"المسيّرة".. تهديد لأمن المطارات المدنية وإجراءات لحماية الملاحة الجوية من أخطارها

كتب: محمد البلاسى

"المسيّرة".. تهديد لأمن المطارات المدنية وإجراءات لحماية الملاحة الجوية من أخطارها

"المسيّرة".. تهديد لأمن المطارات المدنية وإجراءات لحماية الملاحة الجوية من أخطارها

يرى العديد من العاملين فى قطاع الطيران أن القلق من مخاطر الطائرات المسيّرة على حركة الطيران سيظل قائماً ما لم تُدمج هذه الطائرات الصغيرة ضمن نظام مراقبة حركة الملاحة، خصوصاً أن العديد من المطارات وهيئات الطيران المدنى والحكومات ليست جاهزة بعد للتعامل مع حوادث اقتراب الطائرات المسيَّرة من المطارات.

"الاتحادى الأمريكى": رصدنا 6117 "مسيرة" خلال 2017 و2018 فى وضع طيران غير آمن قرب الطائرات

وتتسبب الطائرات المسيَّرة فى عدد من الحوادث فى المطارات عرضاً أو عمداً، فقد ذكرت إدارة الطيران الاتحادية بالولايات المتحدة أنه خلال شهرَى فبراير 2017 وأبريل 2018، تم رصد 6117 طائرة مسيَّرة فى وضع طيران غير آمن قرب الطائرات، وهو ما يزيد بنحو 5 أضعاف على العدد المسجل عامَى 2014 و2015.

وفى يناير الماضى تم تعطيل الحركة فى مطار نيويورك لبعض الوقت عقب رصد طائرة مسيَّرة قرب المطار، وفى ديسمبر الماضى أدى تحليق طائرة مسيَّرة أخرى قرب مطار جيتويك قرب العاصمة البريطانية لندن إلى إغلاق المطار لمدة 36 ساعة خلال عطلة أعياد الميلاد، وتم إلغاء ألف رحلة، وتضرر من ذلك 120 ألف مسافر، ما تسبب فى خسائر قُدرت بنحو 20 مليون جنيه استرلينى، وبعدها بأسبوعين أدى رصد طائرة مسيَّرة إلى إيقاف حركة الرحلات لمدة ساعة فى مطار هيثرو البريطانى، وهو ثالث أكثر مطارات العالم من حيث حركة الطيران، وقد طلبت إدارة مطار جيتويك عقب الحادثين، من الجيش البريطانى نصب معدات للتشويش على حركة الطائرات المسيَّرة حول المطار، وهو الشىء نفسه الذى فعله مطار هيثرو.

وفى فبراير الماضى، تم وقف الحركة فى مطار دبى الدولى لمدة نصف ساعة بسبب رصد طائرة مسيَّرة قرب المطار المزدحم بحركة الطائرات، وكلف هذا الإيقاف نحو 30 مليون دولار، بمعدل خسارة مليون دولار كل دقيقة.

وفى اليمن، تزايدت الهجمات التى تقوم بها قوات الحوثيين بتنفيذ هجمات بطائرات مسيَّرة ضد أهداف سعودية، آخرها منذ أيام، حيث أعلنت قوات التحالف أنها اعترضت وأسقطت طائرات مسيَّرة بدون طيار، كان الحوثيون قد أعلنوا إطلاقها على مطارَى أبها وجازان، وقبل ذلك بأيام أصيب تسعة مدنيين بجروح فى هجوم بطائرة بدون طيّار شنّه الحوثيون على مطار أبها الدولى فى جنوب السعودية، بحسب ما أعلنه التحالف.

وفى أغسطس الماضى، ذكر تليفزيون المسيرة التابع للحوثيين أن الحركة شنت هجمات بطائرات مسيّرة على مطارَى أبها ونجران وقاعدة الملك خالد الجوية فى السعودية. وفى المقابل، تمكنت قوات الدفاع الجوى السعودى من اعتراض وإسقاط عدد من الطائرات المسيّرة، وخلال العام الماضى شنّت قوات الحوثيين هجمات استهدفت رادارات ومواقع عسكرية فى قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط فى عسير.

وفى محاولة لحماية المطارات من تهديدات الطائرات المسيّرة، أعلنت الحكومة البريطانية فى فبراير الماضى تشديد التشريعات المتعلقة باستخدام الطائرات المسيّرة قرب مطارات البلاد، إذ حظر تحليقها فى دائرة حول المطارات يبلغ قطرها خمسة كيلومترات، وذلك لضمان سلامة حركة الملاحة الجوية، كما تعمل الحكومة البريطانية على إصدار قانون يعطى جهاز الشرطة صلاحية إيقاف وملاحقة الأشخاص الذين يجعلون طائراتهم المسيّرة تحلق ضمن النطاق المحظور حول المطارات، كما أدخلت العديد من الشركات المشهورة فى مجال تصنيع الطائرات المسيّرة معطيات إلكترونية جديدة ضمن منظومة تشغيل هذه الآلات، بحيث تمنعها تلقائياً من الطيران فوق المناطق المحظورة بموجب التشريعات القائمة.

وتعمل حالياً وكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) على وضع نظام إدارة لحركة مرور الطائرات المسيّرة فى الاختبار النهائى، وتخطط «ناسا»، بالتعاون مع إدارة الطيران الاتحادية، لاستعراض قائمة كبيرة من التقنيات، بما فى ذلك قدرات الكشف والتفادى المدمجة بالطائرات المسيّرة، والاتصالات من مركبة إلى أخرى، وتجنب الاصطدام، بالإضافة إلى تقنيات الهبوط الآمنة التلقائية. وبسبب المخاطر المترتبة على استخدام أسلحة تقليدية مثل الصواريخ والليزر لإسقاط طائرة مسيّرة فى مناطق مدنية مكتظة، فقد تم إنتاج منظومات إلكترونية تتيح التشويش على منظومة قيادة الطائرة والتحكم بها وإنزالها على الأرض. وفى هذا الإطار أنتجت شركة «رايثون» الأمريكية المتخصصة فى تصنيع الأسلحة نظاماً تكنولوجياً للتحكم فى الطائرات المسيّرة بطريقة سريعة بعد رصدها بواسطة مستشعرات متقدمة.


مواضيع متعلقة