الباحث فى "جورج واشنطن": أحداث سبتمبر غيّرت القيم الأمريكية.. وأدت لغزو أفغانستان والعراق

كتب: محمد الليثى

الباحث فى "جورج واشنطن": أحداث سبتمبر غيّرت القيم الأمريكية.. وأدت لغزو أفغانستان والعراق

الباحث فى "جورج واشنطن": أحداث سبتمبر غيّرت القيم الأمريكية.. وأدت لغزو أفغانستان والعراق

قبيل ذكرى أحداث 11 سبتمبر الـ18 بأيام، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلغاء محادثات سلام مع حركة «طالبان» الأفغانية رداً على هجوم فى «كابول» أسفر عن مقتل 12، منهم جندى أمريكى، فى قرار وصفه البعض بـ«الناقص»، حيث يرى الدكتور عاطف عبدالجواد، الباحث فى العلوم السياسية فى جامعة «جورج واشنطن»، أن هناك بعض النواقص من حيث التوقيت والموقع الجغرافى أيضاً. و0أضاف «عبدالجواد»، فى حوار لـ«الوطن»، أنه بعد حوالى عقدين، فإن أحداث سبتمبر غيّرت العالم وأوجدت حروباً، فهى أدت إلى غزو أفغانستان والعراق، وأرست ما يسمى «الحرب ضد الإرهاب» فى أنحاء العالم.. وإلى نص الحوار:

عاطف عبدالجواد: تفاوض "ترامب" مع حركة "طالبان" تزامناً مع ذكرى 11 سبتمبر أثار أوجاع أسر الضحايا.. وتوقفه "مؤقت" 

قبل أيام ألغى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مفاوضات السلام مع «طالبان».. ما تعليقك؟

- أشاد الرئيس السابق باراك أوباما بقرار «ترامب» بالمفاوضات مع «طالبان» فى مسعى لتحقيق السلام فى أفغانستان بعد أكثر من 18 عاماً من الحرب، ولكنى أرى بعض النقائص فى هذا القرار من حيث التوقيت والموقع الجغرافى، فلقد جاء الاجتماع المقترح مع «طالبان»، تزامناً مع ذكرى 11 سبتمبر 2001، وفيها تُثار من جديد أوجاع أسر الضحايا الذين سقطوا فى هذا الهجوم.

 

هل تقصد أن «ترامب» أخطأ فى اختياره الأراضى الأمريكية مكاناً للمفاوضات؟

- بالطبع، أخطأ الرئيس ترامب فى اختيار الأراضى الأمريكية موقعاً لهذا الاجتماع، لكن مشكلة الرئيس ترامب هى اعتقاده أنه وحده «حلال المشاكل المستعصية» ويعطى «طالبان» بذلك شرعية سريعة لم يكونوا يحلمون بها، وفضلاً عن ذلك، عاد «ترامب» فألغى هذا الاجتماع فى اللحظات الأخيرة بسبب هجوم «طالبان» التفجيرى فى «كابول» والذى أودى بحياة 12 شخصاً، من بينهم جندى أمريكى، وهنا أصاب «ترامب» فى قراره إلغاء الاجتماع، لكن فيما يتعلق بالمحادثات الأمريكية مع «طالبان» فى «الدوحة» فإن تجميدها سيكون موقتاً، وأعتقد أنها سوف تستأنف فى وقت لاحق، لكنى أعتقد أيضاً أن «ترامب» متفائل بصورة مفرطة فى التزام «طالبان» بأى اتفاق؛ لأن «طالبان» تريد خروج القوات الأمريكية من أفغانستان بأى ثمن ثم ستنفرد بمحاربة الحكومة الأفغانية للهيمنة على الحكم من جديد.

