"كابوس الألفية الجديدة".. كيف عاش العرب في أمريكا بعد هجمات 11 سبتمبر؟

"كابوس الألفية الجديدة".. كيف عاش العرب في أمريكا بعد هجمات 11 سبتمبر؟
- هجمات 11 سبتمبر
- تنظيم القاعدة
- برج التجارة العالمي
- أسامة بن لادن
- الولايات المتحدة الأمريكية
- هجمات 11 سبتمبر
- تنظيم القاعدة
- برج التجارة العالمي
- أسامة بن لادن
- الولايات المتحدة الأمريكية
لم يتوقع العرب المقيمون بالولايات المتحدة الأمريكية أن الألفية الجديدة تحمل لهم المفاجأة الأصعب في تاريخهم ببلاد العم سام، فبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، والتي تسببت في مقتل 2996 شخصا، وإصابة أكثر من 6000 آخرين، وتسبب في خسائر في البنية التحتية والممتلكات بقيمة 10 مليارات دولار على الأقل، عاش العرب والمسلمون أياما صعبة بسبب الاتهامات التي وجهت حينها لمنفذي العملية الذين كانوا جميعهم من دول عربية.
ويقول إيهاب عباس، إعلامي مصري مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، إن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر سادت نظرة الخوف والريبة الشديدة بين المجتمع الأمريكي لكل ما هو آت من منطقة الشرق الأوسط، واستمرت موجة عنف ضد العرب والمسلمين لكنها لم تطل، لكن القلق والخوف مستمر حتى الآن.
وأضاف عباس في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "بعد أحداث 11 سبتمبر مباشرة اعتدى مجموعة من الأمريكيين على مصري يدير سوبر ماركت، وقتلوه لسبب واحد أنه عربي رغم أنه غير مسلم".
وتابع الإعلامي المصري: "يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية الكثير من العرقيات والأيدولوجيات، لكن هناك مناطق يسيطر عليها أصحاب الرقاب الحمراء، الذين يكرهون العرقيات والجنسيات الأخرى بدون أي سبب، كما أنهم ينبذون الهنود الحمر أيضا، السكان الأصليين لقارة أمريكا الشمالية".
وأصحاب الرقاب الحمر هم مواطنون أمريكيون يؤيدون العنصرية والكبر، وهم أنصاف وأرباع المتعلمين بالولايات المتحدة الأمريكية، والغالبية العظمى منهم في اغتراب عن التطورات التكنولوجية الحديثة، حيث إن معظمهم لم يحصل إلا على شهادة إتمام الدراسة الثانوية أو أقل، وهم الفئة التي يملأها الحنق على المجتمع الأمريكي المثقف، لأنهم يرون أن المهاجر المتعلم من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط يحصل على وظائف مهمة وهم لا يحصلون عليها.
واختتم عباس حديثه لـ"الوطن": "الوضع تغير خاليا، رغم أن هناك نسبة خوف من المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن هناك شريحة كبيرة من المجتمع الأمريكي تتعرف على الشخص المهاجر حديثا وبمرور الوقت يصبح التعامل بشكل طبيعي".
أما الدكتور نزار حيدر، مدير مركز الإعلام العراقي بواشنطن، أوضح أن الإعلام الأمريكي استغل أحداث 11 سبتمبر بشكل عنصري للغاية، كما أن صناعة السينما في تلك الفترة استغلت الحدث للتحريض على الكراهية والعنف ضد الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف حيدر في اتصال لـ"الوطن": "من خلال متابعتي بعد سبتمبر 2001، كانت ردود الفعل ضد المسلمين والعرب صعبة وعدائية، وهناك أصوات كثيرة استغلت تلك الأحداث للتحريض على الكراهية والعنف ضد الجاليات الإسلامية والعربية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية".
"المتطرفون والعنصريون قاموا بعدة ممارسات عنصرية ضدنا كعرب ومسلمين، في جميع المناطق لدرجة أن أجهزة الشرطة الأمريكية انتشرت في أماكن الجاليات المسلمة و العربية لا سيما التي يتواجد بها سيدات محجبات لحمايتهن من العنصريين، ونظمت أجهزة الأمن حملة لطرق أبواب منازل العرب وتسليمهم أرقاما للتواصل معهم حال حدوث أي اعتداءات، لكن حدث بالفعل اعتداءات من المتطرفين على العرب والمسلمين في الشوارع والمدارس ومحطات البنزين".
واختتم حيدر حديثه لـ"الوطن": "هناك تجاوزات عديدة أعادت الأذهان الأوضاع في الولايات المتحدة الأمريكية بعد 11 سبتمبر، لا سيما عقب خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد المهاجرين".