اقترب اتفاقها مع "طالبان".. هل تفاوض أمريكا بعثيي صدام؟

كتب: محمد حسن عامر

اقترب اتفاقها مع "طالبان".. هل تفاوض أمريكا بعثيي صدام؟

اقترب اتفاقها مع "طالبان".. هل تفاوض أمريكا بعثيي صدام؟

تجري الولايات المتحدة الأمريكية مفاوضات مع حركة "طالبان" للتوصل إلى اتفاق يتيح لـ"واشنطن" سحب جنودها المنتشرين في أفغانستان منذ اجتياح الولايات المتحدة للبلاد، ردا على اعتداءات 11 سبتمبر 2001، التي نفذها "تنظيم القاعدة"، والذي كان نظام طالبان يؤمن ملاذا له.

وتؤكد مؤشرات عدة أن الحركة و"واشنطن" على وشك الإعلان عن اتفاق سلام، حيث أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية الجنرال جوزف دانفورد، مساء أمس الأول، أن الاتفاق قيد التفاوض حاليا بين الولايات المتحدة و"حركة طالبان" يجب أن يضمن عدم تحول أفغانستان "ملاذا" للمتطرفين.

وتفتح مسألة اقتراب توقيع اتفاق سلام بين "طالبان" و"واشنطن" بابا للتساؤل حول إماكنية إبرام اتفاق مماثل مع البعثيين الذين أطاحت بهم في العراق عام 2003، عندما قادت تحالفا أنهى حكم الرئيس العراقي صدام حسين والذي أعدم لاحقا.

 

القيادي البعثي صلاح المختار: العراق ليس أفغانستان و"البعث" ليس "طالبان"

من جهته، قال القيادي بحزب البعث العربي صلاح المختار، في تصريح خاص لـ"الوطن"، إن "العراق يختلف جوهريا عن أفغانستان، فالأخيرة ممر حرب بينما العراق مقر وقلب حرب أو مشاريع حروب". على حد قوله، مضيفا: "ويتضمن هذا الاختلاف أن العراق بثرواته الهائلة وموقعه في وسط الصراعات التي تتصاعد الآن بين القوى الدولية الصاعدة وفي مقدمتها روسيا والصين مقابل أمريكا، أصبح ساحتها الرئيسة لأنه في جنوب روسيا وفيه يتوقف أو يستمر طريق الصين للغرب". وتابع القيادي البعثي: "لهذا فإن هذا الاختلاف يجعل الاتفاق في الوقت الحاضر بين أمريكا والقوى الوطنية العراقية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي معقدا وصعبا". وقال "المختار": "يضاف إلى ذلك أن إسقاط نظام البعث بأسبابه الرئيسة ليس مثل إسقاط طالبان، فطالبان أسقطت لأنها رفضت تسليم زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن بعد إحداث 11 سبتمبر عام 2001 وقبلها لم تكن هناك عوامل تدفع للحرب وإسقاط نظام طالبان بل بالعكس كانت طالبان تخدم المخططات الغربية".

 

 

"المختار": غزو العراق بسبب تأميم النفط وموقف صدام من القضية الفلسطينية

في المقابل يرى "المختار" أن أسباب غزو العراق و"إسقاط النظام الوطني" فيه متعددة وذات أبعاد استراتيجية، فـ"النظام الوطني في العراق"، على حد وصفه، أمم أهم ما كان يعد مصلحة للقوى الاستعمارية الغربية وهو النفط عام 1972، وكانت تلك ضربة موجعة جدا للمصالح الغربية الاستعمارية، وفقا له. وتابع: "ومنذ ذلك الوقت بدأت الخطط توضع إما لإسقاط نظام البعث أو احتوائه بالطرق السلمية والإغراءات بالتكنولوجيا والدعم السياسي فيما لو تخلى عن التأميم وسمح للشركات الأمريكية والأوربية بالعودة إلى العراق، إضافة للموقف العراقي تحت قيادة البعث تجاه القضية الفلسطينية والذي تميز برفض أي تفريط بحقوق الشعب العربي الفلسطيني أرضا ومياها وتاريخا".

 ويرى "المختار" على حد قوله أن نظام البعث بموقفه من قضية فلسطين ومن السياسة النفطية وجد أنه في حالة صراع استراتيجي خطير مع كل من الغرب والصهيونية وكل من معهم، وزاد من تعقيد العلاقات العراقية الغربية، قائلا إن "العراق أعاد تشكيل العراق من الجذور، فقضى على الأمية كليا وأنهى الفقر، ولم يعد هناك فقير واحد، وجعل الطب الوقائي والعلاجي مجانيا لكل العراقيين ولمن يعيش في العراق بما في ذلك الأجانب، وصار التعليم من الابتدائية وحتى الحصول على درجة الدكتوراه مجانيا".

وأضاف القيادي البعثي: "وخصص النظام البعثي جزء من موارد العراق لدعم أشقائه العرب الفقراء ومارس دور الشقيق المستعد للدفاع عن أشقائه العرب عند تعرضهم لعدوان أجنبي كما حصل عندما دعم موريتانيا والسودان واليمن عسكريا، وأسس مستشفيات ومدارس وطرق حديثة ومحطات تلفزيون في عدة أقطار عربية منها موريتانيا واليمن".

وقال إن نظام البعث "طرح مشروع تكامل صناعي عربي يجعل من كل قطر عربي متخصص بصنع أجزاء من سيارة حديثة وآلات أخرى، كي يحقق هدفين الهدف الأول: نهوض العرب صناعيا وتكنولوجيا، والهدف الثاني: تحقيق تقارب مصالح يعزز الانتماء العربي الواحد".

ووفقا لـ"المختار" فإن "هذه الخطوات وغيرها كان ينظر إليها في الغرب ومن الصهيونية وكيانها في فلسطين على أنها سياسات تتجاوز الخطوط الحمر التي وضعها الغرب منذ بداية القرن العشرين للعرب وتمحورت على منع وحدتهم القومية ومنع تقدمهم العلمي والتكنولوجي وضرورة إقامة كيان عازل بين مشرق الوطن العربي ومغربه يمنع توحدهما وهذا هو جوهر خطة كامبل بنرمان رئيس الوزراء البريطاني في بداية القرن العشرين والتي مازالت تنفذ حتى الأن". وقد حدث التدخل عسكريا في العراق في ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش.

 

 

الحوار مع أمريكا مرحب به.. بشروط وحاورنا "واشنطن" عدة مرات

وعاد القيادي البعثي مرة أخرى إلى مسألة الحوار مع الولايات المتحدة، وقال: "إذا أخذنا كل ما تقدم بالحسبان، فإن الاتفاق بين البعث وأمريكا معقد وصعب، وإن لم يكن مستبعدا، فحزب البعث من حيث المبدأ رحب بالحوار وحاور أمريكا عدة مرات". وأضاف: "ويرحب حزب البعث بأي حوار مستقبلي مع أمريكا على أن يكون في إطار الاعتراف بسيادة ومصالح العراق وحقوق شعبه غير القابلة للإلغاء". وقال "المختار"، في ختام تصريحاته: "ربما نرى أمريكا وكلما زادت حدة صراعها مع الصين وروسيا تتجه أكثر للتفاهم مع البعث، لأنها اقتنعت منذ عام 2014 بأن أي حل لأزمات العراق بدون مشاركة البعثيين مستحيل التحقق".


مواضيع متعلقة