روحاني يحدد شرطه للقاء ترامب.. خبراء: أمريكا سترفض والأزمة مستمرة

كتب: دينا عبدالخالق

روحاني يحدد شرطه للقاء ترامب.. خبراء: أمريكا سترفض والأزمة مستمرة

روحاني يحدد شرطه للقاء ترامب.. خبراء: أمريكا سترفض والأزمة مستمرة

في الساعات الأخيرة الماضية، شهدت الأزمة الأمريكية الإيرانية، تطورا جديدا، حيث أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعداده للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني، في ظروف مناسبة قد تكون بعد أسابيع، لإنهاء الخلاف النووي.

وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي مشترك أمس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مدينة بياريتز الفرنسية المطلة على المحيط الأطلسي، أثناء قمة مجموعة الدول السبع "جي 7": "إذا كانت الظروف مناسبة، فسأوافق بالتأكيد على ذلك".

رفع العقوبات أولا.. شرط روحاني للقاء ترامب

ورد سريعا روحاني على دعوة ترامب اليوم، في خطاب أذاعه التلفزيون الحكومي على الهواء مباشرة، باتخاذ الخطوة الأولى من خلال رفع العقوبات عن إيران، قائلا: "الخطوة هي رفع جميع العقوبات، عليكم أن ترفعوا جميع العقوبات غير القانونية وغير العادلة والخاطئة ضد الأمة الإيرانية".

وزعم روحاني في كلمته أن طهران لم ترغب مطلقا في امتلاك أسلحة نووية، مضيفا أن بلاده مستعدة دوما للحوار، وأنه ينبغي لواشنطن أولا أن تتحرك برفع كل العقوبات غير المشروعة والظالمة المفروضة على إيران.

وتابع الرئيس الإيراني: "سأواصل تقليص التزاماتنا في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 إذا لم يجر ضمان مصالحنا".

نهى بكر: شرط روحاني يعيد الأزمة لمربعها الأول.. والاستجابه له صعبة 

مطلب روحاني وشرطه المتكرر لحل الأزمة مع أمريكا التي بدأت بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو 2018، يعيد الموقف كله الممتد منذ عدة أشهر إلى مربعه الأساسي الأول، هكذا ترى الدكتورة نهى بكر خبيرة الشؤون الأمريكية، فمن المستبعد أن تستجيب الولايات المتحدة لذلك.

وقالت "بكر" إن إعلان ترامب للقاء روحاني لم يكن على أسس محددة إنما مجرد إبداء نوايا، بينما مطلب روحاني برفع العقوبات يتحدث فيه عن العودة للاتفاق النووي المعروف باسم "5+1" بين الدول الموقعة، لذلك رجحت أن تستمر الأزمة ويبقى الوضع على ما هو عليه.

وأضافت الخبيرة بالشؤون الأمريكية، لـ"الوطن"، أن الموقف الأمريكي واضح تماما بهذا الشأن، فيرفض تلك الاتفاقية، وعلى إثرها فرض ترامب العقوبات، ويستثمرها في الترويج بالداخل لكون إيران العدو الأول للبلاد، ويسانده فيه اللوبي الصهيوني بواشنطن.

نورهان الشيخ: روحاني يخشى تكرار تجربة كوريا الشمالية مع أمريكا

وشاركتها في الرأي نفسه، الدكتورة نورهان الشيخ خبيرة الشؤون الدولية، مؤكدة أن استجابة أمريكا للمطلب الإيراني أمر صعب للغاية، كون الأمر ليس في يد ترامب وحده، حيث إن الولايات المتحدة دولة مؤسسات ولا تعتمد على الآراء الفردية، رغم أن روحاني نفسه رئيس غير متوقع بقراراته، مشيرة إلى أن اللوبي الصهيوني أيضا يضغط لعدم تقديم أية تنازلات لصالح طهران، فضلا عن حاجة ترامب لتلك المساندة قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلية بعام 2020.

وفسرت "الشيخ" طلب روحاني بأنه يريد تكرار تجربة كوريا الشمالية مع بلاده، فالأولى انصاعت للقاء الأمريكي أكثر من مرة وتم تحديد عدة خطوات لإعادة العلاقات، بينما لم ترفع الولايات المتحدة عنها العقوبات حتى الآن أو تخففها إطلاقا، لذلك يهدف الرئيس الإيراني لحصد ذلك المكسب قبل لقائه بنظيره الأمريكي، فضلا عن الضغوط الضخمة عليه بهذا الشأن، لاسيما من الحرس الثوري الإيراني.

وفيما يخص إمكانية تدخل وسيط لحل الأزمة، أشارت إلى أن ماكرون تحدث في المؤتمر وقال إن فرنسا قدمت جهود ضخمة لحل ذلك الخلاف، مرجحة أنه ممكن أن يتم اللقاء بين ترامب وروحاني دون الاستجابة لذلك الشرط.

تفاصيل الأزمة بين أمريكا وإيران  

ومنذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في مايو 2018، وإعادته فرض العقوبات الاقتصادية على طهران، تشتعل أزمة ضخمة بين البلدين تفاقمت في الآونة الأخيرة بشدة، إذ تسعى واشنطن لكبح لجام طهران وتقييدها، وفقا للبيانات الأمريكية، ثم دخل مسؤولي الدولتين في حرب كلامية تبادلا خلالها الاتهامات.

ومع بداية مايو الماضي، حثت الولايات المتحدة إيران بالكف عن إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب، والتوقف عن التوسع في محطتها الوحيدة للطاقة النووية، بينما استمرت إيران في خطتها، وأعلن رئيسها حسن روحاني أنّ بلاده ستقلص بعضا من تعهداتها البسيطة والعامة بموجب الاتفاق، ليقرر ترامب نشر حاملة طائرات وقاذفات في الشرق الأوسط، ردا على عدد من المؤشرات والتحذيرات المثيرة للقلق من إيران، لتأكيده أنّ الولايات المتحدة سترد على أي هجوم بقوة لا تلين على أي ضرر محتمل.

وفي يونيو، أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان أنّ الولايات المتحدة ستنشر أكثر من 1000 جندي أمريكي إضافي إلى الشرق الأوسط، ردا على التهديد الإيراني في المنطقة، قائلا في بيانه: "الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكد مصداقية وموثوقية المعلومات الاستخباراتية التي تلقيناها بشأن السوك العدائي من قبل القوات الإيرانية ووكلائها والتي تهدد أفراد الجيش الأمريكي والمصالح الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة".

وأعلنت إيران زيادة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات جديدة، بناء على حاجة البلاد، بأنّ نسبة التخصيب ستزيد عن 20%، من أجل استخدامه في المفاعلات المحلية، مشيرة إلى أنّها ستتجاوز الحد المسموح من مخزون اليورانيوم وفقا للاتفاق خلال أيام.

كما هددت بالذهاب لأبعد من ذلك عبر التخلي تدريجيا عن التزاماتها، ما لم يساعدها باقي الشركاء في الاتفاق النووي، بالالتفاف على العقوبات الأمريكية لتمكينها على وجه الخصوص من بيع النفط.


مواضيع متعلقة