"الدكتور نسي يفك الخياطة".. الطفل زياد فقد عينه بسبب إهمال طبي

كتب: طارق عباس

"الدكتور نسي يفك الخياطة".. الطفل زياد فقد عينه بسبب إهمال طبي

"الدكتور نسي يفك الخياطة".. الطفل زياد فقد عينه بسبب إهمال طبي

فقد عينه اليمنى عندما دخل المستشفى ليعالج ضعف النظر العادي، لتقوده يد الإهمال الطبي إلى استكمال حياته بعين واحدة، ويصبح الطفل "زياد"، ضحية جديدة من ضحايا الإهمال بعد أن نسي الطبيب إبلاغ أسرته أنه أجرى جراحة وترك "غرز الخياطة" في عينه لمدة عام كامل، ثم عالج الخطأ بخلطة "قطرات"، أنهت على آمال الطفل في استكمال حياته بعينين طبيعيتين.

زياد أشرف محمد، 12 عاما، من مركز أبو تشت بمحافظة قنا، اشتكى لوالدته في سن الثامنة من عمره، من ضعف بالنظر في إحدى عينيه، فقررت الأم أن تبحث له عن مستشفى متخصص حتى يعالجه، فنصحها البعض بالتوجه للقاهرة، وتحديدا منطقة مصر الجديدة، لأحد المراكز الطبية، وبالفعل، توجهت الأم في عام 2015، واستقبلها طبيب يدعى "مصطفى . ا"، بأحد المراكز المتخصصة في طب العيون، وبعد توقيع الكشف على زياد قرر الطبيب أن يحصل زياد على علاج وأنه لا يحتاج أي تدخل جراحي لأنها حالة طبيعية.

لم تستجب عين زياد للعلاج، فعادت الأسرة مرة أخرى للطبيب وطلبوا منه تغيير العلاج أو إعادة تشخيص الحالة، فأخبرهم أنه يحتاج عملية جراحية لزراعة عدسة، وأكد أنها كفيلة بإنهاء الأزمة تماما، وطلب منهم التردد على المركز للمتابعة السنوية بعد إجراء العملية الجراحية.

في 2018، دخل زياد غرفة العمليات، وأجرى له الطبيب الجراحة المطلوبة، وبعدها خرج من غرفة العمليات محمولا ومعه أسرته بمزيد من الأمل في شفائه وعودة عينه لطبيعتها، لكن بعد مرور السنة الأولى لم يشعر بتحسن كبير، بل لاحظت والدته حدوث احمرار شديد في عينه، وعند التوجه لإجراء المتابعة أخبرهم الطبيب أنه كان قد أجرى "خياطة" داخل العين اليمنى وأنه سيفك "الغرز"، فاستنكرت الأسرة أنه لم يخبرهم من البداية ليقوموا بفكها بعد العملية بفترة قصيرة، فرد الطبيب "لا عادي.. الموضوع مش مستاهل".

فك الطبيب "الغرز" وطلب منهم المغادرة ووعدهم بتحسن حالة الطفل، لكن في اليوم التالي بدأت عين زياد تتشوه، وعندما أخبروا الطبيب وأرسلوا له صورة عينه طلب منهم التوجه لطبيب آخر في نفس المركز، والذي طلب منهم شراء 4 أنواع من نقط العين "قطرة" ومزجها ببعضها البعض، وصنع "خلطة" وطلب منهم وضعها له في عينه التي بدأت تنتفخ وتبرز لخارج الوجه.

حاولت الأسرة إنقاذ الطفل وذهبوا لمستشفى الدمرداش بناء على طلب الطبيب الأخير، ومن هناك تم تحويلهم لمستشفى قصر العيني، وذلك يوم 7 سبتمبر الجاري، لكن المفاجأة كانت أن الأطباء هناك أكدوا أن الأمر خطير وقرروا تصفية العين بالجراحة.

تعرضت الأسرة لصدمة كبيرة وقررت مقاضاة المستشفى والطبيب المتسبب في حالة زياد، وتوجه المحامي أحمد أبوالمجد، محامي الأسرة، إلى قسم شرطة مصر الجديدة، وقاموا بتقديم كل المستندات والمحادثات مع الطبيب، وحُرر محضر بالإهمال الطبي اتهموا الطبيبين المتخصصين في المركز، وحمل المحضر رقم 8520 لسنة 2019 إداري مصر الجديدة.


مواضيع متعلقة