"عملت من القمامة رسالة".. مونيكا حاصلة على ماجستير وتعيد تدوير المخلفات

"عملت من القمامة رسالة".. مونيكا حاصلة على ماجستير وتعيد تدوير المخلفات
- صديق للبيئة
- سماد عضوي
- مخلفات عضوية
- زجاجات المياه
- إعادة تدوير
- تدوير زجاجات المياه
- صديق للبيئة
- سماد عضوي
- مخلفات عضوية
- زجاجات المياه
- إعادة تدوير
- تدوير زجاجات المياه
كثير من رسائل الحصول على درجة الماجستير والدكتوراه تبحث عن حلول لمشكلات مجتمعية، لكنها في الغالب تبقى حبيسة الأدراج، وذلك ما رفضته مونيكا ميشيل، 29 عاما.
بعد أن تخرجت مونيكا في كلية الهندسة قسم عمارة في عام 2013، قررت أن تطبق المبدأ الذي تعلمته في 4 أعوام عندما التحقت بالقسم وهو ألا يقتصر العمران على الإنشاء وإنما معالجة مشكلات المجتمع أيضا، ولأنها لمست أن القمامة هي أكبر مشكلة في مصر بصفة عامة وفي شبرا، حيث تعيش، بصفة خاصة، لذا كانت رسالتها لنيل درجة الماجستير هي تطبيق لكيفية التعامل الأمثل مع القمامة، فأنشأت ورشة "ستديو عِيد" لتكون التطبيق الفعلي للرسالة.
الرسالة بدأت من المنزل بفصل المخلفات واستغلالها
منزل مونيكا هو عينة الدراسة والورشة التطبيقية في ذات الوقت، فبدأت بإعادة تهيئة سطح المنزل بحيث يمكن استغلاله في المناسبات وأحداث الحياة اليومية، واستمر العمل على إعادة تهيئة السطوح لمدة 9 شهور، بحثت خلالها عن موارد تعيد استخدامها دون حاجة لإضافة مستهلكات للبيئة "فكرت إزاي نعمر السطوح بأقل التكاليف وبالحاجات الموجودة عندنا والزبالة اللي في مجتمعنا.. بدأنا نفصل الزبالة بتاعتنا علشان نقدر نعيد استخدامها وبدأنا ناخد المخلفات الصلبة زي الكانز والأزايز البلاستيك وبدأنا نعمل برجولة شمسية وعملنا كراسي من كاوتشات العربيات القديمة اللي محدش عايزها وطبلية خشب متجمعة من بواقي وروحنا بيت مهدود وأخدنا طوب عملنا بيه شواية من غير أسمنت علشان مانستخدمش مواد جديدة وعارفين إن استخدامنا للشواية مش هيخلينا نحتاج نقويها بالأسمنت"، لتظل "قعدة السطوح" و"برجولة الزجاجات البلاستيكية" قائمة صالحة للاستخدام منذ 2015 وحتى الآن.
"عيد تدوير المخلفات، عيد تفكيرك، عيد للبيئة جمالها"، كان ذلك هو شعار "مونيكا" في ورشتها المنزلية "ستديو عِيد" الذي بدأته على هامش تطبيق رسالتها للماجستير، بهدف "التدوير من أجل العمارة"، ليذيع صيت فكرتها وتشارك في تنفيذ مشاريع مع هيئات ومعارض دولية كان غرضها الأساسي هو تنفيذ مجسمات قابلة للاستخدام وبمقاسات مختلفة، بالاعتماد على خامات متوافرة في المكان وبدون استخدام مواد للصق والربط.
بزجاجات المياه المعدنية فقط وبدون مادة لصق ولا ربط عملنا روبوت طوله 5 أمتار
"برجولات" و"مظلات شمسية" ولوجو لمنظمة دولية على هيئة "إنسان آلي" بعرض 4 أمتار وارتفاع 5 أمتار هي بعض إنجازات ورشة "مونيكا"، والتي اعتمدت على "زجاجات المياه المعدنية" كوحدة للبناء، وكانت الفتحات في قاع كل زجاجة، والتي تتسع لفوهة الزجاجة الأخرى، هي وسيلة الربط بينهما كي توفر استهلاك لاصقات جديدة لتقوم بتشكيل منتجها في النهاية مثل "الروبوت" الذي نفذته في المعرض الدولي للمصنعين المبتدئين.
الجميع لديه استعداد لحل مشكلة القمامة، بشرط أن تكون الطرق ممكنة، لكنهم في حاجة لمن يرشدهم ويتابع ما يفعلون، وذلك بحسب تجربة "مونيكا"، فالتدوير يعمل على استغلال الموجود، بل ويزيد من قيمة الأشياء المهملة للاستفادة بها كموارد جديدة بأقل التكاليف، لذلك ركزت "مونيكا" في الماجستير على البحث عن طرق آمنة وسهلة التطبيق لتحويل بواقي الطعام إلى سماد بعد تجارب واختبار لمدة 4 سنوات ويمكن استخدامها من خلال الأشخاص العاديين، فأصبحت تجربتها العلمية والعملية روتينا منزليا تحاول نشره الآن بين الأصدقاء، "بيتنا مابقاش بيطلع زبالة عضوية نهائي.. وبقى عندنا تربة صالحة للزراعة فوق السطوح وغنية بالسماد العضوي اللي مالوش ريحة ولا بيتلم عليه حشرات".
وتابعت أن أهمية دراستها والتجارب التي خاضتها تتمثل في أن القمامة العضوية تمثل أكثر من 50% من وزن القمامة التي تنتجها البيوت المصرية وحوالي 20% من حجمها، "هي سبب كل البهدلة اللي في شوارعنا علشان لو كان في خير ما رماه الطير.. وهو محدش من النباشين بيدوّر عليه"، ووفقا لـ"مونيكا" فإن وصول المخلفات العضوية إلى مصانع السماد بدون فصلها من المنبع، تكون قد فقدت قيمتها، وأيضا المخلفات الصلبة إن لم يتم فصلها فإنها تحتاج المرور بمراحل كثيرة كي يتم تنظيفها قبل إعادة التدوير.
تأمل مونيكا بوجود شركة ناشئة يومًا ما تقوم بجمع السماد العضوي الذي ستنتجه المنازل بطريقتها ويفيض عن الحاجة الزراعية لكل منزل ليصبح حلمها "الزبالة ليها قيمة" حقيقة وواقعا.