بريد الوطن| وما زال القلب ينبض

بريد الوطن| وما زال القلب ينبض
سامحينى أيتها الأقدار، لم أكن أعلم أننى سأتركها هكذا، كنت فى بداية الشباب، كان الصبا ما زال يلاحقنى حين فقدتها، لم أعرف أننى سأعيش على ذكراها كل هذه السنين، عشرون عاماً مضت وما زلت أذكرها، أتخيل ضحكاتها هدوءها وجنونها، ولكن ما عساى أن أفعل والشوق يعبث بقلبى، ظننت أننى قادر على التجاوز ولكن خاب ظنى، الشعر الأبيض تسلل إلىَّ وما زلت أذكر ضفائرك المجدولة على وجنتيك، سؤال حائر يدور فى الذهن، هى تذكرك؟ أم تغيرت كما تغير موطنها؟ وما الفائدة إن كنت حقاً موجوداً فى ذاكرتها ما دام القلب قد نفَّض كل آثار الماضى، أحقاً المعاناة جزء من اللذة؟ أم هى طبع من طباع الإنسانية؟ لا أدرى ما جدوى إطالة النظر فيما انقضى. عالمك الآن ليس كسابقه، الماضى لم يكن الأجمل أبداً، لِمَ نودُّ ألا نفارقه ونظل نردد أوقاته بتأثر وشوق؟ ربما لأنه لن يعود أبداً حتى وإن كان وعادت بك الأيام، ماذا أنت مستعد لتقديمه؟ ماذا فاتك وتود تحصيله؟ ملايين مثلك لم تخذلهم الأيام، انظر إليهم الآن، دقق النظر فى حياتهم، ربما كنت الأسعد بينهم.
محمد فهمى سويلم
محام – المنوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com