الجواهرجية اشتكوا: "ندرة فى الزباين.. ومعظمهم يكتفى بالفرجة"
![ركود واضح فى بيع وشراء المشغولات الذهبية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/18037864211566758130.jpg)
ركود واضح فى بيع وشراء المشغولات الذهبية
لم تعد حركة البيع والشراء بمنطقة الصاغة كما كانت عليه، فمع ارتفاع أسعار الذهب بشكل متكرر فى الفترة الأخيرة، انخفض إقبال الزبائن على المحال، وأصبح الشراء مقتصراً على حالات الضرورة والأهمية القصوى، وبكميات أقل، فيما يكتفى آخرون بـ«الفرجة»، وفقاً لحديث بعض أصحاب المحال، الذين أكدوا أن سوق الذهب تعانى ركوداً لم تشهده من قبل.
«عايزة تبيعى دهبك.. تحبى تشترى جديد يا أستاذة.. عندنا أحسن تشكيلة»، كلمات كان يكررها «محمود فوزى»، صاحب محل ذهب، كلما مر أمامه زبون فى محاولة لحثه على الشراء من محله الذى أصبح خالياً من الزبائن، حسب كلامه. يقول «فوزى» إن حركة البيع والشراء بمنطقة الصاغة لم تعد كما كانت نتيجة تذبذب أسعار الذهب الذى ارتفع خلال الأيام الماضية نحو 40 جنيهاًً للجرام الواحد: «ما بقناش نبيع زى الأول، المحل ما بيدخلش زبون عليه من أول ما بنفتح لحد ما نقفل، بس هنعمل إيه، مفيش فى إيدينا حاجة، السعر كل يوم يزيد والناس على أد حالها».
رئيس "المشغولات الذهبية": الإقبال على الشراء تراجع فى السنوات الأخيرة.. وبعض الأسر استغنوا عن «الشبكة» ويكتفون بشراء خاتم ودبلة توفيراً للنفقات
الحال نفسه يعانيه «وصفى واصف»، رئيس شعبة المشغولات الذهبية بالاتحاد العام للغرف التجارية، وصاحب أحد محال الذهب بالمنطقة، فيؤكد أن الإقبال على الشراء انخفض كثيراً مقارنة بالسنوات الماضية، مبرراً ذلك بالظروف الاجتماعية التى دفعت بعض الأسر للاستغناء عن شراء «شبكة» العروسة، فاكتفى بعضهم بشراء خاتم و«دبلة» توفيراً للنفقات، يقول: «الشبكة كانت زمان عبارة عن طقم من 5 قطع، ومكنش فيه عروسة تتخطب إلا لما تشترى طقم، وساعات اتنين كمان، لكن حالياً إحنا ما بقناش نعتمد عليها فى السوق، لأن أقل طقم بيكون حوالى 70 جرام يعنى يعدى ثمنه 50 ألف جنيه، ومفيش حد معاه مبلغ زى ده دلوقتى»، مشيراً إلى أن أغلب الأهالى أصبحت تعتبر شراء الذهب، فى الآونة الأخيرة، نوعاً من الترفيه، فلا يشترونه إلا للضرورة القصوى وبكميات أقل لارتفاع سعره بما يفوق قدرتهم المادية.
يرجع الرجل الخمسينى بظهره للخلف، متذكراً حاله حينما كان سعر جرام الذهب لا يتعدى 100 جنيه، وأغلب العرسان تشترى شبكة لا يقل وزنها عن 100 جرام، بجانب المشغولات الذهبية التى كانت تهديها الأسرة لابنتهم احتفالاً بخطبتها، ما يعود عليه بأرباح كثيرة، مضيفاً: «أيامها كانت المحلات بتشغى زباين، دلوقتى إحنا لو بعنا فى اليوم بـ10 آلاف جنيه بروح أجيب بنفس المبلغ دهب خام، لإنى لو استنيت تانى يوم والدهب غلى هخسر، مبقاش فيه مكسب دلوقتى، يادوب المصنعية اللى بناخدها فى الجرام هى اللى بتخلى المحل يكمل»، لافتاً إلى اضطرار بعض أصحاب المحال لترك المهنة التى توارثوها أباً عن جد بسبب «وقف حالهم وركود السوق»، يستطرد «وصفى»: «العمالة ومصاريف المحل أصبحت حمل علينا لإن مفيش دخل بيكفى كل ده، واللى مخلّينا نكمل إننا فتحنا عنينا على المهنة دى وما نعرفش غيرها».
صاحب محل: "مفيش زبون بيدخل المحل من أول ما بنفتح لحد ما نقفل"
لا يختلف الحال كثيراً لـ«عبدالمحسن كامل»، 65 عاماً، صاحب محل ذهب بالصاغة، فشكا من وقف الحال منذ قرابة 3 أشهر نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، مشيراً إلى أن أغلب العرسان تأتى إليه لـ«الفرجة» على الذهب المعروض فى محله فقط، يقول: «الناس ما بقاش عندها فائض عشان تشترى ذهب، فيه أيام بتعدى علينا ما بيدخلش علينا زبون بعد ما كانت كل المحلات مزحومة».
ويوضح «عبدالمحسن»، ويعمل بالمهنة منذ 50 عاماً، أن كل الزبائن التى تأتى إليه من حين لآخر، تمارس أسلوب «الفصال» فى السعر، فيما يضطر آخرون لخفض الأوزان لتتناسب مع قدراتهم المادية، يضيف: «الشاب بييجى معاه 10 آلاف جنيه بالكتير، وبيبقى عامل حسابه على حاجة معينة، فلما سعر الذهب بيزيد طبعاً ما بيقدرش يشترى اللى هو عايزه، وفيه ناس بتتخانق، وأسر تانية بتبقى متفاهمة، وبيختاروا أوزان خفيفة تناسب فلوسهم».