عبد العزيز بشر يكتب: "جراحات التجميل" وموقع مصر على خريطة السياحة العلاجية

عبد العزيز بشر يكتب: "جراحات التجميل" وموقع مصر على خريطة السياحة العلاجية
- جراحات التجميل
- السياحة المصرية
- السياحة العلاجية
- عبدالعزيز بشر
- جراحات التجميل
- السياحة المصرية
- السياحة العلاجية
- عبدالعزيز بشر
لا أظنه مجرد تحيز للوطن إذا قلت إن مصر تستطيع وبكل سهولة الوصول إلى مواقع متميزة في خريطة السياحة العلاجية في الشرق الأوسط بل والعالم أجمع، فكل الأرقام والمعطيات تؤكد هذه الحقيقة ولا شك خاصة مع نمو السياحة بشكل عام وازدهارها ومع التزايد المستمر في أعداد السائحين العام تلو الآخر وظهور مفاهيم أخرى للسياحة البيئية وسياحة الترفيه وسياحة الأفراد وغيرها.
بالطبع فإن مفهوم السياحة العلاجية قد تطور بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وأصبح صناعة احترافية لا تقل أهمية عن أي صناعة وطنية تستطيع المشاركة بنصيب وافر في الدخل القومي، بل وأصبحت هناك شركات عالمية نشاطها الأكبر يختص بهذا المجال فبعد أن كان مفهوم السياحة العلاجية قاصرا على الاستشفاء والعلاج النفسي باستغلال الطبيعة ومواردها سواء تلك المتعلقة بالشواطيء أو الواحات والرمال والعيون الكبريتية وغيرها أصبح المفهوم اليوم أكثر شمولا وأعظم نفعا فقد دخل الشق العلاجي بشكل كبير ضمن قائمة الخدمات المقدمة في السياحة العلاجية فأصبحنا نرى مراكز تميز طبية تعالج أمراضا بعينها أو تقوم بجراحات خاصة، وأصبح العالم يتنافس في هذه الصناعة والتروبج لها وإن كان البعض يطلق على هذا النوع اسم السياحة الطبية لكنه لا يضع تعريفا وحدا فاصلا بين كلا المصطلحين وعليه فمفهوم السياحة العلاجية في رأيي أشمل وأعم.
تجدر الإشارة هنا إلى أهم أسباب اللجوء إلى السياحة العلاجية، فنجد أن المريض يلجأ للسفر من بلده إلى بلد آخر إما بحثا عن علاج طبي كبديل طبيعي غير متوافر في موطنه الأصلي أو لأن نفقات العلاج في بلده باهظة التكاليف، فمن هنا يبحث عن بلد تقدم له نفس الخدمة بتكلفة أقل وكذلك قد يرغب البعض في مزج العلاج بقضاء فترات الإجازات للاسترخاء والاستجمام سواء له أو لأسرته، وربما تكون قوائم الانتظار الطويلة في بلده الأم سببا آخر للسفر بحثا عن العلاج بشكل عاجل وأحيانا يكون الغرض من السفر البحث عن طبيعة خلابة تحرر الشخص من ضغوطه النفسية.
وأخيرا وليس آخرا البحث عن ذوي الخبرة في العالم الذي أصبح مع انتشار مفهوم العولمة في منتصف ونهايات القرن الماضي قرية صغيرة يتبادل فيها الجميع الخبرات والمعلومات فنجد سكان البلاد النامية والمتأخرة نسبيا، يسافرون بحثا عن العلاج في الدول المتقدمة والتي تمتاز بأصحاب الخبرات العالية.
وبالنظر لهذه الأسباب فإن مصر كانت ولا تزال تربة خصبة تستطيع المنافسة بل والتفوق في هذا المجال إذا ما وضعنا في الاعتبار ما لديها من طبيعة خلابة وشواطيء عالمية المستوى، ومناخ لا يضاهى في كل فصول السنة بالإضافة إلى الكوادر المدربة والخبرة العالية وكذلك المراكز الطبية عالية المستوى سواء الحكومية منها والخاصة أيضا هذا بالإضافة إلى التكلفة المنخفضة نسبيا باعتبار فرق العملة الذي تغير بصورة كبيرة بعد التعويم فأصبحت كفة التكلفة في صالح مصر بلا شك.
لا أستطيع في ختام حديثي أن أتجاهل تخصصي الدقيق كجراح تجميل أستطيع أن أقول بكل فخر أننا ننافس وبقوة الدول المتقدمة في مجال جراحات التجميل، سواء على مستوى الخبرة أو التدريب أو الممارسة والنتائج وبأسعار تنافسية بشكل حقيقي، وعليه فإننا لا ينقصنا سوى تكاتف الجهود لتحقيق الإرادة الفعلية للنهوض بتلك الصناعة والوصول إلى العالمية وهو ما نسعى إليه فعليا وما سنحققه في القريب بإذن الله.