لأول مرة.. الكنيسة تبدأ تدريس "التراث المسيحي العربي" بمعهد الدراسات القبطية

كتب: مصطفى رحومة

لأول مرة.. الكنيسة تبدأ تدريس "التراث المسيحي العربي" بمعهد الدراسات القبطية

لأول مرة.. الكنيسة تبدأ تدريس "التراث المسيحي العربي" بمعهد الدراسات القبطية

أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، أنها ستفتتح قسماً جديداً فى معهد الدراسات القبطية لتدريس «التراث العربى المسيحى»، لأول مرة، بداية العام الدراسى الجديد 2019/2020، ما أثار جدلاً واسعاً بين الأقباط على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث انقسموا بين مؤيد ومعارض بحجة أنه «محاولة لطمس الهوية القبطية وتزييف التاريخ القبطى»، وهو ما نفته الكنيسة جملة وتفصيلاً.

تجميد قسم "اللاهوت" مؤقتاً للبحث عن خليفة للأنبا بيشوى

فى الوقت نفسه قرر المعهد تجميد قسم «علم اللاهوت» مؤقتاً، لحين اختيار البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، رئيساً جديداً له، خلفاً للأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ، الذى توفى العام الماضى.

وفتح المعهد هذا العام باب التقديم فى 10 أقسام، هى: «اللغة القبطية، والألحان والموسيقى القبطية، والعمارة، والآثار، والفن، والتاريخ، والدراسات الأفريقية، والاجتماع والتربية، والإعلام، والدراسات الشرقية والتراث العربى المسيحى». ويشترط المعهد، الذى يتولى البابا تواضروس رئاسته العليا، أن يكون المتقدم حاصلاً على مؤهل جامعى للالتحاق به، فيما يغلق باب تلقى الطلبات يوم 11 أكتوبر المقبل.

البابا يُعين عميداً جديداً للمعهد ويلتقى أساتذته

وأصدر البابا، مؤخراً، قراراً بتعيين عميد جديد للمعهد، هو الدكتور إسحق عجبان، خلفاً للدكتور سامى صبرى، قبل أن يلتقى أساتذة المعهد، داخل المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، الأسبوع الماضى.

واستعرض اللقاء، بحسب القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة، حصاد العام الدراسى المنتهى، والرؤية المستقبلية للنهوض بالدراسة داخل المعهد، فيما تحدث البابا عن الدور المهم الذى يلعبه المعهد لخدمة الكنيسة فى إعداد أساتذة ومتخصصين فى مجالات الدراسة المختلفة.

فى هذا السياق رفض عميد المعهد الجديد التعليق على حالة الجدل التى أثارها قرار تدريس «التراث المسيحى العربى»، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مؤكداً لـ«الوطن» أنه «لم يمر على تعيينه فى المنصب سوى أيام قليلة وأنه يتابع هيكلة المعهد، وسيعلن عن كل الأمور فى وقتها، ولا يريد التعليق على أى أمر حالياً».

وقال الدكتور سامى صبرى، عميد المعهد السابق، لـ«الوطن»، إن التراث المسيحى العربى الذى سيدرس فى المعهد خلال العام الجديد عبارة عن التراث المسيحى لآباء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثال استعراض ما ترجم إلى العربية من كتابات الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، فهذا ما يطلق عليه التراث العربى المسيحى، أى التراث المسيحى المكتوب باللغة العربية أو المترجم إلى اللغة العربية.

وأضاف أن هناك تراثاً كبيراً موجوداً باللغة العربية الجميلة، ليس موجوداً باللغة اليونانية لأسباب متعددة منها اندثارها وضياعها وحرقها وسرقتها، عكس ما هو مكتوب باللغة العربية، فهو ما زال موجوداً بمخطوطاته حتى الآن، فلا يمكن إهمال هذا التراث ويجب إظهاره، وما نقدمه فى المعهد هو عرض آراء آباء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذين كانوا يعيشون فى القرون التى دخلت فيها اللغة العربية مصر، وأصبحوا يكتبونها أو ترجمت أعمالهم فى القرون الأولى قبل دخول العرب مصر إلى اللغة العربية.