الأحداث أرست استخدام مصطلح "الحرب ضد الإرهاب".. و"سى. آى. إيه"انتزعت اعترافات من المعتقلين تحت التعذيب

بعد 18 عاماً.. كيف أثرت أحداث 11 سبتمبر على العالم؟

- أحداث 11 سبتمبر غيّرت مسار العالم، وأدت إلى غزو أفغانستان والعراق والإطاحة بالحكم فيهما، وأرست ما يسمى «الحرب ضد الإرهاب» فى أنحاء العالم، كما أنها غيّرت القوانين والقيم الأمريكية التقليدية كما تمثل فى معتقل جوانتانامو وقيام المخابرات المركزية الأمريكية «سى. آى. إيه» باعتقال أشخاص فى أنحاء العالم وانتزاع اعترافات منهم فى دول أخرى تحت وطأة التعذيب.

وكيف برأيك استُخدم مصطلح «الحرب ضد الإرهاب»؟

- أصبح «الحرب ضد الإرهاب» معياراً للعلاقات بين الدول، كما استخدمت الحكومات هذا المعيار لتحديد علاقاتها بدول أخرى، وتحولت الحرب ضد الإرهاب إلى ذريعة لشن هجمات وحروب على الدول والمنظمات والمجتمعات.

وداخل الولايات المتحدة، أسهمت أحداث 11 سبتمبر فى زيادة شكوك الأمريكيين بكل من هو وما هو مسلم، كما حرمت هذه الأحداث مسلمى الولايات المتحدة الأمريكية من التقدم الذى كانوا حققوه فى المشاركة فى صنع القرار السياسى الأمريكى، قبل هذه الأحداث كان مسلمون قد تبوأوا مركز المستشار غير الرسمى فى البيت الأبيض، خصوصاً فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق «بيل كلينتون»، وأعطت الأحداث ذريعة لكارهى المسلمين والأقليات لبث مشاعر الإسلاموفوبيا والتى تجسدت بصورة محسوسة بظهور الرئيس ترامب على الساحة السياسية الأمريكية.

وماذا تتوقع بشأن مصير المحادثات مع حركة «طالبان»؟

- المحادثات مستمرة فى «الدوحة» حتى بعد إعلان «ترامب» وقفها، وأعتقد أن «طالبان» سوف تسعى إلى استرضاء الأمريكيين بصورة أو بأخرى لكى تستمر هذه المحادثات وحتى لو توقفت سيكون التوقف مؤقتاً إلى أن يتوصل الأمريكيون و«طالبان» إلى تفاهمات جديدة.

وما ثمار الاتفاق بين الولايات المتحدة و«طالبان» إذا تم الاتفاق عليه؟

- بالنسبة للولايات المتحدة، ستتمكن «واشنطن» من سحب قواتها من أفغانستان ولو تدريجياً وببطء أو حتى سحب معظم هذه القوات، فإطار الاتفاق حتى الآن يسمح لـ«واشنطن» بسحب 8500 جندى خلال 135 يوماً من خمس قواعد ويبقى 4500 جندى آخر يمكن سحبهم فيما بعد. وتتحقق بهذا مطالب الرئيس ترامب الداعية إلى سحب القوات وإنهاء الحرب فى أفغانستان والتى استمرت 18 عاماً، وبالنسبة لـ«طالبان» ستحقق الشرعية الدولية التى كانت محرومة منها، فضلاً عن فرصة المشاركة فى الحكم، وفق صيغة تكون مقبولة لجميع الأطراف.

يضمن الاتفاق أن أفغانستان لن تتحول مرة أخرى إلى أرض مضيافة لجماعات إرهابية مثل «القاعدة»، ولكن كل هذا حتى الآن هو بمثابة ثمار نظرية، أما سوف يحدث على الأرض فيتوقف على مدى التزام «طالبان» بتنفيذ واحترام الاتفاق وهو ما يشك فيه كثير من المحللين بل والمسئولين الأمريكيين، والدليل على ذلك هو أن «طالبان» قامت بعملية تفجير يوم الجمعة الماضى وأثناء استمرار المحادثات الأمريكية معهم فى «الدوحة» بل وقبل يومين اثنين من اجتماع كان مقرراً فى الولايات المتحدة مع الرئيس ترامب.

 


مواضيع متعلقة