غادة تحدت "التنسيق".. المعلمة النبيلة تدمج متحدي الإعاقة بالمجتمع

غادة تحدت "التنسيق".. المعلمة النبيلة تدمج متحدي الإعاقة بالمجتمع
- جائزة آن سوليفان
- آن سوليفان
- تدريب ذوي الاحتياجات
- تربية خاصة
- جائزة سوليفان
- جائزة آن سوليفان
- آن سوليفان
- تدريب ذوي الاحتياجات
- تربية خاصة
- جائزة سوليفان
كثيرا ما يصاب طلاب الثانوية العامة بالإحباط إذا خذلهم التنسيق عن كليات الهندسة والطب، لكن غادة صلاح، 25 سنة، خذلها التنسيق والإقامة بالغردقة عن الالتحاق بكلية التربية الخاصة التي تمنتها كي تشبع فضول نمى لديها عندما كانت طالبة بالثانوية العامة، نحو أطفال التوحد وذوي الاحتياجات وصعوبات التعلم التي تواجههم.
التحقت بكلية التربية قسم التعليم الأساسي، وبدأت تزيد مهاراتها من خلال دورات تدريبية حتى استطاعت التخرج والحصول على دبلومات متخصصة من جامعة جنوب الوادي تمكنها من العمل في المجال عن دراية، حتى تُوّجت بجائزة آن سوليفان الدولية التي تمنح لصانعي المعجزات مع ذوي الاحتياجات.
"كنت بحب المجال ونفسي أعرف أكتر عن الأطفال ذوي الإعاقة وأساعدهم لكن مفيش كلية تربية خاصة بالغردقة ودخلت تربية أساسي"، بهذه الكلمات بدأت غادة حديثها لـ"الوطن" بصوت دافئ، فخورة بما تفعل، لتواصل قراءة كل كتاب يصل إلى يديها يتحدث عن أي مشكلة تخص ذوي الإعاقة، وتبحث عن تدريبات وورش عمل تحضرها، وتشارك في كل فعاليات ذوي الاحتياجات الخاصة في محيطها، بين رحلات الكشافة واحتفالات الأطفال، ثم التحقت بتدريب الصم على أعمال البرمجة والروبوت لتدرب معهم لمدة عام وتكتسب مزيد من الخبرات في التعامل وفي التقنيات الحديثة، فتم اخيتارها كي تحضر مسابقة أولمبياد الروبوت الرابعة بجامعة النيل في عام 2014، تشارك مع فريق الصم تنفيذ فكرتهم وتقوم بدور تحفيزي لهم.
غادة: من ثانوي كان نفسي أكون أخصائي تربية خاصة
أثناء الجامعة وبعدها، كانت ابنة الغردقة شعلة عمل متواصل بين الجميعات الأهلية ومراكز التدريب والتعليم، تبحث عن مزيد من الخبرات، لكنها كانت صممت أن يكون عملها في المجال غير قائم على مجرد دورات تدريبية كما هو الحال بين جميع العاملين في المجال، فحصلت على الدبلومة المهنية للتربية الخاصة في 2016 ثم الدبلوم الخاص في قسم الصحة النفسية 2017، كان دافعها في ذلك أن تتعامل عن فهم ودراية أكاديمية، "أخدت سنيتن دبلومات علشان ماكنش فيه دبلومة خاصة في التربية الخاصة عندنا لحد السنة دي بس اللي بقت موجودة.. كانت هتوفر عليا سنة علشان أبقى أخصائي تربية خاصة وعلشان أبدأ رحلة الماجستير.. فيه ناس بتاخد كورس ولا اتنين وتروح تشتغل بس مش صح"، وذلك بحسب حديث الحاصلة على جائزة آن سوليفان لـ"الوطن".
بين الجميعات الأهلية والمنظمات المحلية والدولية نجحت الفتاة العشرينية أن تنال الثقة ليتم ترشيحها للعمل معهم، فبجانب عملها بأحد المدارس الفرنسية قسم ذوي الاحتياجات، تطوعت للعمل في كثير من الجميعات والمبادرات مثل مبادرة "اعرفني تقبلني" لتدريب ذوي الإعاقة على دخول سوق العمل، من خلال تدريب لمدة أسبوعين لامدادهم بالثقة، ثم النزول معهم لأماكن يمكنهم العمل فيها لمدة 3 أيام أسبوعيا على مدار 3 شهور ثم تقييم مهارات وقدرات الشخص حتى يتم تحديد أكثر مجال يناسبه للعمل ويستطيع أن يتفوق فيه، ثم في مرحلة أخرى تواصل غادة وفريق المبادرة الذهاب لأماكن العمل لاقناع أصحاب الأعمال أنهم يمكنهم توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة والاستفادة من مهاراتهم "دي كانت مرحلة جديدة بدأت السنة اللي فاتت اتعامل مع الشباب بعيدا عن الأطفال اللي بقالي سنين بشتغل معاهم".
الفائزة بجائزة آن سوليفان: ياما ناس عندها صعوبات قدرت توصل
"حب متبادل" بين غادة والأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، هو ما جعلها تواصل العمل معهم وتبحث عن فرص للتعلم أكثر على الرغم من عدم التحاقها بالكلية التي ترغب حتى حصلت على جائزة "آن سوليفان" للمعلمين النبلاء منذ يومين، لكنها لا تزال تأمل أن يأتي يوم ويصبح الوعي العام للمجتمع، سواء الأسر أو أصحاب العمل أو المدارس، يعي أن ذوي الإعاقة يمكنهم تقديم الكثير وليس مجرد أن ان يلتحق اسمًا بأحد أماكن العمل ضمن نسبة 5% ويظل في بيته ليأتيه الراتب دون تقديم أي فائدة في المقابل "هفضل اشتغل لحد ما أوصل لنقطة أمل بين جميع أطراف المجتمع والجايزة ادتني دافع للاستمرار.. ياما ناس عندها صعوبات قدرت توصل".