"أبو ضحكة جنان" من الفقر وإليه يعود.. رحلة صعود وهبوط إسماعيل ياسين

كتب: منة الصياد

"أبو ضحكة جنان" من الفقر وإليه يعود.. رحلة صعود وهبوط إسماعيل ياسين

"أبو ضحكة جنان" من الفقر وإليه يعود.. رحلة صعود وهبوط إسماعيل ياسين

"كلنا عاوزين سعادة، بس إيه هي السعادة!، ولا إيه معنى السعادة!".. "مونولوج" ما هو إلا وصف مختصر لحياة إسماعيل ياسين البائسة، المختبئة خلف ستار ضحكته الشهيرة، حتى أن صيته ذاع لـ"خِفَّة ظله" وتمثيله الذي يتسلل للقلب ببساطته، لكن حبه وشغفه الأساسي كان في الغناء و"المونولوج" الذي مّثَّل بداياته المملوءة بكثير من المعافرة، وأوصله لشهرة مات بعدها وحيدا.

ويتحدث الراحل عن قصته مع الغناء والمونولوج ورحلة الفنية، بصوته خلال إحدى الحلقات الإذاعية.

ولادته

بعد ولادته في 15 سبتمبر 1912 بمحافظة السويس، وقعت كثير من المشاكل بين والده "المعلم يس" صاحب محل الصاغة، ووالدته "الست زكية"، بسبب إهمال والده لهم، وتبديد أمواله خلال سهراته بـ"الكازينوهات" وشرب الخمور.

وبعد وفاة والدته ترك إسماعيل المدرسة، بسبب إهمال والده، ورفضه سداد مصاريف دراسته، وسئم الفنان "الطفل" من حياته ومعاملة جدته السيئة.

حبه للغناء والموسيقى

دفعَهُ صوته المميز وحبه للموسيقى إلى إحياء الأفراح والمناسبات حتى بلغ الـ18 من العمر، حتى قرر السفر إلى القاهرة سعيا خلف حلمه الأول والأخير "الغناء".

رحلته الطويلة مع الفقر

مكث 4 أشهر بالقاهرة "مدخلش جيبه مليم" وفشل، كان يقضي لياليها بأحد المساجد، حتى قدم له إمام المسجد ثمن تذكرة القطر، وعاد من جديد، حاملا خيبة أمله إلى السويس.

وفوجئ إسماعيل بتدهور حالة والده الصحية والمادية، فقال له: "أخرتك يابا تبقى مكتب على باب حارة، بعد ما كان عندك أكبر محل صاغة وورشة"، فقرر والده مساعدته، وطلب منه الذهاب إلى الحاج إسماعيل الفار، الذي يصطحب في مجلسه الليلي، كثير من الملحنين والمؤلفين.

بداية عمله في الإذاعة

تعرف هناك على قدري باشا، الذي اصطحبه معه للقاهرة من جديد، وقدمه لراديو "فيولا" حتى قدم إسماعيل ياسين به أول "منولوج"، وبعد قرار منع تشغيل الإذاعات الأهلية، قدم إسماعيل طلبا للعمل بالإذاعات الحكومية، ونجح في اختباراتها ووقع عقده الأول للعمل مقابل 4 جنيهات لكل إذاعة.

من هنا تحولت حياة "سُمعة"، وبدأ السير بخطى ثابتة، عمل بكثير من "كازينوهات" الإسكندرية، وطُرِدَ منها لأسباب مختلفة، ثم عاد للقاهرة من جديد وعمل في "كازينو بديعة مصابني" مقابل 8 جنيهات شهريًا.

شهرته

ذاع صيت إسماعيل ياسين، الذي عُرِف بعد ذلك بـ"سُمعة"، حتى تخطى حدود مصر بأكملها، ووصلت شهرته لحدود الشام وسافر إلى حلب ولبنان وعمل بهما لفترة، حتى كون مبلغ مالي "مش بطال" وعاد إلى مصر حاملا شهرته الفنية الصاعدة، و87 جنيهًا مصريًا.

النقلة الثانية في حياة إسماعيل، كانت في "فرقة علي الكسار" حين قدم مئات "المونولوجات"، حتى وصلت شهرته للمخرج السينمائي حسين فوزي الذي أرسل له ورشحه للعمل بفيلم "أحب الغلط"، أمام الفنانة تحية كاريوكا، وبدأ إسماعيل في كتابة تاريخه التمثيلي، وقدم كثير من الأفلام والمسرحيات، محافظا أيضا على فن "المونولوج" الذي عشقه منذ البداية.

وفاة أبو ضحكة جنان

مات "أبو ضحكة جنان"، بعد تراكم الضرائب عليه، وبدأ طريق إفلاسه تدريجيًا حتى اشتد عليه المرض، وعاد للفقر مجددًا، حتى لقي ربه عام 1972، بعدما ترك رصيدًا كبيرًا من "المونولوجات" والأفلام والمسرحيات.


مواضيع متعلقة