سائقة "ميكروباص": فاهمين الست الشقيانة غلط

كتب: سحر عزازى

سائقة "ميكروباص": فاهمين الست الشقيانة غلط

سائقة "ميكروباص": فاهمين الست الشقيانة غلط

سيدة فى منتصف العمر، توفى زوجها وترك لها ثلاثة أطفال وعربة ميكروباص، كانت مصدر رزقهم الوحيد، قررت أن تقودها وتواصل نفس عمل شريك عمرها، لتربية الصغار ومواصلة تعليمهم، لكنها لم تسلم من مضايقات السائقين فى المواقف والركاب.

تحاول سماح عبدالمنعم، تجاهل ما يؤذى مشاعرها لتواصل السعى على «أكل عيشها»، تصمت وتمتنع عن الرد، حتى لا تفقد مهنتها.

وتحكى أنها كثيراً ما تفاجأ بطلبات للخروج معها والتعرف: «ناس فاهمة الست اللى بتنزل تشقى على عيالها غلط، بروّح بيتى أعيط وما بحكيش لحد».

بدأت «سماح» منذ أربع سنوات تمارس المهنة الشاقة، التى لم يستمر بها زوجها سوى عام واحد ورحل، بينما هى كانت تعمل فى المشغولات اليدوية، وساعدت زوجها على شراء السيارة الأجرة، وتوفى قبل سداد ديونها: «نزلت اشتغلت عليها وكنت مرعوبة لحد ما سددت أقساطها».

لدى سائقة الميكروباص ابنة تدرس فى الصف الثالث الثانوى، وأخرى فى الشهادة الإعدادية، وطفل صغير لا يزال فى مرحلة رياض الأطفال، تحلم بتعليمهم وتوفير حياة كريمة لهم، تنزل من بيتها فى الصباح وحتى غروب الشمس، وتأخذ يوم الجمعة إجازة للجلوس مع أبنائها، ولا تخشى السفر بمفردها حتى إن كان فى وقت متأخر: «ده أكل عيشى مفيش استثناء».

تعمل «سماح» على مدار اليوم فى خط «الهرم - الجيزة»، وفى فترة الدراسة تعمل دورات للمدارس، توصل الأطفال وأولياء الأمور وتعود لمنزلها فى منطقة العشرين بفيصل: «ربيت زبون وبقيت يطلبونى بالاسم»، وتذهب للإسكندرية والمنصورة وبورسعيد والمطار، لكنها تتجنب الوقوف فى الموقف فترة طويلة حتى لا تتعرض لمضايقات، تفضل ألا تحتك بأحد.


مواضيع متعلقة