هيثم شاكر: ورشة صناعة الأغانى سبب نجاح "معرفة قديمة"

08:58 م | الخميس 05 سبتمبر 2019

حالة من النشاط الفنى يعيشها الفنان هيثم شاكر فى الفترة الأخيرة بعدما طرح ألبومه الغنائى الجديد «معرفة قديمة»، الذى يتضمن 13 أغنية تعاون فيها مع أهم شعراء وملحنى مصر، وذلك بعد فترة غياب دامت 5 سنوات انشغل فيها بمرضه الخطير الذى تعرض له.

وخلال ندوته فى «الوطن» تطرق «شاكر» إلى تفاصيل ألبومه الجديد، وكشف كواليس أزمته المرضية العنيفة التى تعرض لها، وأغرب مكالمة تلقاها بعد الشفاء، وكذلك موقفه من العودة للتمثيل مُجدداً بعد ظهوره منذ عامين مع الفنانة غادة عبدالرازق فى مسلسل «أرض جو».

متى بدأت التحضير للألبوم؟ وكيف كانت التجهيزات؟ وما المدة التى استغرقتها؟

- بدأت التجهيز لألبوم «معرفة قديمة» مع بداية عام 2014، أى بعد أشهر قليلة من طرح ألبوم «أحلى قرار»، فأنا لدىّ مدرسة خاصة فى طريقة اقتناء الأغانى، حيث أختار الأغنية التى تلامس مشاعرى وإحساسى، كما أننى أهتم بالأغانى التى بها مساحة كبيرة من الشجن، وخلال تلك الفترة الطويلة التى ظلت لمدة 5 سنوات، نفذت أكثر من 30 أغنية إلى أن اخترت 13 أغنية فى النهاية، فهناك أغنيات كنت معجباً بها للغاية فى بداية العمل عليها ولكن بعد تنفيذها لم تخرج بالشكل المطلوب، وأعمال أخرى كنت قد استقررت عليها فى السنوات الأولى من العمل على الألبوم، ولكن حُرقت أفكارها من قِبل بعض الزملاء، وهناك أغنيات بعدما نُفذّت وتُركت لمدة من الوقت أصبح «الاستايل» الموسيقى الخاص بها قديماً ولا ينبغى أن أطرحه للجمهور، فربما لا تصدق أن من بين أغنيات الألبوم هناك عدة أغنيات قمت بتغيير موسيقاها وتوزيعها أكثر من مرة حتى تخرج فى الصورة التى استمع لها الجمهور.

ألم تخش من أن ينساك الجمهور مع طيلة فترة غيابك عنهم؟

- بالتأكيد كنت أخشى ذلك، ولكن الحمد لله أنا مسنود على مجموعة من الأعمال الجيدة التى تركت أثراً فى وجدان المستمع المصرى والعربى، وأعتقد أن ألبوماتى الثلاثة الماضية بالإضافة إلى الأغانى «السنجل» التى طرحتها فى بداية مشوارى الفنى حمتنى من الغياب طيلة السنوات الماضية.

ما طريقتك فى انتقاء أغنياتك؟

- ليست هناك ثوابت أختار عليها أغانى الألبوم، فهناك أكثر من طريقة، فمثلاً، نعمل أحياناً على التوزيع ثم التلحين ومن ثم نضع كلمات الأغنية، وهناك أيضاً لحن ثم نكتب عليه الكلمات ومن ثم يتم توزيعه موسيقياً، ولكن الأفضل هو الورشة التى أصبحت قليلة للغاية الآن، وهى أننى أجلس مع الشاعر والملحن ونبدأ فى العمل على الأغنية ثم نعمل على توزيعها موسيقياً، وأى فنان يتمنى دائماً أن يعمل بالطريقة الأخيرة، وللأمانة هى السبب الرئيسى وراء نجاح الألبوم، فهناك أكثر من أغنية عملت عليها بهذه الطريقة، ومنها «لحقتينى» و«مفيش بعد بينسى» و«مش مهم أنا».

يتضمن ألبومك أهم الشعراء والملحنين فى مصر.. فهل تم ذلك بمحض الصدفة؟

- لم أسعَ خلال العمل على الألبوم أن أجمع أهم شعراء وملحنى مصر، فأنا أعمل على تقديم عمل جيد ومحترم يليق بذوق جمهورى، وتجميع كل هذه الأسماء فى الألبوم جاء صدفة، لأن الأسماء الكبرى ليس بالضرورة أن تقدم لك أعمالاً جيدة، ولكن الفكرة تتلخص فى أن هؤلاء لديهم أفكار وأشكال غنائية أريدها، ولا بد أن أوجه شكراً خاصاً للموزعين أحمد إبراهيم وشريف مكاوى على كل ما قدماه من تعب ومجهود حتى يخرج التوزيع الموسيقى فى الألبوم على أحسن وجه، فمن خلالكم أود أن أقول شكراً لكل شاعر وملحن وموزع قدّم لى عملاً فى الألبوم.

