خبراء: تركيا ستستغل المنطقة الآمنة بسوريا في انتهاكاتها ضد الأكراد

خبراء: تركيا ستستغل المنطقة الآمنة بسوريا في انتهاكاتها ضد الأكراد
صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن إنشاء "المنطقة الآمنة" شمال سوريا سيسهم في الحفاظ على وحدة أراضيها، مشيرا إلى أن روسيا تتفهم قلق تركيا حول مسألة أمنها على الحدود السورية.
وأضاف بوتين خلال المؤتمر الصحفي عقب لقائه مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، أن: "تركيا تتحمل عبئا كبيرا في ما يخص اللاجئين، ونعلم ذلك جيدا، حيث تستضيف أكثر من 3 ملايين شخص من سوريا".
وقال الدكتور علي عبداللطيف خبير الشؤون التركية، إن تركيا تسعي بكل طاقتها لإنشاء المنطقة الآمنة لانها ستتخذ من هذه المنطقة مركزا لها في سوريا تشن منه هجمات على الأكراد الذين يشكلون خطرا عليها.
وأضاف عبداللطيف لـ"الوطن"، أن المستفيد الوحيد من هذه المنطقة هي تركيا، لأنه بهذه المنطقة ستضمن حماية حدودها من هجمات الأكراد، مشيرا إلى أن روسيا تقف بجانبها في هذه المنطقة لأنها تُعد حليفا استراتيجيا لها وبينهما علاقات سياسية واقتصادية.
ويقول الدكتور هشام البقلي، الخبير بالشؤون العربية، إن تركيا هي أكبر المستفديين من المنطقة الآمنة التي سيتم إنشاؤها في شمال سوريا، أكثر من أي طرف آخر سواء الأكراد أو دمشق نفسها، موضحا أنها تأتي في خضم العديد من الانتهاكات التي تنفذها الإدارة التركية حاليا.
وأضاف البقلي، لـ"الوطن"، أن السلطات التركية تدعم الإرهاب في سوريا وتتخذ موقفا سلبيا تجاه الأكراد، خاصة المتواجدين في الشمال، ومن ثم سيحول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المنطقة الآمنة لمنصة يمارس فيها النظام اعتداءاته على الأكراد السوريين، فضلا عن تحويلها لمنطقة موطئ قدم لأنقرة أيضا، ما يجعلها تشكل خطرا على الأمن السوري والعربي.
وأشار إلى أن سوريا تعرض لأزمات وويلات الحرب والمعاناة من آلام الإرهاب، كما أن الشباب السوري يعاني من عمليات تجنيس وتجنيد الإدارة التركية.
ترجع فكرة المنطقة الآمنة، إلى مطلع يناير الماضي، حيث اقترحها الرئيس الأمريكي، بإنشاء منطقة آمنة بين تركيا والقوات الكردية شمالي سوريا، بعرض 20 ميلا، بالتزامن مع قراره حينها بسحب قوات بلاده من سوريا، ليرد عليه نظيره التركي بأنها يجب أن تكون تحت سيطرة تركيا.
ومنذ ذلك الحين تجرى عدة مشاورات بين سوريا وأمريكا وتركيا والأكراد، حيث توصلوا إلى اتفاق على إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، والحدود التركية، على أن يجرى تنفيذه بشكل تدريجي.