"الدماء أغرقت فستان الزفاف".. إعدام 3 قتلوا مهندس أمام ابنته العروس

كتب: هيثم البرعى

"الدماء أغرقت فستان الزفاف".. إعدام 3 قتلوا مهندس أمام ابنته العروس

"الدماء أغرقت فستان الزفاف".. إعدام 3 قتلوا مهندس أمام ابنته العروس

حبل المشنقة المعلق المتدلي من سقف غرفة الإعدام كان هو المشهد الأخير، صباح أمس، في قصة قتل بشعة راح ضحيتها مهندس قبل يومين فقط من زفاف ابنته الوحيدة وأمام عينيها في قرية عرب البياضين الواقعة بين مدينتي بلبيس والزقازيق بالشرقية، في مايو 2012.. قتلوه وهو عائد من القاهرة وفي سيارته فستان ابنته الأبيض وبعض متطلبات الزفاف.

مصلحة السجون، نفذت حكم الإعدام شنقا، بحق 3 عاطلين أُدينوا بقتل المجنى عليه المهندس محمد نجيب سليمان، عمدا مع سبق الإصرار والترصد، بأسلحة نارية كانت بحوزتهم، بغرض سرقة سيارته الملاكي على طريق بلبيس، وكان ذلك قبل أيام زفاف ابنته الأستاذة بطب الزقازيق، والتي كانت بصحبته، وكانت شاهدة على مقتل والدها المجنى عليه.

بداية الواقعة

قبل 7 سنوات، وتحديدا يوم 31 مايو 2012، كان المجنى عليه بصحبة نجلته الطبيبة "أمينة"، في طريقهما إلى مدينة الزقازيق عائدين من القاهرة بعد شراء فستان الزفاف، ووفقا للتحقيقات أثناء سيرهما بالسيارة في طريق الزقازيق بلبيس وتحديدا أمام قرية البياضين، فوجئا بسيارة تستوقفهما بالقرب من مطب صناعي، يستقلها 5 أشخاص، وأطلقوا النار على المجنى عليه، بعد رفضه الاستسلام لهم وترك السيارة بالإكراه، بينما تمكنت نجلته من الهرب والاحتماء بأحد المنازل القريبة.

وأضافت التحقيقات أن أحد المتهمين ويُدعى "محمد النمر" قتل أحد أفراد التشكيل المرافق له بعدما اعترض على قتل المهندس المجنى عليه، وتمكنت الشرطة من القبض على أحد المتهمين ليلة الحادث، حيث أرشد عن البقية وأُلقي القبض على 3 منهم، بينما لا يزال الرابع هاربا حتى الآن.

 

النيابة تعاين .. وتحقق مع المتهمين

انتقلت نيابة بلبيس لمعاينة جثة المجنى عليه وجثة عضو التشكيل، حيث تبين أن المهندس المجنى عليه لفظ أنفاسه الأخيرة، إثر إصابته بطلق ناري أسفل الأذن اليمنى، وتبين أن القتيل الآخر مصاب بطلق ناري في الرأس، وأمرت النيابة بتشريح جثة المجني عليهما، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.

وباشرت النيابة التحقيق مع المتهمين، وتبين أن السيارة التي كانوا يستقلونها مُبلغ بسرقتها من عضو بإحدى الهيئات القضائية، وأنهم تتبعوا سيارة المهندس المجنى عليه منذ مرورها في ميدان الحصان بمدينة بلبيس. وفى ختام التحقيقات قررت إحالة المتهمين الـ3 المحبوسين للمحاكمة الجنائية أمام محكمة الجنايات، وأسندت لهم اتهامات القتل العمد والشروع فيه وحيازة أسلحة نارية وذخيرة دون ترخيص، ومواد مخدرة، بينما أصدرت أمرا بضبط وإحضار المتهم الرابع الهارب.

المحاكمة الجنائية

انطلقت محاكمة المتهمين في محكمة جنايات الزقازيق، في القضية التي حملت رقم 4549 لسنة 2013، جنايات الزقازيق، وتداولت المحكمة الدعوى، واستمعت لعدد من شهود العيان من بينهم نجلة المجنى عليه التي كانت ترافقه وقت الحادث، فضلا عن شهادة ضابط المباحث مُجري التحريات والطبيب الشرعي القائم على التشريح، وحاول محامى المتهمين التشكيك في شهادة نجلة المجنى عليه أمام المحكمة، إلا أن القاضي كان يرفض الأسئلة التي يحاول الدفاع التلاعب فيها.

حكم بالإعدام

بعدما أغلقت المحكمة باب المرافعة في الدعوى، أحالت أوراق المتهمين إلى فضيلة المفتي، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، وجاء الرد بالموافقة على الإعدام قصاصا من القتلة، وفي الجلسة العلنية المنعقدة بتاريخ 31 أبريل 2016، أصدرت حكما حضوريا بإعدام كل من المُدانين "محمد أحمد السيد حسن النمر، وشقيقه مجدي، وسعد جودة محمد علي"، وغيابيا بحق الهارب "محمود محمد علي علي الشيخ".

تأييد الأحكام ورفض الطعون

تقدم المتهمون المحكوم عليهم حضوريا بطعن على الأحكام الصادرة بإعدامهم، وتداولته محكمة النقض، حتى أصدرت حكمها النهائي والبات، صباح يوم 6 فبراير 2017، برفض طعون المتهمين وإقرار الأحكام الصادرة بإعدامهم.

المشهد الأخير .. إعدام وقصاص

بعد استنفاد كافة درجات التقاضي، نفذت مصلحة السجون، حكم الإعدام شنقا حتى الموت بحق المُدانين الـ3، داخل غرفة الإعدام بسجن الزقازيق العمومي، ليلقوا جزاء ما ارتكبوه بحق المجنى عليه.


مواضيع متعلقة