وأكد أن «الناس فاهمة غلط، والناس ثائرة بشىء من الجهل، والقسم ليس له علاقة بطمس التراث القبطى لكن هو محاولة لإظهار الكتابات المسيحية التى تمت باللغة العربية»، موضحاً أن جمعية «أصدقاء التراث العربى المسيحى» نظمت أكثر من 20 مؤتمراً، أحدها فى المعهد بالعباسية، وافتتحه البابا تواضروس، والثانى فى الكنيسة البطرسية، وحضره البابا أيضاً وألقى كلمة.

وانتقد محاولات إثارة الجدل حول القسم الجديد، مشيراً إلى أن من يثيرون ذلك يبحثون عن الظهور، وزعم أننا نطمس هويتنا القبطية، وهذا غير صحيح.

وأكد عميد المعهد السابق أنه رغم تركه عمادة المعهد فإنه لا يوجد تغيير فى خطة المعهد بالنسبة لقسم «التراث العربى المسيحى»، والمعهد قبل الشروع فى إنشاء هذا القسم، أخذ إذناً من البابا تواضروس شخصياً، بصفته الرئيس الأعلى، مشيراً إلى أن مؤسسى المعهد منذ 65 عاماً أنشأوا قسماً يسمى «الدراسات المسيحية الشرقية»، وهو ذات الأمر مع تغير المسمى.

ونفى ما تردد حول إلغاء قسم «اللاهوت»، مؤكداً أن هذا غير صحيح، لكن فى حقيقة الأمر المعهد بصدد اختيار رئيس جديد للقسم، وقال «نحن ننتظر تعيين رئيس قسم جديد خلفاً للأنبا بيشوى، والقسم بلا قيادة، وفور تعيين رئيس القسم ستعود الدراسة له وسيتم فتح باب القبول له من جديد فى الفصل الدراسى الثانى لأننا نعمل بالساعات المعتمدة».

وأكد عميد المعهد السابق عدم صحة ما أشيع حول أن المعهد يشهد خلافات بسبب رفض أساتذة به تعيين الأنبا دانيال، أسقف المعادى سكرتير المجمع المقدس، رئيساً لقسم اللاهوت، مضيفاً «لم يتم ترشيح الأنبا دانيال ولم يتردد هذا الكلام». وأشار إلى أن الأنبا دانيال يتردد على المعهد لمناقشة بعض الأمور بحكم أنه سكرتير المجمع المقدس، وليس له علاقة بقسم اللاهوت إطلاقاً.

وتشمل شروط الالتحاق بالمعهد، الذى يقع مقره الرئيسى فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية: اجتياز اختبارات القبول التحريرية والشفهية والمقابلة الشخصية، والحصول على مؤهل جامعى، وأن يكون الطالب غير ملتحق بأى كلية أو معهد آخر أو بالكلية الإكليريكية خلال فترة الدراسة، والحصول على خطاب تزكية من أب الاعتراف، وبالنسبة للكهنة، مطلوب تزكية الأسقف التابع له الكاهن.

ويسير نظام الدراسة بالمعهد الذى تأسس فى 1954، فى 4 فصول دراسية وعلى الطالب استكمال عدد 48 ساعة معتمدة على الأقل للحصول على درجة دبلوم الدراسات العليا، ويلتزم الطالب بحضور 75% على الأقل من محاضرات كل مقرر دراسى، وإذا لم يستوفِ هذه النسبة لن يسمح له بدخول الامتحان وذلك باستثناء الأقسام التى تقبل الدراسة بنظام الانتساب وهى: «التاريخ، الاجتماع والتربية، الدراسات الأفريقية، الدراسات الإعلامية»، وتبلغ عدد المواد الدراسية فى الفصل الدراسى الواحد ما بين 6 و9 مواد، ولا يوجد إعفاءات فى أى من المقررات الدراسية نهائياً، وللطالب الحق فى إيقاف قيده بالمعهد لمدة عام دراسى واحد لعذر تقبله إدارة المعهد


مواضيع متعلقة