تكسير عظام بين "الإخوان" والمجلس الانتقالي.. ماذا يحدث في جنوب اليمن؟

تكسير عظام بين "الإخوان" والمجلس الانتقالي.. ماذا يحدث في جنوب اليمن؟
- اليمن
- جنوب اليمن
- عدن
- المجلس الانتقالي
- الحكومة اليمنية
- الرئيس اليمني
- الإخوان
- حزب الإصلاح الإخواني
- التحالف العربي
- الحوثيين
- اليمن
- جنوب اليمن
- عدن
- المجلس الانتقالي
- الحكومة اليمنية
- الرئيس اليمني
- الإخوان
- حزب الإصلاح الإخواني
- التحالف العربي
- الحوثيين
استعادت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن السيطرة الكاملة على مدينة "عدن"، كبرى مدن جنوب البلاد، في أعقاب اشتباكات مع قوات منضمة تحت جناح الحكومة الشرعية والتي انسحبت من المدينة بعد دخولها، أمس، بحسب ما أعلن مسؤولون أمنيون من الجانبين.
واستقدم المجلس الانتقالي الجنوبي تعزيزات كبرى من محافظات أخرى بما يوحي باحتمال التحضير للسيطرة على محافظتي "أبين" و"شبوة" من أيدي القوات الحكومية.
وتعد "عدن" العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً منذ سيطرة قوات المتمردين الحوثيين على "صنعاء" في سبتمبر 2014.
وكيل وزارة الإعلام اليمنية: الجنوب يشهد حربا مسلحة.. و"الإخوان" الأكثر استفادة منها
"ما يحدث في الجنوب حرب مسلحة الإخوان هم الأكثر استفادة منها"، هكذا علق صالح الحميدي وكيل وزارة الإعلام بالحكومة الشرعية اليمنية، على تطورات الأحداث في الجنوب، الذي قال في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "هناك من يحاولون إشعال الحرب بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية، وهؤلاء يرتدون اليوم عباءة الشرعية ولكن أغلبهم ينتمون لتنظيمات إرهابية قريبة من القاعدة وداعش، وللأسف الحكومة تحت سيطرة حزب الإصلاح المنبثق عن جماعة الإخوان التي سيطرت على كل مفاصل الدولة اليمنية".
وقال "الحميدي": "الإخوان سيطروا على أغلب مفاصل الدولة بداية حتى من مكتب رئيس الجمهورية، نحن تعاهدنا على أن نصل بالشرعية إلى العاصمة صنعاء بحسب ما طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي، لكن الإخوان لم يتحركوا في المناطق الخاضعة لهم في مارق وصعدة وغيرها ضد الحوثيين ولم يحققوا أي انتصارات"، على حد قوله.
وأضاف المسؤول اليمني: "على العكس من ذلك القوات الجنوبية وبدعم من الإمارات والتحالف العربي حققت انتصارات كبيرة من ضمنها التخلص من الحوثيين والبدء في معارك الساحل الشمالي، وكل الحروب والمواجهات التي خاضتها المقاومة الجنوبية انتصرت فيها، بينما لم تنتصر قوات التجمع اليمني الإصلاحي الإخوانية، بل هناك تقارير غربية تشير إلى أن المعسكرات التابعة لها تحولت مواقعها لأرض خصبة للعناصر الإرهابية والمتطرفة".
"الحميدي": هيمنة الإخوان على الحكومة أمر يعرفه الشارع.. وهادي يعمل على معالجة هذا الوضع
وسألت "الوطن" حول إدلاءه بالتصريحات أعلاه وحديثه عن هيمنة الإخوان على الحكومة التي هو ضمن مسؤوليها، فأجاب: "ما أقوله يتحدث عنه الشارع اليمني وشيء يعرفه الجميع، ولا يعني كوني مسؤول بالحكومة أن لا أذكر ذلك".
وحول موقف الرئيس من ذلك، قال "الحميدي": "الرئيس هادي يعمل جاهدًا بصدق وبحكمة لمعالجة هذا الأمر، لكن للأسف التنظيمات السياسية وبعض المكونات لم تمنحه الفرصة لكي يقف معها ويعالج هذا الأمر، ليجد حزب الإصلاح الأقرب له فيعتمد عليه في كثير من الأمور".
