حرب الرمال.. استمرت 16 سنة وأغلقت الحدود بين المغرب والجزائر ربع قرن

كتب: ماريان سعيد

حرب الرمال.. استمرت 16 سنة وأغلقت الحدود بين المغرب والجزائر ربع قرن

حرب الرمال.. استمرت 16 سنة وأغلقت الحدود بين المغرب والجزائر ربع قرن

لأول مرة منذ نحو ربع قرن، فتح معبر حدودي بري بين الجزائر والمغرب "مؤقتا"، لتسهيل إعادة 3 جثث لشباب مغاربة لقوا مصرعهم غرقا في مدينة وهران غرب الجزائر، حسب "روسيا اليوم".

كانت الجزائر والمغرب وقعتا اتفاقية وقف إطلاق النار في 1991 بعد حرب استمرت 16 عاما بينهما أطلق عليها "حرب الرمال"، ونشرت الأمم المتحدة على إثره بعثة لحفظ السلام وتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية (مينورسو). 

حرب الرمال

تعود أحداث حرب الرمال إلى الثامن من أكتوبر لعام 1963، نشبت حرب بين الجزائر والمغرب اصطُلح عليها بـ"حرب الرمال"، حيث بدأت بوادر الحرب بمناوشات بين الطرفين على طول الحدود المتاخمة لمنطقتي بشار وتندوف، حتى هاجمت فرقة عسكرية جزائرية مركزا عسكريا مغربيا، ما أدّى إلى مقتل 10 جنود وإحراق الثكنة، وتوغلت داخل الأراضي المغربية، فيما تقول مصادر أخرى إن المغرب هو الذي هاجم الأراضي الجزائرية.

ودامت الحرب 29 يوما، وانتهت بتوقيع اتفاق وقف لإطلاق النار في 20 فبراير 1964 في مالي، بعد وساطات قامت بها الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية، وقاد الوساطة الإمبراطور الإثيوبي هيلاسيلاسي، بصفته رئيس منظمة الوحدة الأفريقية، ووقّع الاتفاقية كل من الرئيس أحمد بن بلة والملك الحسن الثاني.

ونص الاتفاق على توقيف القتال وتحديد منطقة منزوعة السلاح وتعيين مراقبين من الدولتين لضمان حياة وسلام هذه المنطقة، وتشكيل لجنة تحكيم لتحديد المسؤولية حول من بدأ العمليات الحربية بين البلدين، ودراسة مشكلة الحدود بينهما وتقديم مقترحات إيجابية للطرفين.

وحسب "أصوات مغاربية"، كانت المشاكل الحدودية سبب هذه الحرب، التي اندلعت بعدما طالب المغربُ الجزائر بتسليمه منطقتي بشار وتندوف، معتبرا أن الاستعمار الفرنسي اقتطعها منه، وهو ما رفضته الجزائر، استنادا إلى مبدأ "احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار"، فيما ينادي المغرب بـ"الحق التاريخي" في هذه الأراضي وغيرها في موريتانيا ومالي والسنغال، وفق كتاب "منازعات الحدود في العالم العربي".

جدار فاصل

وحسب "فرانس برس" خلال ثمانينيات القرن الماضي، قامت المملكة المغربية بتشييد جدارا فاصلا بين المناطق التي تسيطر عليها في الصحراء الغربية، ومناطق سيطرة جبهة البوليساريو.

ويعبر هذا الجدار المستعمرة الإسبانية السابقة من شمالها لجنوبها، بطول 2700 كلم وبارتفاع ثلاثة أمتار، وأدى تشييد الجدار إلى فقدان التواصل بين عائلات تعيش على جانبيه، كما تأثرت حياة البدو الرحل لفقدانهم مناطق يرعون فيها ماشيتهم ويتزودون منها بالماء.

وقف إطلاق النار

وجرى إقرار وقف لإطلاق النار في 1991 بعد حرب استمرت 16 عاما، نشرت الأمم المتحدة على إثره بعثة لحفظ السلام وتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية (مينورسو)، لكن تنظيم الاستفتاء تأجل مرات عدة بسبب الخلاف بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو" والمملكة المغربية، حول عدد الناخبين الذي يحق لهم المشاركة في الاستفتاء.

وحسب "فرانس برس"، زرعت ألغام مضادة للأفراد على عرض مئات الأمتار في محيط الجدار، ما يجعل الصحراء الغربية من أكثر المناطق تلغيما في العالم، كما زرع المغرب ما بين 5 إلى 10 ملايين لغم.

وفي أسفل الجدار بمنطقة المحبس من الجهة التي تسيطر عليها بوليساريو، وضعت منظمة غير حكومية إسبانية ورودا من القماش والورق تحت شعار "لنزرع ورودا بدل الألغام".


مواضيع متعلقة