بل اعتبارها أمرا عظيما، وتنزيه السمع عن مجرد الاستماع إلى ما يسيء إلى الغير، واستنكار التلفظ به.
أستاذ إعلام: حسابات مجمدة تابعة لداعش أُعيد تفعيلها تزامنًا مع الهجمة الإلكترونية التي تتعرض لها مصر
بدوره قال الدكتور فتحي شمس الدين، أستاذ الإعلام والخبير في مجال الإعلام الشبكي، إن المواطن المصري يعاني من عدم وجود توعية حقيقية عن كيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة بشكل عام يتيح الفرصه للعديد من أعداء الخارج لبث الأكاذيب لتحطيم الوحدة الوطنية وبث روح الأحباط واليأس في نفوس المصريين خاصة الشباب.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الوطن" أنه يجب أن تكون هناك استراتيجيات واضحة للتعامل مع ذلك الأمر خاصة من خلال وضع مناهج في الجامعات والمدارس للتوعية بخطورة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بشكل خاص والإعلام الجديد بشكل عام، وذلك لزيادة الوعي بتلك الوسائط الإعلامية الجديدة التي يجرى توظيفها لهدم الدولة المصرية، من خلال حرب المعلومات والشائعات، ما يخلق وعي مجتمعي بابرز حيل التزييف والتضليل في تلك الشبكات.
وأوضح أن الميليشيات الإلكترونية على خلق حالة من الإغراق المعلوماتي لتشتيت المواطن المصري وإعطاء إيحاء لديه بأن هناك تدهورا في كل الخدمات، وأن الأمور مشتعلة بصورة كبيرة في كل أرداء البلاد، وذلك بالاعتماد على رفع الهاشتاجات المسيئة للدولة لتتصدر نتائج الأعلى تداولا "تريند"، وغالبية الحسابات التي تدعم هذه الهاشتاجات حديثة أو غير حقيقية.
وأشار "شمس الدين" إلى أن هناك عدد من الحسابات المجمدة خاصة تلك التابعة لداعش الإرهابية أُعيد تفعيلها تزامنًا مع الهجمة الإلكترونية التي تتعرض لها مصر، ما يؤكد أن هنك تعليمات وتوجيهات ضد الدولة المصرية لمحاولة تشويهها معلوماتيا وخلق حالة استياء عامة من النظام وتوجد العديد من المواقع التي تقدم خدمات للكشف علي الحسابات علي مواقع التواصل الاجتماعي، لتبين حقيقة الحسابات المزيفة، منها على سبيل المثال موقع "Tweet stats"، والذي يعد أشهر تلك المواقع، حيث يمكن الكشف عن أي حساب على "تويتر" لتبين النشاط الحقيقي له سواء كان مزيف أم لا.