"حرائق مستمرة منذ 3 أسابيع في غابات الأمازون".. ماذا يجري في رئة العالم؟

03:35 م | الجمعة 23 أغسطس 2019

حرائق هائلة تدخل أسبوعها الثالث على التوالي تشهدها غابات الأمازاون المطيرة في البرازيل، والمعروفة باسم "رئة الأرض" حيث تبلغ مساحتها نحو 5.5 مليون كيلو متر مربع، وتنتج حوالي 20% من الأكسجين.

الحرائق التي يمكن رؤية الدخان الناتج عنها من الفضاء، قالت عنها وكالة أبحاث الفضاء في البرازيل إنها تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في مدينة ساو باولو، إحدى أكبر المدن البرازيلية، وغطت أعمدة الدخان الناجمة عنها المدينة وأجبرت المركبات على تشغيل المصابيح في وقت الظهيرة.

وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أصدرت بيانا بشأن الحرائق التي ألحقت ضررا بالحيوانات والنباتات، ربطت فيه شدة الجفاف في المنطقة بزيادة إزالة الغابات وتغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية، مؤكدة أن الحرائق هائلة للدرجة التي يمكن رؤيتها من الفضاء.

نقص الأكسجين وتهديد حياة الكائنات المعرضة للانقراض.. أضرار متوقعة بعد حرائق غابات الأمازون

تعد غابات الأمازون من أفضل الأماكن في العالم التي يتوافر بها "تنوع بيولوجي" عالي المستوى، أي أن المكان يتواجد فيه أكثر عدد من النباتات والحيوانات والنظم البيئية المتعددة التي تحتوي على معظم المخلوقات في مكان واحد، إلى جانب أهميتها كنعصر مهم لإنتاج الأكسجين على الأرض، ما يزيد من أهمية المكان وضرورة الحفاظ عليه بشكل أكبر، حسب الدكتور جمال جمعة، أستاذ ورئيس قسم الحياة البرية بجامعة قناة السويس.

وقال جمعة، لـ"الوطن" إن الحرائق التي تشهدها"الأمازون" حاليا سيكون لها أثر سلبي كبير على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وأن الأقرب للحدث نفسه هو الأكثر تأثيراً، حيث أن الغابة يعيش بداخلها كثير من المخلوقات التي نراها والتي لا نراها من حيوانات وطيور وزواحف ونباتات وميكروبات وفيروسات وطفيليات ومصادر للمياه الجوفية أو مجرى للمياه وكل ذلك سيتأثر جراء الحرائق.

وأوضح أستاذ ورئيس قسم الحياة البرية بجامعة قناة السويس، أن هذه الحرائق الهائلة بالتأكيد ستؤثر على المخلوقات المهددة بالانقراض التي تعيش بداخلها، ما يعني حدوث خلل في النظام البيئي بشكل عام.

إلى جانب ذلك، فإن حرائق الأمازون ستؤدي إلى فقدان مصدر مهم للأكسجين على الأرض، وهو ما ستتأثر به المناطق المجاورة من الحدث ويتنقل أثره بالتدريج إلى العالم، ويتضح في زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون وزيادة ارتفاع الاحتباس الحراري على كوكب الأرض.