لماذا قررت أن تنتج ألبومك بنفسك؟

- علينا أن نعترف بأن المنتج يفكر دائماً بـ«جيبه» وليس بعقله، أى إنه يحاول بقدر المستطاع التقليل من حجم المبالغ التى سيصرفها على العمل الفنى الذى يعلم جيداً أنه لن يجنى ما سوف ينفقه، ولذلك أحببت أن أنتج لنفسى، وأشكر شركة «قنوات» التى اشتركت معى فى الإنتاج بالنصف، ورغم أن الألبوم أرهقنى مالياً بشكلٍ كبير بسبب التعاون مع كبار الشعراء والملحنين، فضلاً عن الرغبة فى خروج الأغانى فى أفضل صورة، إلا أن المبالغ والتعب يُنسى مع فرحة النجاح وتصدر ألبومك قوائم «يوتيوب» و«أيتونز» وموقع «تويتر»، فليس هناك أجمل من أن تتعب وتجد مجهودك قد قدره الناس.

أيهما أفضل للمطرب التعامل مع شركة إنتاج أم ينتج لنفسه؟

- لا توجد ثوابت فى الفن، كل طريقة لها مميزاتها وعيوبها، وفن اختيار الأغنية الجيدة ليس لدى المطربين كافة، فهناك مطربون ذوو أصوات رائعة ولكن لا يمتلكون موهبة اختيار الأغنية الجيدة، فأنا أنتجت لنفسى لأننى لدىّ موهبة اختيار الأغنية الجيدة، كما أن من حولى لا يخدعوننى، فضلاً عن أن مميزات الإنتاج الشخصى هى أنك قادر على أن تعمل بحرية دون سقف مالى محدد، ولديك الحرية فى اختيار ورفض الأغنيات، عكس لو كنت تتعامل مع شركة معينة فهناك مبلغ مالى محدد لا تستطيع أن تتخطاه، ولكن أيضاً التعامل مع شركات إنتاج يوفر عليك الدخول فى صراعات التسويق والتوزيع، التى لا يلم الفنانون بتفاصيلها.

أحمد إبراهيم من أهم 10 موزعين عرب

لماذا اعتمدت بشكل كبير على أحمد إبراهيم فى توزيع أغلبية أغنيات الألبوم؟

- أحمد من أهم 10 موزعين موسيقيين فى العالم العربى، ومعظم أعمالى الناجحة كانت من توزيعه، بالإضافة إلى أن هناك صداقة تجمعنا منذ عشرات السنوات، هو من أكثر الناس الذين يفهمون طبيعة وأبعاد صوتى، ودائماً ما يقدم أغنيات الإحساس بصورة رائعة، بالإضافة إلى أنه صديق شخصى، ولا بد أيضاً أن أشكر شريف مكاوى على الأغنيات الأربع التى قام بتوزيعها فى الألبوم، فهو صديق لى من قبل احتراف الغناء ربما منذ 20 عاماً.

هل كنت تراهن على نجاح أغنية «كنت مداوينى» التى تصدرت قوائم التريند بموقع «يوتيوب»؟

- وقعت فى حب فكرة وحالة الأغنية، ولكن ليس أكثر من باقى أغنيات الألبوم، وكل فنان منّا حينما يعمل على أغنية ما، يظل يتخيل الشكل الذى يتمناه لها، ونادراً ما يخرج الشكل النهائى كما يتوقعه، ولكن مع أغنية «كنت مداوينى» ما أردته تحقق بالفعل، حتى صوت الكمانجات الذى تخيلته وجدته فى الشكل النهائى.

ما مصير أغنية «تيجى منك» التى كنت قد أعلنت عن طرحها ضمن أغنيات الألبوم ثم طرحت بشكل غير رسمى على «يوتيوب» و«ساوند كلاوند»؟

- الأغنية كان يُفترض أن تُطرح ضمن الألبوم، وأن تكون الأغنية رقم 14، ولكن الشركة المنتجة معى «قنوات» كانت لها رؤية خاصة بها، وهى أن يتم طرحها بعد أشهر من طرح الألبوم فى الأسواق، ولكن تفاجأت مثلك ومثل الجماهير بطرح الأغنية بشكل غير رسمى، ولا أعرف حتى الآن كيف تم تسريب الأغنية، ولكن أود طمأنة جمهورى بأن الأغنية سيتم طرحها رسمياً خلال أشهر قليلة.

