"الاتحاد الاشتراكي" قاد الحياة السياسية.. وزعماؤه: "عبدالناصر" احتوى كل القوى الاجتماعية

"الاتحاد الاشتراكي" قاد الحياة السياسية.. وزعماؤه: "عبدالناصر" احتوى كل القوى الاجتماعية
- الاتحاد الاشتراكى
- الزعيم الراحل
- جمال عبدالناصر
- ناصر
- الاتحاد الاشتراكى
- الزعيم الراحل
- جمال عبدالناصر
- ناصر
قاد «الاتحاد الاشتراكى» الحياة السياسية فى مصر خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذى أسسه فى 4 يوليو 1962، كتنظيم سياسى شعبى كبير، بدلاً من «الاتحاد القومى» الذى أُسس فى مايو 1957، وهيئة التحرير التى أنشئت 1953، وظل قائماً فى فترة حكم الرئيس أنور السادات، حتى جاء الرئيس حسنى مبارك وقرر إلغاءه نهائياً فى أواخر الثمانينات، وجرت الموافقة على تكوين الأحزاب وفق شروط محددة.
عاطف مغاورى، نائب رئيس حزب التجمع، يقول لـ«الوطن»: «انضممت لمنظمة الشباب الاشتراكى التابعة للاتحاد الاشتراكى، فى أعقاب 5 يونيو 1967، وانخرطت من خلالها فى العمل السياسى». وأضاف: «انتخبت فيما بعد أميناً لاتحاد طلاب المدرسة الثانوية، وكنت مؤسساً لمنظمة الشباب الاشتراكى فى المدرسة وموقعى السكنى، وبعد بلوغى سن الـ18 عاماً، التحقت بالاتحاد الاشتراكى».
"مغاورى": التنظيم ضم قوى الشعب من العمال والفلاحين والمثقفين
وتابع: «خضت انتخابات الاتحاد الاشتراكى فى أوائل السبعينات، وأصبحت عضواً فى لجنة بندر الزقازيق، وتوليت ملف الدعوة والفكر، التى كانت إحدى الأمانات النوعية داخل الاتحاد، إضافة لموقعى كأمين التثقيف فى منظمة الشباب الاشتراكى». وأكمل «مغاورى»: «شاركت فى مناقشة ما يسمى ورقة أكتوبر للمتغيرات الدولية التى طرحها الراحل أنور السادات بصفته رئيساً للاتحاد الاشتراكى آنذاك، والتى أفرزت تجربة تشكيل المنابر داخل الاتحاد (اليسار - الوسط - اليمين) بعد حوارات ونقاشات تمت على مستوى وحدات الاتحاد بالمحافظات وأماناته بالمراكز والقرى». ونوه إلى أن «الاتحاد الاشتراكى كان يقود الحياة السياسية فى عهد الرئيس عبدالناصر، وكان هدفه الوحدة الوطنية، وتحقيق مبادئ الثورة وتوحيد الجهود لبناء مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، والقضاء على الطبقية، والعمل لمصلحة الشعب».
وأشار إلى أن الاتحاد الاشتراكى كان يضم قوى الشعب من عمال وفلاحين ومثقفين وغيرها، التى تقود الجماهير وتعبر عن إرادتها وتوجه العمل الوطنى وتراقب سيره، وكانت عضويته ملزمة لمن يترشح لمجلس الأمة، والمحليات، والعمد والمشايخ، ولعضوية النقابات المهنية، وغيرها من منظمات المجتمع المدنى.
"كمال": كان هدفه تجميع الإرادة الوطنية فى تنظيم واحد
ويقول النائب كمال أحمد، عضو مجلس النواب، لـ«الوطن»: «كنت عضواً باللجنة المركزية بالاتحاد الاشتراكى فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وهى المرحلة التى سبقت التعددية الحزبية، وكانت تسمى بالتنظيم الواحد الذى كان لديه إيمان بأن الديمقراطية هى أداة لإدارة المجتمع لصالح تنمية الدولة وليست هدفاً». وأكد «كمال»، أن «الاتحاد الاشتراكى كان له دور كبير فى الحياة السياسية واحتوى جميع القوى الاجتماعية، وكانت الديمقراطية به أداة لتحقيق التنمية وعدالة توزيعها، وكانت فكرته آنذاك ليست ضد الحريات، لكنه كان يهدف أن تتجمع الإرادة الوطنية فى تنظيم واحد بدلاً من أن تتجزأ فى صراعات فى ظل مجتمع كان يعانى مشاكل عديدة منها الأمية والفقر». وأضاف: «الاتحاد الاشتراكى كان قائماً على نظرية التحالف بين القوى الوطنية بمختلف طوائفها من عمال وفلاحين وشباب، وكان النظام السياسى يعمل من خلال نظرية حصول جميع طبقات المجتمع على ما تريده بشرط ألا تضر بالقوى الأخرى، وكانت الدولة آنذاك فى حالة خطر حقيقى داخلى وخارجى وتحتاج إلى التوحد أكثر من التعددية».
وتابع «كمال»: «ظل الاتحاد الاشتراكى حتى جاء السادات وأطلق المنابر داخل الاتحاد الاشتركى وكان يريد تشكيلها حسب توجهاته، وعقب الانتخابات البرلمانية 1976، انتقلنا من المنابر إلى الأحزاب وتأسس العمل، والتجمع، والأحرار الاشتراكيون، والعربى الاشتراكى، الذى أصبح فيما بعد الحزب الوطنى وترأسه السادات وأصبح الحزب الحاكم».
وأشار إلى أن الأحزاب فى عهد السادات لم تكن إلا مجرد ديكور تتشكل وفق توجهات السادات، وتكوين الأحزاب السياسية كان وفق شروط محددة من خلال لجنة شئون الأحزاب التى يمثلها رجال النظام آنذاك، ولم يكن مسموحاً بتكوين حزب معارض فى عهد السادات، وضاق بالتجربة أكثر عقب انتفاضة يناير 1977».
الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يقول لـ«الوطن»، إن الاتحاد الاشتراكى عندما نشأ كان مظهراً من مظاهر الرغبة فى التعبئة الشعبية، لكن كانت شعبية الرئيس جمال عبدالناصر تطغى على هذه التعبئة الشعبية. وأضاف «ربيع»: «شعبية عبدالناصر جعلته يسيطر على كل ما عداه من أى جهاز أو حزب، ولم يكن الاتحاد الاشتراكى مؤثراً على نظام الحكم ولا له دور فى الحياة السياسية كان وجوده شكلياً فقط».
وتابع أن فكرة الحزب الواحد فى أى نظام سياسى سواء كان معلناً أو غير معلن يحكم على النظام بالشمولية، وعندما جاء الرئيس أنور السادات أصدر ما يسمى بـ«ورقة أكتوبر» 1974 التى خرجت من خلالها المنابر داخل الاتحاد الاشتراكى، وخاضت انتخابات البرلمان فى افتتاح الدورة البرلمانية 11 نوفمبر 1976، وبعدها حوَّل السادات المنابر إلى أحزاب ومن وقتها أصبح الاتحاد الاشتراكى غير موجود فى الحياة السياسية. وأكد «ربيع» أن التغيير السياسى الذى أحدثه السادات عن طريق فكرة الأحزاب لم يكن جوهرياً، وليس مفعلاً على الأرض، وظلت بنية النظام السياسى قائمة على نظام الحزب الواحد.