رئيس قصور الثقافة الأسبق: سحب كتب رفعت السعيد ومحمد عبده والأفغاني

رئيس قصور الثقافة الأسبق: سحب كتب رفعت السعيد ومحمد عبده والأفغاني
- قصور الثقافة
- هيئة قصور الثقافة
- مكتبات قصور الثقافة
- الأفغاني
- قصور الثقافة
- هيئة قصور الثقافة
- مكتبات قصور الثقافة
- الأفغاني
انتقد الشاعر سعد عبدالرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق، قيام الهيئة العامة لقصور الثقافة بسحب آلاف الكتب، التى يحمل بعضها أفكارا أصولية تتبناها الجماعات المتطرفة، من كافة المكتبات التابعة لها في قصور الثقافة على مستوى الجمهورية، مشيرًا إلى أن الهيئة في هذا الإطار، قامت بسحب كتب قيمة لجمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده، والمفكر رفعت السعيد، مؤكدًا أنه من الضروري وجود هذه الكتب حتى لو كانت تحمل أفكارا أصولية ليطلع عليها المثقف، ويمكنه تفنيد ما ورد بها من مزاعم والرد عليها.
وقال "عبدالرحمن" في تصريح لـ "الوطن" إن هيئة قصور الثقافة شكلت لجنة أو عدة لجان مهمتها تنظيف المكتبات العامة من الكتب، التي رأى المسؤولون في الثقافة، أن ما تتضمنه من أفكار وآراء يمثل خطورة ما على التوجه العام للدولة ككتب الإمامين ابن تيمية وأبي حامد الغزالي.
وانتقد "عبدالرحمن" عمل اللجان، وأضاف أن هذه اللجان لم تميز بين أبي حامد الغزالي والشيخ محمد الغزالي، وبين عبد الرحمن بن الجوزي و شمس الدين محمد بن قيم الجوزية، وكتب حسن البنا وسيد قطب (كل كتب سيد قطب حتى الأدبية والنقدية منها التي كتبها قبل انضمامه إلى جماعة الإخوان الإرهابية) وكتب الدكتور يوسف القرضاوي، وكتب الشيخ محمد الغزالي (بالرغم من أنه انشق عن الإخوان مبكرا) وكتب السيد سابق وكتب الدكتور محمد عمارة (حتى تلك التي كتبها حين كان ينتمي إلى تيار اليسار) وغيرها.
وذكر أن هذه اللجان تعمل بشكل عشوائي، حتى أنها قامت بسحب كتب جمال الدين الأفغاني وكتب الإمام محمد عبده، وهما من أهم أعلام التنوير في الثقافة العربية والإسلامية الحديثة وتشكل أفكارهما جزء أصيل من وعينا الحضاري القومي حتى الآن ، وكذلك الكتب التي تترجم لهما. مضيفًا :"بل وصل عمل اللجان إلى سحب كتب تهاجم الإخوان فتصمهم بالانتهازية وتسمهم بالشوفينية وتعلق في رقبتهم مسؤولية تفشي كثير من ظواهر ومظاهر العنف والتطرف في المجتمع المصري وتقف ضد أفكار حسن البنا مؤسس الجماعة ومرشدها الأول، أي أنها كتب مع التوجه العام للدولة مثل كتاب " حسن البنا " للدكتور رفعت السعيد لمجرد أن الكتاب يحمل اسم حسن البنا، وقد تم سحب حوالي خمسمائة كتاب من مكتبات الهيئة".
وتساءل "عبدالرحمن" عن مصير الكتب التي سحبت من المكتبات العامة، هل ستعدم في محرقة عامة أمام جماهير المواطنين؟ أم أنها ستكهن وتقبر في المخازن المكدسة أصلا بإصدارات ودوريات لم تجد من يشتريها ليقرأها؟. وتابع:" ما الضمان لعدم تسريب هذه الكتب من المخازن غدا أو بعد غد لنجدها تباع لدى تجار الكتب القديمة والمستعملة في سور الأزبكية وسور كوبري أبو الريش بالسيدة زينب وغيرهما ؟".
وأكد أنه من الضروري للثقافة أن تضم المكتبات كل الكتب من مختلف الاتجاهات وشتى التيارات بما في ذلك كتب الهرطقة والإلحاد والكفر، كما هو في مختلف مكتبات العالم، لأن مواجهة الأفكار الخطيرة والآراء المؤثمة ذات الضرر البالغ والمؤكد على الفرد والمجتمع من أجل تفنيدها وكشف ضلالها وتهافتها لابد أن تتم بناء على معرفة عميقة بأصول تلك الأفكار والآراء ولن تتاح المعرفة العميقة بها إلا من خلال توافر مصادر و مراجع هذه الأفكار أمام من يبغيها.
وواصل كلامه قائلا إنه من المعروف والمألوف أن " كل ممنوع مرغوب " فإذا منعت كتابا ما، فإنك تغري الناس من هواة القراءة وغيرهم أيضا بالبحث عنه لقراءته و تداوله سرا، كما أن حظر ومنع أي كتاب في هذا العصر مهما كان السبب وأيا كان المبرر أمر غبي وغير ذي جدوى فكل شيء متاح الآن على شبكة الإنترنت حتى تلك الكتب التي تشرح بالتفصيل كيفية صناعة القنابل وتركيب المتفجرات وغيرها من وسائل القتل و الدمار.
وفي المقابل، تواصلنا في " الوطن" مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأكد مصدر مسؤول بالهيئة، أنه تم تشكيل هذه اللجنة بالفعل، منذ نحو شهرين، وما زالت تمارس عملها على مستوى الجمهورية.
وقال المصدر المسؤول لـ "الوطن" إن هذه اللجنة تم تشكيلها بعد الترويج لأخبار من قبيل أن المكتبات تضم كتبا تروج للأفكار المتطرفة، وبناء عليه تم طلب هذه الكتب وجمعها.
وعن مصير هذه الكتب، أوضح المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، أن اللجنة قيد العمل حاليا، وبعد الانتهاء من سحب هذه الكتب، سيتم إعادة مراجعتها، لاتخاذ القرار المناسب بشأنها.