هل هناك رسالة كنت تريد توجيهها لشخص فى أغنية «ماتغيبوش»؟

- لا يوجد أى أغنية فى الألبوم بها رسالة لشخص ما، كل تلك الأغنيات ما هى إلا أفكار أعجبت بها وأحببتها وقررت تقديمها فى الألبوم، حتى أغنية الألبوم «معرفة قديمة» ما هى إلا اسم تجارى أحببته.

البعض يتجه إلى سياسة السنجل.. لماذا فضلت أن تعود لجمهورك بألبوم غنائى كامل؟

- أنا أحب فكرة السنجل، وسأقدمها خلال الفترات المقبلة، ولكن السنجل يلجأ إليها الفنان بعد أن يكون قد طرح ألبومه الغنائى وقد مر عليه فترة من الزمن وبدأت أسهمه تتخافت فيقوم بتنشيط ذاكرة الجمهور بطرح أغنية سنجل، أما أنا فمختفٍ عن جمهورى منذ ما يقرب من 5 سنوات، فلا يمكن أن أعود لهم بأغنية سنجل، فجمهورى لن يشبع من صوتى.

هل ترى أن «يوتيوب» هو مرجع هام لقياس النجاح والفشل؟

- أرقام «يوتيوب» ليست مقياساً للنجاح أو الفشل، لأن هناك الملايين من المشاهدين يشاهدون الأعمال من باب العلم بالشىء، بالإضافة إلى أن هناك من يقوم بشراء مشاهدات لكى يعتلى صدارة المشاهدة.

ألم تسعد حينما تصدرت موقع «يوتيوب» مصر؟

- أنا تصدرت تريند «يوتيوب» وليس أرقام القياس، والتريند هنا معناه أن هناك الآلاف من مستخدمى الموقع يبحثون عن اسمك وعن أغنياتك، وهو أمر يسعدنى كثيراً.

ما مقياس النجاح لدى هيثم شاكر؟

- النجاح بالنسبة لى هو أننى أصعد على المسرح لكى أغنى أغنية ما، فأجد الموجودين كافة متفاعلين معى ويرددون كلمات الأغنية، وليس أن الأغنية يتم تشغيلها فى أماكن السهر والأفراح فقط فهو نجاح ولكن لا يضاهى نجاح تفاعل الجمهور معك.

أعلنت عن مرضى للرد على كل من اتهمنى بالباطل

لماذا أخفيت تفاصيل مرضك عن جمهورك طيلة السنوات الخمس الماضية؟ وكيف تعاملت مع استهجان وسخرية الناس من غيابك؟

- لا بد أن نعترف بأن مواقع التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» و«تويتر» و«انستجرام» لها سلبيات مثلما كان لها إيجابيات، فرغم أنها جعلت الناس متفاعلين مع بعضهم البعض إلا أنها جعلتهم أيضاً لا يميزون بين التعبير عن آرائهم والتجريح والسخرية، فأنا لو كنت قد أعلنت عن مرضى خلال السنوات الماضية كان سيخرج البعض يتجاوز فى حقى ويجرحنى بكلمات قاسية أنا فى غنى عنها، فلا أنسى تعليقات البعض القبيحة على غيابى وضعف جسمى مثل «ده مدمن مخدرات.. مش فارقة معاه»، فأنا لا أريد أن أكسب استعطاف الناس بالإعلان عن مرضى، وظللت أتعالج طيلة السنوات الخمس الماضية من ورم فى القولون والأمعاء إلى أن الحمد لله شفيت منه بنسبة كبيرة، والآن أتعالج من بعض مضاعفاته، ربما أصبحت محروماً من الأكل بشكل كبير، وأتناول فقط ما يجعلنى أكون على قيد الحياة، لذلك وبعد أن تأكدت من نجاح ألبومى قررت أن أعلن للجميع بشكل عام تفاصيل المرض الذى لازمنى طيلة السنوات الماضية لكى يعلموا أن كلماتهم كانت قد تكون سبباً فى زيادة الألم علىّ، وأرد على كل من اتهمنى بالباطل.

فوجئت بمكالمة نصر محروس وتناسينا خلافات الماضى

ما أغرب مكالمة تلقيتها بعد الإعلان عن تفاصيل مرضك؟

- جميع أصدقائى من الوسط الفنى هاتفونى من أجل الاطمئنان على صحتى، ولكن أغرب وأكثر مكالمة سعدت بها كانت من المنتج نصر محروس، الذى بارك لى على نجاح الألبوم واطمأن فيها على صحتى، وتكمن غرابتها فى أنها تعد أول حديث بينى وبينه منذ أن انتهت مشكلتنا الإنتاجية، فأنا شخص لا أحب أن أتذكر الماضى ولا أظل على مواقفى القديمة، فنحن اختلفنا فى وجهات النظر فى فترة ما، ولكن الأيام مرت وانتهت الأزمة.

