بالبوكس والكونغ فو.. "شيماء" تتحدى التنمر مع أبنائها

كتب: نهال سليمان

بالبوكس والكونغ فو.. "شيماء" تتحدى التنمر مع أبنائها

بالبوكس والكونغ فو.. "شيماء" تتحدى التنمر مع أبنائها

باتجاه محطة مترو الملك الصالح على خط المرج – حلوان، كانت شيماء وأبناؤها يهرلون معًا، قادمين من نادي عين الصيرة، بعد تأدية تمارين الملاكمة، يحاولون الوصول في الوقت المناسب إلى نادي مصر حلوان في حي القبة حيث تمارين الكونغ فو، تدفعهم الأم بحماس نحو الالتزام بمواعيد التمارين لتحقيق مراكز أولى في البطولات بعد أن أدخلتهم للمجال بدافع تقوية أبدانهم ليستطيعوا الدفاع عن أنفسهم ضد ما يتعرضون له من تنمر وإيذاء من أقرانهم.

إقامة شيماء، 40 عاما، وعائلتها في منطقة شبرا الخيمة، جعلها تقرر منذ 8 أعوام أن تلحق ابنها الأكبر أحمد، 16 عاما، بأحد نوادي الرياضة، خصوصا بعد عودته يشتكي من ضرب الأطفال له كلما خرج من المنزل لقضاء حاجة، "لما لقيت ابني بيرجع يعيط ويقول الولد ضربني، قررت أخليه يتعلم رياضة تديه ثقة في نفسه وتخلي الأطفال ما يتعاملوش معاه على إنه ضعيف، ونفس الشيء عملته مع إخواته مريم ومحمد.. الرياضة تخليهم يحترموا المحترم معاهم وياخد حقه من اللي ضايقهم".

رحلة يومية بين المدارس والنوادي والمذاكرة، تبدأها السيدة الأربعينة منذ الصباح الباكر، تعد الساندويتشات وتوقظ أبناءها، لتصطحب الصغير منهم إلى مدرسته وليصطحب الابن الأكبر أخته الوسطى، وتعود هي مرة أخرى إلى منزلها تعد الطعام وساندويتشات أخرى يتناولها الأبناء بين التمارين المسائية، وخصوصا إذا كان اليوم يحمل موعد التمرين لأكثر من رياضة "بحاول أنظم مواعيدهم بين المدرسة والرياضة والمذاكرة لكن أحيانا بيكون عندنا ميعاد في تمرينين.. مقدرش أسيبهم يروحوا لازم أتابع مستواهم بنفسي مع المدرب".

وراء كل عظيم امرأة.. شيماء تسبق أبناءها للتمرين: الرياضة تحميهم من التنمر

ممارسة الرياضة كما ترى شيماء في حديثها لـ"الوطن" عملت على اختلاط أبنائها برياضيين بدلا من اختلاطهم بأفراد غير أسوياء، "في الشارع أطفال وشباب بيشربوا سجاير وتصرفاتهم غير سوية، إنما في التمارين شافوا أبطال جمهورية وأبطال قارة وده حفزهم إنهم يكونوا زيهم ويسافروا يرفعوا اسم مصر"، مضيفة أنها دائما ما تردد على مسامع أولادها ألا يستخدموا لياقتهم البدنية في إلحاق الضرر بأحد.

كانت بداية العائلة مع رياضة الكونغ فو لتعلم أصول الدفاع عن النفس، لكن مع انخراطهم في الوسط الرياضي أضافوا الملاكمة، حيث عرفوا أن الأولى ليست ضمن ألعاب الأولمبياد، فكان دخولهم للرياضة الثانية لأن المنافسة تعمل على كسر حاجز الملل والتحفيز "مريم بطلة جمهورية كونغ فو ومحمد 9 سنين أول جمهورية برضو، فبدأوا يلعبوا ملاكمة علشان لما سنهم يناسب الأولمبياد يكونوا جاهزين ويحققوا بطولات زي زمايلهم الأكبر منهم في النادي".

على جانب آخر من كونها أم داعمة، تضرب شيماء مثلا لامرأة عظيمة تقف وراء زوجها، فقبل حوالي 17 عاما، تزوجت فتحي وهو حاصل على الشهادة الإعدادية، ويعمل في صناعات الأثاث المكتبي، لكنها شجعته على الالتحاق بالعمل في الشرطة، كما دفعته نحو إكمال دراسته كي يحصل على مؤهل يمكنه من الحصول على شهادة جامعية، ليحصل على ترقيات في وظيفته التي يمارسها بجانب أعمال الأثاث المكتبي كوسيلة تدر دخلا يساعد على الحياة "ممارسة الرياضة بتحتاج لوازم غالية وخصوصا في الأول قبل ما يبقى فيه أندية تتحمس ليهم وترعاهم وكان لازم والدهم يشتغل شغلتين"، مختتمة حديثها "كل فترة بحب أرفع مننا.. الحمد لله أنجزت".


مواضيع متعلقة