وكانت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليًا، أعلنت أمس، أنها استعادت السيطرة على "عدن" من أيدي الجنوبيين الذين كانوا سيطروا على المدينة الاستراتيجية في 10 أغسطس بعد قتال عنيف خلف 40 قتيلًا على الأقل.
وحول الإجراءات التي يتخذها الرئيس "هادي" لمعالجة ما يجري في الجنوب، قال "الحميدي": "الرئيس الآن يضع إصلاحات كبيرة، وعلينا أن نقف معه لأنه قادر على نقل اليمن إلى مرحلة أخرى، وسيحدث ذلك من خلال إصلاحاته والمتمثلة في البدء بحوار قائم على الشراكة السياسية والوطنية في مختلف المجالات، لا أن تكون هناك شراكة فقط في المكاسب وإنما شراكة في الحرب والسلم وقيادة البلد نحو الأمام".
واختتم "الحميدي" تصريحاته لـ"الوطن" قائلًا: "ما يحدث اليوم في عدن ما هو إلا محاولة انتقام من تيارات الإخوان من المجلس الانتقالي الجنوبي، كان الأولى أن توجه ما تقوم به للحوثيين وليس إلى المجلس الانتقالي".
ويقاتل الجنوبيون وقوات الحكومة معا في صفوف التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين المقربين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في البلد الفقير منذ 2014، ضمن نزاع جعل ملايين السكان في اليمن على حافة المجاعة.
متحدث "الانتقالي الجنوبي": نحن مع الشرعية ضد الحوثيين.. لكن نرفض "ألاعيب الإخوان"
من جهته، قال الناطق الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إنَّ "مدينة عدن أصبحت بكامل مداخلها تحت سيطرة قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي".
وأوضح "هيثم"، أن المجلس الانتقالي الجنوبي مع الحكومة الشرعية، لكنه في الوقت ذاته يقف ضد محاولات الإخوان للسيطرة والهيمنة على الدولة اليمنية، وتلاعبهم في مواقع القتال التي لم تحقق أي شئ ضد قوات الحوثيين، مشددًا: "نحن نرفض هذه الألاعيب الإخوانية وحذرنا منها مرارًا".
ولفت المسؤول الجنوبي اليمني إلى أنَّ قوات المجلس الانتقالي تستعد للتوجه إلى "أبين وشبوة" حيث تتواجد قوات الحكومة اليمنية، لكن "هيثم" يرى أنَّهم مجرد قوات موالية لجماعة الإخوان ولمجموعات إرهابية.
أحمد يوسف: هناك ثأر بين "الانفصاليين" و"الإصلاح" وتداعيات سلبية على "الشرعية"
"نوع من الثأر في العلاقة بين الطرفين"، هكذا علق الدكتور أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة على المشهد في جنوب اليمن، قائلًا في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إنَّ "الانفصاليين الجنوبيين والمؤيدين لهم يرون أن حكومة الشرعية اليمنية وهي حكومة هادي إما أنه يغلب عليها حزب الإصلاح المحسوب على التيار الإسلامي أو على الأقل صاحب نفوذ قوي في الحكومة الشرعية وينسب القول لهم بأن الإرهابيين من القاعدة لهم وجود ضمن صفوف قوات الحكومة الشرعية".
وأضاف أستاذ العلوم السياسية: "حزب الإصلاح جزء من الحكومة الشرعية اليمنية وذها لا يحتاج إلى إثبات، لكن وجود عناصر القاعدة ضمن قوات الشرعية أمر لا يمكن الفصل فيه، وحزب الإصلاح له تاريخ سلبي مع الجنوبيين منذ حرب الانفصال عام 1994، ولذلك أرى أن ما يحدث في الوقت الحالي كما قلت نوع من الثأر في العلاقة بين الطرفين".
ويرى مدير معهد البحوث والدراسات العربية السابق أنَّ "التداعيات لهذا الوضع شديدة الوضوح على معسكر الشرعية، الوضع يعني أن هذا المعسكر يزداد تفتتا ويتحول لفسيفساء بين قوات موالية لـ هادي وقوات موالية لحزب الإصلاح وبقايا حزب المؤتمر الوطني الذين قرروا الانحياز لقوات الشرعية بعد مقتل علي عبدالله صالح، فالمسألة أصبحت صعبة ومعقدة للغاية".