تراجع الرهان الغربى على "تنظيم البنا".. و"ترامب" ينقلب على نظريات "أوباما" لتمكين الجماعة

كتب: محمد حسن عامر

تراجع الرهان الغربى على "تنظيم البنا".. و"ترامب" ينقلب على نظريات "أوباما" لتمكين الجماعة

تراجع الرهان الغربى على "تنظيم البنا".. و"ترامب" ينقلب على نظريات "أوباما" لتمكين الجماعة

جاءت المرحلة التى أعقبت ما سمى بـ«الربيع العربى» عام 2011 لتكشف رهان كثير من القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، على مسألة وجود الإخوان على رأس السلطة فى الدول العربية. وبحسب متخصصين ومتابعين لشئون الحركات الإسلامية والسياسات الأوروبية، فقد تغيرت هذه النظرة وذلك الرهان، خصوصاً مع فشل جماعة الإخوان.

«كان لدى الإخوان مشروع قبل 30 يونيو لتقسيم المنطقة إلى دويلات، لكنهم فشلوا».. هكذا تحدث أحمد عطا، الباحث فى منتدى الشرق الأوسط بلندن، عن مخططات الإخوان فى إطار العلاقة مع القوى الغربية، وقال، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إن «الإخوان استندوا فى هذا المشروع على تمدد تاريخى لتنظيم الإخوان فى منطقة الشرق الأوسط، وأبرز هذا التمدد التاريخى حركة النهضة فى تونس وإخوان المغرب بقيادة عبدالإله بنكيران، ثم وجود الإخوان فى ليبيا، وهذا مشروع خطط له التنظيم الدولى للسيطرة على الممرات البحرية فى البحر المتوسط، ثم مركزية الإخوان فى القاهرة بوجود مكتب الإرشاد منذ تأسيس الجماعة حتى خروج المشروع من المنطقة وانتقال المركزية من القاهرة إلى إسطنبول بعد ثورة 30 يونيو».

"عطا": الرئيس الأمريكى لا يريد عقد أى اتفاق مع الجماعة لفشلها

واستدعى الباحث فى شئون الحركات الإسلامية طبيعة العلاقة المنهجية التاريخية بين الإخوان والدول الغربية، وقال إن القوى الغربية استخدمت الإخوان، خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا، أكثرهما التصاقاً بفكر التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، فى إطار استثمار هذه العلاقة على فترات تاريخية مختلفة، وأوضح بحسب ما يتوافر لديه من معلومات، أن «بريطانيا استفادت من وجود مكتب التنظيم الدولى فى لندن أثناء الهجوم الشامل على العراق عام 2003 والإطاحة بنظام صدام حسين، حيث كان إبراهيم منير، أمين عام التنظيم الدولى للإخوان حالياً ونائب المرشد العام للجماعة، ينقل لهم المعلومات اعتماداً على إخوان العراق، وكان الهدف إضعاف العراق ونهب ثرواته بشكل ممنهج برعاية وعلاقة غير معلنة بين إبراهيم منير وتونى بلير، رئيس الوزراء البريطانى وقت الغزو»، وانتقل «عطا» إلى مرحلة ما بعد 2011، وقال إن المنهجية الثانية كانت فى «الربيع العربى» الذى فرضته الولايات المتحدة فى وجود إدارة الديمقراطيين، وعلى رأسها باراك أوباما، وأنفقت الإدارة الأمريكية 8 مليارات دولار فى محاولة لتغيير معالم الشرق الأوسط وفق رؤى أمريكية أو ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد، من خلال الإخوان»، وتابع: «الإخوان كانوا أداة تنفيذ لطمس معالم الشرق الأوسط تحت مظلة الشعارات الناعمة المقبلة من البيت الأبيض، وهذه هى المحطة التاريخية التى حاولت الإدارة الأمريكية الاستفادة منها من الإخوان مع وصولهم للحكم، وكان أقل من عام فى مصر وخرجت مركزيتهم من الشرق الأوسط إلى إسطنبول».

أما عن واقع التنظيم الدولى للإخوان، خصوصاً طموحات السلطة، فيرى الباحث فى منتدى الشرق الأوسط بـ«لندن»، أن التنظيم فشل فى مسارين، الأول: فشل فى استعادة وجوده فى الشرق الأوسط منذ 30 يونيو فى تونس والجزائر ومصر، أى الشمال الأفريقى، وهذا هو الهدف الأول.

وعن المسار الثانى قال «عطا»: «هو عدم رغبة الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب فى أن تعقد أى اتفاقيات مع تنظيم الإخوان»، مبرراً ذلك بأن الإدارة الأمريكية الحالية تعلم أن التنظيم نفسه فقد سيطرته على الشارع العربى، فأصبحت الجماعة ورقة محروقة بالنسبة للإدارة الأمريكية، ولن يكون للإخوان أى تأثيرات بهذه المرحلة أو المرحلة المقبلة.

وأوضح إن إدارة «ترامب» كذلك جاءت بهدف واحد هو تخفيض سقف الدين الخارجى، وتعويض التشوهات التى تركها حكم الديمقراطيين عندما قرر استخدام عصا الربيع العربى فى رسم شرق أوسط جديد وقد فشل فيه بامتياز، بحسب ما أكد كذلك تقرير الأمن القومى الأمريكى أن حجم إنفاق الولايات المتحدة على التيار الراديكالى فى الشرق الأوسط بلغ أكثر من 35 مليار دولار، وعلى الرغم من هذا فشلت الإدارة الأمريكية برئاسة أوباما وانهار تنظيم الإخوان وانتقل إلى تركيا، حتى الآن التنظيم يراهن فقط على عامل الوقت من أجل العودة».

"أكلميندوس": الأوروبيون أدركوا أن "الإسلاميين" يتلاعبون بالديمقراطية حسب مصلحتهم

من جهته، قال مدير وحدة الدراسات الأوروبية بالمركز المصرى للفكر والدراسات، الدكتور توفيق أكلميندوس، إن الدول الأوروبية كانت لها وجهة نظر أن الشعوب العربية كانت تريد الإخوان وأن الإخوان من بين الفصائل الإسلاموية المختلفة هم أكثر فصيل يفهم السياسة، وعنده استعداد لاحترام الصلح مع إسرائيل، والإخوان يمكنهم القيام بهذه المهمة، وأضاف أستاذ العلاقات الدولية بـ«الجامعة الفرنسية»، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»: «الأوروبيون كانوا يعتقدون كذلك أن (غلطة 11 سبتمبر) هى نتاج لفشل الأنظمة العربية التى خلقت التطرف بحسب رأيهم، وأن الطريقة الوحيدة هى خلق أنظمة إسلامية معتدلة، ومعتدلة بالنسبة لهم تعنى عدم تطبيق الشريعة واحترام إسرائيل»، ولفت «أكلميندوس» إلى أن «الإخوان حاولوا تسويق ذلك، لكن ظهر أنهم غير ديمقراطيين، ومع الوقت كشف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وجهه الحقيقى للغرب، فاكتشف الغرب أن هذا الفصيل يتلاعب بالديمقراطية حسب مصلحته، هذه كانت الحسبة الأوروبية».


مواضيع متعلقة