الأمين العام للأمم المتحدة يبدأ زيارة إلى الكونغو الديمقراطية

كتب: (أ.ف.ب)

الأمين العام للأمم المتحدة يبدأ زيارة إلى الكونغو الديمقراطية

الأمين العام للأمم المتحدة يبدأ زيارة إلى الكونغو الديمقراطية

وصل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، اليوم، إلى "جوما" في "زيارة تضامن" لشرق جمهورية الكونغو الديموقراطية المنطقة التي تشهد أعمال عنف تقوم بها مجموعات مسلحة وانتشار وباء إيبولا.

وأكد جوتيريش، عند وصوله إلى مدينة "جوما"، إنه يريد دعم "القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديموقراطية في تصديها للإرهاب" الذي يمثل "تهديدا ليس للكونغو الدميوقراطية وحدها بل لكل إفريقيا".

واستقبلته ممثلته الخاصة في الكونغو الديموقراطية ليلى زروقي، وممثلون عن السلطات الكونغولية، ولم تجر أي مصافحة في خطوة وقائية بسبب انتشار وباء إيبولا في المنطقة.

وسيمضي جوتيريش، 3 أيام في زيارته التي تشمل مدن: جوما وبيني وكينشاسا في أكبر بلد في أفريقيا جنوب الصحراء يضم واحدة من أكبر بعثات الأمم المتحدة في العالم يبلغ قوامها 16 ألف رجل وميزانيتها السنوية أكثر من مليار دولار.

وتشغل قضية حفظ السلام الحيز الأكبر من اليوم الأول من زيارته إلى "جوما " حيث يفترض أن يزور مركزا مخصصا لاستقبال المقاتلين الذين يتم تسريحهم.

وتنشط نحو 130 مجموعة مسلحة في شرق الكونغو الديموقراطية، رسميا للدفاع عن مجموعاتها السكانية، وفي الواقع للسيطرة على الثروات الباطنية.

ويزور الأمين العام للأمم المتحدة، غدا الأحد، "بيني" التي تعد من بؤر وباء إيبولا وتبعد نحو 350 كيلومترا إلى الشمال من غوما.

وسيتوجه إلى مانجينا التي سجلت فيها أولى الإصابات بإيبولا في يوليو 2018. وبعد 13 شهرا على ذلك، بلغت حصيلة ضحايا الوباء 2015 من أصل 3017 شخصا أصيبوا بالفيروس، معظمهم في إقليم شمال كيفو.وقالت متحدثة باسم الأمين العام مساء أمس الجمعة إن جوتيريش "سيزور مركزا لمعالجة المصابين بإيبولا وسيلتقي ناجين وعاملين في القطاع الصحي".

وسيختتم جوتيريش زيارته، بعد غد، في العاصمة "كينشاسا" التي تبعد ألفي كيلومتر عن بيني وجوما.

وسيلتقي الرئيس فيليكس تشيسيكيدي الذي أعلن للتو حكومة تحالف يشغل أنصار سلفه جوزف كابيلا ثلثي مقاعدها البالغ عددهم 66.

كما سيلتقي الأمين العام "أعضاء في المعارضة وممثلين عن منظمات المجتمع المدني"، كما قالت الناطقة باسمه. وكانت زيارة غوتيريش أرجئت إلى أجل غير مسمى في يوليو 2018 في عهد الرئيس السابق كابيلا.

وقالت مجموعة خبراء في "جامعة نيويورك" ومنظمة "هيومن رايتس ووتش" في أغسطس الجاري، إن "المجموعات المسلحة قتلت 1900 مدني وخطفت أكثر من 3300 شخص بين يونيو 2017  ويونيو 2019".

ويشكل تسريح مقاتلي الميليشيات أولوية لدى الأمم المتحدة الموجودة منذ 1999 في الكونغو الديموقراطية، وكذلك لدى الرئيس الجديد للبلاد فيليكس تشيسيكيدي الذي جاء في أول انتقال سلمي للسلطة في البلاد من سلفه جوزف كابيلا.

وفي الواقع، تتسم إعادة هؤلاء المقاتلين إلى الحياة المدنية بالصعوبة بسبب نقص الوظائف في هذا البلد الفقير الذي يضم ثروات معدنية كبيرة وخصوصا في منطقته الشرقية، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

وهو ثاني أخطر انتشار وباء لإيبولا في التاريخ بعد وفاة 11 ألف شخص بالفيروس في غرب أفريقيا في 2014.

ويتم إلحاق الناجين من المرض في فرق "التصدي" للوباء الذين يواجهون في بعض الأحيان مقاومة من السكان عند عرض إجراءات الوقاية عليهم.

وأوضحت المتحدثة باسم جوتيريش أن الأمين العام "سيعبر أيضا عن تضامنه مع ضحايا غياب الأمن".

وإلى جانب انتشار وباء إيبولا، تشهد منطقة بيني منذ أكتوبر 2014 مجازر بحق مدنيين، تستهدف بشكل عام مزارعين في الحقول.

وتنسب السلطات هذه المجازر إلى "القوات المسلحة الديموقراطية". وتاريخيا، يقوم هؤلاء المتمردون الأوغنديون المسلمون المتمركزون في الغابة، بعمليات نهب وقتل رغم وجود الجيش الكونغولي وقوة الأمم المتحدة المنتشرة بشكل واسع في المنطقة.

ويهاجم هؤلاء المسلحون من حين لآخر قوة بعثة الأمم المتحدة في الكونغو الديموقراطية، كما حدث في ديسمبر 2018 (15 قتيلا) ونوفمبر 2018 (6قتلى)، وسيكرم جوتيريش ذكرى ضحايا هذه الهجمات.

وفي إطار تفويض جديد يمتد من ابريل إلى ديسمبر 2019، أغلقت الأمم المتحدة قواعدها في الكونغو الديموقراطية، وراجعت استراتيجية تدخلها وخفضت 764 من عدد موظفيها المدنيين منذ الأول من يوليو، لكن في بيني، يطالب الوجهاء بتعزيز قدرات قوة التدخل السريع.

وقال رئيس بلدية المدينة بواناكاوا ماسومبوكو لوكالة "فرانس برس" الفرنسية، قبل زيارة جوتيريش: "نرغب في وضع مزيد من الوسائل العسكرية بتصرف (قوة الأمم المتحدة)" للقضاء على "القوات المسلحة الديموقراطية" في بيني".


مواضيع متعلقة