العاملون بمستشفى المنصورة يروون لـ"الوطن" كواليس استقبال الطفلة جنة

كتب: نهال سليمان

العاملون بمستشفى المنصورة يروون لـ"الوطن" كواليس استقبال الطفلة جنة

العاملون بمستشفى المنصورة يروون لـ"الوطن" كواليس استقبال الطفلة جنة

 حالة من الحزن الشديد أصابت العاملين بمستشفى المنصورة الدولي بعد استقبال الطفلة جنة محمد سمير، 5 سنوات، المصابة بحروق بظهرها وجسدها ومناطق حساسة، نتيجة تعايشهم مع الحالة النفسية والجسدية لها، منذ دخولها المستشفى يوم السبت الماضي، وبتر ساقها أمس، نتيجة تعرضها للتعذيب وسط اتهامات موجهة لجدتها للأم.

 خوف ورعب وألم شديد، وحالة صحية سيئة، بهذه الكلمات وصفت إحدى الموظفات بمستشفى المنصورة الدولي، طلبت عدم ذكر اسمها، حالة الطفلة جنة عند وصولها للمستشفى، ثم جرى حجزها بالعناية المركزة منذ السبت الماضي وحتى الآن، متابعة أنها في حالة خوف شديد من اقتراب أي شخص منها، ومع الملاحظة المستمرة لأكثر من يوم، فإن الممرضة وزميلاتها  يرون أن الطفلة، التي اطمأنت لهم، تتغير ملامحها بمجرد دخول عمتها للعناية المركزة لمتابعة حالتها، بحيث تصبح أكثر توترا، "عندها خوف رهيب ومش طايقة حد يلمسها".

ووفقا لوصف الموظفة، فإن الطفلة في الأربعة أيام الأولى كانت تقبل على أي طعام يتم تقديمه لها بطريقة توحي بأنها لم تأكل منذ فترة، كما أن وكيل النيابة حاول مرارا كسر حاجز الخوف بداخلها كي تحكي له ما حدث، إلا أنها كانت تردد الإجابات بشكل يوحي أنها تم تلقينها إياه، "حافظة إن هي تقول إن اللي عمل فيها كدة جدتها"، وتابعت "عمتها بتاكل من الأكل اللي بنقدمه ليها"، ليقرر التمريض أن يظل مراقبا للحالة حتى في حين وجود العمة.

موظفة بالمستشفى: الطفلة جنة تم قطع الأعضاء الظاهرة بجهازها التناسلي 

وتحكي الموظفة  لـ"الوطن" بعد أن طلبت عدم ذكر اسمها أنها وزميلاتها في حالة صدمة مما حدث، فالطفلة يتضح من فحصها أن شخصا قام ببتر جزء كبير من الجهاز التناسلي الخارجي لها، وأن آثار التعذيب قديمة وتعود إلى ما لا يقل عن 10 أيام، بالإضافة إلى حالة نفسية سيئة جدا، جعلت كل العاملين بالمشتفى يدعون لها بالشفاء "إحنا بنبكي من قلوبنا علشانها.. دي قضية رأي عام".

وروت إحدى العاملات بالمستشفى لـ"الوطن" بعد أن طلبت هي الأخرى عدم ذكر اسمها، أن الطفلة جاءت محولة من مستشفى شربين وقد كُتب على تذكرتها "اشتباه في اعتداء عمدي من الأهل"، وقبل أن تصاب بغيبوبات متقطعة قالت "جدتي اللي عملت فيا كدة.. وخالي اللي وداني مستشفى شربين"، مضيفة أن العمة والعم هما من يقضيان معها الوقت منذ احتجازها.

إحدى العاملات: منطقة العانة بها حروق من الدرجة الثالثة 

 حالة إنسانية يُرثى لها، على حد وصف العاملة بالمستشفى، حيث جاءت بحروق من الدرجة الثالثة في منطقة العانة وعلى الظهر وكدمات أدت إلى تغير لون القدم اليسرى بشكل كبير، ما أدى لدخولها للجراحة وبترها أمس، "كان فيها زرقان غير طبيعي  وعملنا فحص أوعية وجراحة وكل اللازم وتقرر البتر امبارح، وأهل البلد اللي بييجوا بيقولوا إنها محبوسة بقالها 10 أيام.. أتمنى نعرف رأي عيلة أمها لأن التركيز كله على الأب وعيلته".

ووفقا لموقع دويتشه فيلة الألماني، فإن الحروق تصنف إلى 3 درجات، لتأتي الدرجة الثالثة، كأشد الأنواع، حيث يصبح الجلد سميكاً وجافاً ويتغير لونه من الأبيض إلى اللون البني وتكون أنسجته ميته، ولا يحس المصاب في منطقة الأنسجة الميتة بالألم، في حين يشعر بألم شديد في المناطق المحيطة بها، في حين حروق الدرجة الأولى تترك احمرارا في مناطق الجلد وآلاما شديدة قد تبلغ درجة التورُّم، وحروق الدرجة الثانية تتكون فيها فقاعات ومناطق رطبة بيضاء مجروحة.


مواضيع متعلقة