"أوراق سياسية".. لماذا اتجه الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف سوريا ولبنان؟

كتب: محمد الليثي

"أوراق سياسية".. لماذا اتجه الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف سوريا ولبنان؟

"أوراق سياسية".. لماذا اتجه الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف سوريا ولبنان؟

يبدو أن التحرك العسكري الإسرائيلي الذي يلازم أي إجراء انتخابي في الداخل جاء، إلا أنّه هذه المرة كان في اتجاه لبنان وسوريا وليس قطاع غزة، الذي اعتادت طائرات الاحتلال استهداف أراضيه.

في لبنان أعلن مسؤول وحدة العلاقات الإعلامية بـ"حزب الله" محمد عفيف، أنّ طائرتين إسرائيليتين دون طيار سقطتا فجر اليوم في منطقة الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، مشيرًا إلى رد على هذا الأمر يتم الإعلان عنه لاحقًا، لافتًا إلى أنّ الطائرة الأولى هي طائرة استطلاع مزودة بكاميرات تصوير دقيقة، وأنّه أمكن السيطرة عليها فور سقوطها، وأخذها لتحليل محتويات الكاميرات التي كانت بها بمعرفة الأجهزة الفنية بحزب الله، وبيان طبيعة عملية الرصد والاستطلاع التي كانت تقوم بها، في حين أنّ الطائرة الثانية هي "طائرة مفخخة" وقد انفجرت.

الدفاعات الجوية السورية تتصدى لـ"صواريخ إسرائيلية" فوق دمشق.. ولبنان: أضرار مادية نتيجة سقوط طائرتين للاحتلال بالضاحية الجنوبية

وأكد أنّ الطائرتين الإسرائيليتين سقطتا، وأنّ حزب الله لم يسقطهما، مشيرا إلى أنّه سيكون هناك رد على هذا الأمر، واصفا إياه بـ"الجريمة والعدوان الإسرائيلي".

وأعلن حزب الله اليوم أنّ إحدى الطائرتين سقطتا ليلا في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت كانت مفخخة، وألحق انفجارها أضرار جسيمة بمبنى المركز الإعلامي التابع للحزب.

وأكدت قيادة الجيش اللبناني أنّ الأضرار الناجمة عن سقوط طائرتي الاستطلاع الإسرائيليتين من دون طيار، اقتصرت على الجوانب المادية فقط، وذكرت مديرية التوجيه بقيادة الجيش اللبناني في بيان أنّ قوة من الجيش عملت على تطويق مكان سقوط الطائرتين واتخذت الإجراءات اللازمة، مع تكليف الشرطة العسكرية بالتحقيق في الحادث بإشراف القضاء العسكري.

وتعد منطقة ضاحية بيروت الجنوبية المعقل الرئيسي لحزب الله وبمثابة "منطقة نفوذه" الأساسية في لبنان.

حزب الله يعلن أن إحدى الطائرتين المسيرتين كانت مفخخة وألحقت أضراراً بمركزه الاعلامي.. والحريري: "اعتداء على السيادة اللبنانية"

من جانبه، وصف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري سقوط الطائرتين من دون طيار فوق بأنّه "اعتداء على السيادة اللبنانية وخرق صريح لقرار مجلس الأمن 1701 (الصادر في أعقاب العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف عام 2006)".

وقال الحريري في بيان، إنّه سيبقى على تشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري لتحديد الخطوات المقبلة، مشيرا إلى أنّ "العدوان الإسرائيلي الجديد" الذي تزامن مع تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي فوق بيروت والضواحي اللبنانية يشكل تهديد للاستقرار الإقليمي ومحاولة لدفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر.