زملائى فى "فرى ميوزيك" لم يتصلوا بى للاطمئنان على صحتى

هل الفنانون فى شركة نصر محروس «فرى ميوزيك» الذين زاملتهم اطمأنوا على صحتك؟

- ضاحكاً: أنا فاهم مغزى السؤال.. لا لم يهاتفنى أى شخص منهم، وللأمانة من يعلم قصة مرضى من البداية عددهم على أصابع اليد الواحدة.

ما رأيك فى المبادرات التى انطلقت مؤخراً لدعم الأصوات الشابة؟

- مبادرات رائعة وأتمنى من الجميع أن يسعى لها، ومن منبركم، أحب أن أشكر المستشار تركى آل الشيخ على مبادرته الأخيرة فى اكتشاف الأصوات الصاعدة وأنا دعمتها وأعلنت عن سعادتى بها.

هل يمكن أن نرى هيثم شاكر راعياً لعدد من الأصوات الشابة مثلما حدث معك عام 2001؟

- هذا مشروع من مشروعاتى المؤجلة، ودائماً ما يستهوينى أن أنفذه، وسأحققه فى يوم من الأيام، ربما لم يأت الموعد ولكن إن أطال الله فى عمرى سأنفذه، حتى الآن أنا لا أنسى فضل المنتج فايز عزيز علىّ فسأظل مديوناً له بأى نجاح فى حياتى، فهو أول من آمن بموهبتى وقرر مساندتى وأنتج لى أول أغنية وأول ألبوم، ولذلك لا بد أن أرد الجميل لعدد من الشباب الذين كانوا مثلى فى يوم ما، ولكنى الآن علىّ أن أستكمل مشوارى كمطرب وأحقق مشاريعى الفنية والغنائية التى ابتعدت عنها كثيراً خلال السنوات الماضية.

كيف ستتغلب على فترة غيابك؟

- بدأت حالياً فى التجهيز لأغنيات ألبومى الجديد، الذى أعد جمهورى بأنه لن يتأخر طرحه مثلما حدث مع ألبوم «معرفة قديمة»، بالإضافة إلى أن هناك أغنية «سنجل» ستُطرح بعد عدة أشهر، بالإضافة إلى أننى انتهيت من تصوير أغنيتين بطريقة الفيديو كليب، وهما «لحقتينى» و«يا حبيبة» فى دولة اليونان مع المخرج اليونانى «يانيس ديموليتساس».

أنغام من أقرب الأصوات إلى قلبى

رغم العلاقة القوية التى تجمعك بالفنانة أنغام.. لماذا لم تتحول الصداقة إلى عمل فنى يجمعكما؟

- أنغام من أحب وأقرب الأصوات لقلبى، وزوجها أحمد إبراهيم صديقى وأخى، ولكن لا بد من وجود النص واللحن الذى يتماشى مع أصواتنا وتتوافر فيه عوامل النجاح، فهناك عشرات الأغنيات التى جمعت مطربين لم تحقق أى نجاح يذكر.

ما الصوت الرجالى الذى تحب سماعه؟

- حسين الجسمى.

ما أحلى أغنية استمعت لها مؤخراً من الألبومات التى طرحت بالتزامن مع ألبومك؟

- أغنية فى ألبوم فريق «واما» من ألحان رامى جمال.

لو عرضت عليك أغنية عمرو دياب «يوم تلات».. هل ستوافق على غنائها؟

- لا أعرف، كل ألبوم وله ظروفه الخاصة، ربما كنت أوافق على غنائها، ولكن علينا الاعتراف أن عمرو دياب فى منطقة خاصة به.

أقرأ عدداً من السيناريوهات

بعد النجاح الذى حققته مع الفنانة غادة عبدالرازق فى مسلسل «أرض جو».. لماذا اختفيت عن عالم التمثيل؟

- اختفيت لأننى كنت فى حاجة ضرورية للانتهاء من ألبومى، فالتمثيل يسرق من صاحبه الوقت، فأنا كنت أظل أصور أحياناً لمدة 18 ساعة متتالية، ولو كنت استمررت فى المجال ما كان ألبومى قد طُرح فى الأسواق، كما أنه من خلال تجربتى الأولى كنت أود التعرف فيها على إمكانياتى التمثيلية ورد فعل الجمهور معى، والحمد لله الآن وبعد أن انتهيت من ألبومى، سأبدأ فى مراجعة الأعمال التى عُرضت علىّ خلال الفترة الماضية وأختار من بينها.