في دار السلام.. "ابن العائلة" قتل صديقه الدكتور الجامعي ليتمم زواجه

في دار السلام.. "ابن العائلة" قتل صديقه الدكتور الجامعي ليتمم زواجه
"مقتل دكتور جامعي داخل شقته بدار السلام".. جريمة قد تبدو عادية ونسمع عما يشبهها كل يوم، ربما كان مقدرا لها أن يطويها النسيان مثل باقي الجرائم التي تحدث، لكنها على العكس من ذلك أصبحت حديث الجميع، فالصديق "ابن العائلة الكبيرة" قتل صديقه الدكتور الجامعي وكانت شريكته خطيبته -على حد اعترافاتهما-.
كان دافع الجريمة هو الحصول على المال، وفي هوية القتلة وطبيعة انتمائهم الطبقي وتحصيلهم العلمي، فبطلا قصتنا لم يكونوا من أرباب الجنايات والسوابق، ولا من مدمني المخدرات؛ بل شاب حاصل على مؤهل عالي بدرجة جيد جدا وخطيبته في السنة الرابعة من إحدى كليات القمة، المتهمان مشهود لهما بالتفوق والذكاء والاحترام.
القتيل
الدكتور عمرو عرفة، كان نابغة بكل ما تعنيه الكلمة، ينتمي إلى عائلة مرموقة بمركز أطفيح التابع لمحافظة الجيزة، ارتبط بعلاقة الود والاحترام مع أصدقائه، وأنهى مراحل تعليمه الثانوي بمركز أطفيح، ثم انتقل للعيش في القاهرة بعد إنهاء "امتياز" كلية الزراعة جامعة القاهرة، ليصبح معيدا بالجامعة، ثم حضر رسالة الماجستير ثم الدكتوراه.
"عرفة" الضحية كان من ضمن مميزاته أنه يكتسب المهارات الاجتماعية فهو ذلك الإنسان المتفوق والمتحرر من الوهم والخرافة، والمتسلح بالقوة والذكاء فتم تعيين عضوا بهيئة التدريس بكلية الزراعة جامعة القاهرة، وترشح لانتخابات مجلس النواب عن عام 2015 ولم يحالفه الحظ.
الصديق القاتل
لم يعلم الدكتور "عمرو" أن حياته سوف تنتهي على يد صديقه الشاب الذي تعرف عليه عن طريق المصادفة في إحدى الجلسات، بدأت المعرفة قبل الجريمة بأكثر من عام تقريبا، التحريات أثبتت أن المصادفة جمعت المجني عليه بالقاتل ودار حديث بينهما تطور إلى تبادل أرقام الهواتف.
"الصديق القاتل" شاب يبلغ من العمر 28 عاما حاصل على مؤهل عالي بتقدير جيد جدا، يعمل بشكل متقطع في شركات خاصة، ينتمي لعائلة مرموقة بمنطقة مصر القديمة، لم يسبق اتهامه في أي نوع من القضايا، الشرطة أثبتت أن علاقة الصداقة تطورت بين المجني عليه والمتهم وكانا يتقابلان داخل شقة الضحية بشكل شبة يومي، خاصة أن الأخير يقيم بمفرده، وقال المتهم في محضر الشرطة إنه قبل تنفيذ الجريمة بـ5 أشهر، أخبر صديقه الطبيب "الضحية" أنه مرتبط بعلاقة حب مع إحدى الفتيات واتممنا الخطبة "قراءة فاتحة"، وأن طريق الزواج يعترضه مبلغ من المال وأن حالته المادية تعثرت فطلب منه مبلغ مالي ضخم وهو عبارة عن 50 ألف جنيه فرفض، ولم أخطط لقتله أو الانتقام منه واستمرت العلاقة كالمعتاد، بحسب محضر الشرطة المحرر عن الواقعة.
الخطة وكاميرا المراقبة
المتهم "أحمد" كان يرى نفسه مظلوما من المجتمع ولم يحصل على فرصته وضاقت به الدنيا وفقد عمله فقرر أن يرتكب ما يعرف بـ "الجريمة الكاملة"، سرقة صديقه الدكتور الجامعي، ورسم المتهم خطوط الجريمة بدقة وهي أن يتوجه بشكل يومي إلى منزل صديقه حتى لا يشك به أحد، واستطاع أن يستولي على نسخة من مفاتيح الشقة الخاصة بالمجني عليه، يوم تنفيذ الجريمة استعان بخطيبته وطلب منها توصيله لمسرح الجريمة دون أن تعلم واستخدامها كشاهدة إثبات في نفي واقعة السرقة،
"لم أخطط لقتله كنت هسرقه بس".. هذه هي جملة الدفاع التي استخدمها المتهم أمام الشرطة، حيث اعترف أمام النيابة أيضا: "صعدت للشقة وقمت بفتح الباب ولم أخمن أن صديقي بالداخل فوجدني بغرفة النوم تشاجرنا سويا فقتله، ثم سرقت 200 ألف جنيه وفررت هاربا ولم يشاهدني أحد ولكن نسيت أمر كاميرا المراقبة الخاصة بإحدى المحلات التجارية وسجلت وقت دخولي وخروجي من المنزل".
القبض على الجاني والاعتراف
ألقى رجال المباحث القبض على المتهم بمواجهته أنكر، فطلب ضابط المباحث مقطع الفيديو الخاص بالضحية وبمناقشة خطيبته أنكرت علمها بالجريمة، وبمناقشته مرة أخرى اعترف المتهم بتفاصيل الحادث وأبدى ندمه عليها.
كان قاضى المعارضات بمحكمة جنح دار السلام أمس قرر تجديد حبس شاب لاتهامه بقتل دكتور جامعي، 15 يوما على ذمة التحقيق للمرة الثالثة.
وأدلى المتهم، باعترافات تفصيلية أمام رجال المباحث عن الجريمة، حيث قال إنه تجمعه علاقة صداقة بالمجني عليه من فترة كبيرة، ونظرا لمروره بضائقة مالية طلب منه مبلغا مالي، إلا أن المجني عليه رفض.
تلقى مأمور قسم شرطة دار السلام، بلاغا من الأهالي بوجود جثة داخل شقة بدائرة القسم، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى المكان، وعثر على جثة الضحية مصابة بـ7 طعنات متفرقة.