وأكد أنّ المجتمع الدولي وأصدقاء لبنان في العالم أمام مسؤولية حماية القرار الأممي 1701 من مخاطر الخروقات الإسرائيلية وتداعياتها، لافتا إلى أنّ الحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولياتها الكاملة في هذا الشأن، بما يضمن عدم الانجرار لأي مخططات معادية تهدد الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة - في بيان - عن استنكاره وإدانته للاعتداء الإسرائيلي، مشددا على ضرورة التحلي بالمسؤولية والصلابة وعدم التهور في الردود والتصرفات، وأن يتم التمسك بالقرارات الدولية والتقدم بشكوى عاجلة إلى مجلس الأمن لتأكيد حق لبنان أمام العالم.

من جهته، شجب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، مؤكدا أنّ مجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولي ينبغي أن يردع إسرائيل عن أي عدوان تشنه على لبنان، التزاما بالقرار 1701 الذي يحفظ أمن واستقرار وسيادة لبنان.

وأعلن مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء الرسمية "سانا" أنّ الدفاعات الجوية السورية تصدت أمس لأهداف معادية في سماء دمشق، مؤكدا "تدمير غالبية الصواريخ الإسرائيلية المعادية قبل الوصول إلى أهدافها".

ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري سوري: "رصدت وسائط دفاعنا الجوي أهدافا معادية قادمة من فوق الجولان باتجاه محيط دمشق"، وتابع المصدر: "على الفور تم التعامل مع العدوان بكل كفاءة، وتم تدمير غالبية الصواريخ الإسرائيلية المعادية قبل الوصول إلى أهدافها".

ووفقًا لوسائل إعلام، تسببت الغارات التي نفذتها إسرائيل ليلاً في محيط دمشق في مصرع مقاتلين اثنين من حزب الله اللبناني وثالث إيراني.

كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم، أنّ مقاتلاته نفّذت غارات في سوريا لمنع قوة إيرانية من شن هجوم على إسرائيل بواسطة طائرات مسيّرة محمّلة بالمتفجّرات، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، إنّ "الجيش الإسرائيلي تمكن بواسطة مقاتلاته من إحباط محاولة إيرانية قادها فيلق القدس انطلاقا من سوريا لشن هجوم على أهداف إسرائيلية في شمال إسرائيل باستخدام طائرات مسيّرة قاتلة" على حد تعبيره.

وأشار كونريكوس إلى أنّ الهجوم الإسرائيلي استهدف "عددا من الأهداف الإرهابية ومنشآت عسكرية لفيلق القدس وميليشيات شيعية" في منطقة عقربة في جنوب شرق دمشق.

أيمن الرقب لـ"الوطن": توقعنا أن التصعيد قبل الانتخابات سيكون في غزة ولكن الاحتلال أدرك صعوبة حسم المعركة وسقوط جنوده

من جانبه ربط الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الهجومين الإسرائيليين على سوريا ولبنان بالدعايا الانتخابية، وخصوصًا بعد تقارب استطلاعات الرأي بين حزب "الليكود" وحزب "أزرق أبيض"، لافتًا إلى أنّ فرص رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تشكيل حكومة ستفشل كما فشلت في أبريل الماضي، بالتالي قد يذهب إلى تصعيد في أي جبهة.

وأضاف الرقب لـ"الوطن": "كنا نتوقع أنّ التصعيد يكون في جبهة قطاع غزة، ولكن من الواضح أنّ الاحتلال الإسرائيلي يشعر أنّ جبهة غزة قد يسقط فيها كثير من الجنود الإسرائيليين، ولن يسحم المعركة فيها، بالتالي ذهب إلى تصعيد المعركة في سوريا ولبنان"، وأكد أنّ لبنان لم يسعى إلى التصعيد بشكل واضح، وأنّ حزب الله تعلّم من درس حرب 2006.

وعن الهجوم على سوريا، استبعد الرقب أنّ استهداف القوة الإيرانية التي قال الاحتلال إنّها كانت تنوي تنفيذ عملية ضد إسرائيل، أنّها كانت تنوي استهداف الاحتلال الإسرائيلي، لافتًا إلى أنّ إيران كانت أداة لاستهداف إسرائيل الأراضي السورية.


مواضيع متعلقة