"السينمائيين" تبدأ اختيار الفيلم المصرى المرشح لـ"أوسكار أفضل فيلم أجنبى".. والنقاد: حلم بعيد

07:17 م | الثلاثاء 20 أغسطس 2019

أسابيع قليلة وتبدأ نقابة المهن السينمائية، برئاسة المخرج مسعد فودة، فى تقليدها السنوى، حيث تقوم بتشكيل لجنة مكونة من 40 ناقداً وسينمائياً لاختيار فيلم مصرى يتم ترشيحه ضمن قائمة الأفلام المتنافسة على جائزة أوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبى فى النسخة الـ92 من حفل توزيع جوائز أوسكار، التى تم تغييرها مؤخراً لتكون «أفضل فيلم عالمى طويل»، بدلاً من «أفضل فيلم أجنبى»، وتشترط لوائح أكاديمية علوم وفنون الصورة المتحركة المنظمة لجوائز أوسكار، أن يكون الفيلم المرشح عُرض تجارياً فى الفترة من 1 أكتوبر 2018 حتى 30 سبتمبر 2019، لمدة سبعة أيام متتالية على الأقل، واقترب عدد الأفلام التى تم عرضها بداية من تلك الفترة وحتى منتصف أغسطس من 29 فيلماً، وهو عدد أقل من العام الماضى بـ10 أفلام، ومن المقرر أن تبدأ اللجنة عملها الفترة المقبلة، حيث إن آخر موعد لاستقبال الأفلام هو 5 أكتوبر المقبل.

ومن الأفلام التى ستكون ضمن القائمة التى سيتم الاختيار منها «ورد مسموم» للمخرج أحمد فوزى صالح، الذى حصد مجموعة كبيرة من الجوائز فى مهرجانات سينمائية، «ليل خارجى» للمخرج أحمد عبدالله السيد، الذى حصل بطله شريف دسوقى على جائزة أفضل ممثل فى الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائى، ويعتبر هو الفيلم الأقرب إلى الترشيحات، بالإضافة إلى فيلم «الضيف» للمخرج هادى الباجورى، و«عيار نارى» للمخرج كريم الشناوى.

"عبدالشكور": نهدف إلى اختيار الأفضل

وقال الناقد محمود عبدالشكور إن نقابة المهن السينمائية بدأت فى إخطار أعضاء اللجنة المخصصة لترشيح فيلم مصرى للأوسكار، موضحاً: «لم يتم تحديد موعد الاجتماع الأول، فنحن فى حاجة إلى اجتماع تمهيدى لوضع ضوابط ومناقشة القواعد الخاصة بالتصويت، فكل عام نضع قواعد أكثر انضباطاً، فالضوابط أهم من الاختيار، كما تمثل اللجنة كل الفئات من عناصر العملية الفنية لضمان توازن أكثر فى التصويت، بجانب توليفة من أجيال مختلفة وما زلنا نطمح إلى الأفضل»، وأضاف عبدالشكور لـ«الوطن»: «لم يتم تحديد القائمة النهائية للأفلام، ولكن هناك تجارب مميزة هذا العام، ولكن قد يظهر لنا فيلم جديد موعد عرضه يوافق موعد اللائحة، وبالتالى يتم ضمه مثل ما حدث مع فيلم (شيخ جاكسون)، فنحن هدفنا اختيار الفيلم الأفضل فنياً».

مشهد من فيلم «عيار نارى»

وقال الناقد طارق الشناوى إن المخرج مسعد فودة، نقيب السينمائيين، لم يدع حتى الآن لاجتماع اللجنة الخاصة باختيار الفيلم المصرى المرشح لـ«أوسكار»، متابعاً: «أطالبه بسرعة تحديد موعد الاجتماع حتى يستطيع جميع الأعضاء مشاهدة الأفلام قبل التصويت عليها، خاصة أن اللجنة تضم فى عضويتها فئات متعددة من السينمائيين والنقاد وليس جميعهم فى تعامل مباشر مع السينما ولم يشاهدوا كل الأعمال المعروضة خلال العام من بداية أكتوبر الماضى حتى الآن، خاصة أن مهرجان الجونة سيبدأ فى 19 سبتمبر المقبل وبالتالى لن يكون كثير من النقاد والسينمائيين متفرغين فى هذا الموعد»، وتابع الشناوى لـ«الوطن»: «عدد الأعمال المطروحة فى تلك الفترة قليل جداً، والجيد منها قليل جداً جداً، فقد تكون أعمالاً ناجحة على المستوى التجارى، ولكنها لا تناسب تمثيل مصر فى الأوسكار، ولكن الوصول للقائمة الطويلة التى تضم 15 فيلماً أصبح حلماً بعيداً، بالرغم أن هناك عدداً كبيراً من الدول العربية استطاعت الوصول إلى الترشيحات النهائية، منها الأردن وموريتانيا ولبنان على مدار عامين متتاليين، (كفر ناحوم) للمخرجة نادين لبكى، العام الماضى، وقبله (قضية رقم 23) للمخرج زياد دويرى، بالإضافة إلى المخرج الفلسطينى هانى أبو أسعد الذى وصل أيضاً إلى القائمة النهائية مرتين بفلميه (عمر) و(الجنة الآن)».

"ماجدة": السينما الجيدة ليست مكلفة..والمنتجون لا يشغلهم سوى الربح

وأشارت الناقدة ماجدة خير الله إلى أن اختيار الفيلم المصرى المرشح للأوسكار لن يكون بنفس الحدة التى كان عليها الأمر العام الماضى، وذلك بسبب عدم وجود فيلم مميز هذا العام، قائلة: «أخشى أن يكون وصول مصر إلى القائمة الطويلة للأوسكار حلماً بعيداً، السينما المصرية تتراجع، وتحقيق الفيلم لإيرادات 500 مليون جنيه ليس له معنى ولا يمثل أى قيمة، الفيلم المرشح للأوسكار يجب أن يكون حكاية تمس البشر فى العالم، بالإضافة إلى مستوى سينمائى متميز، وبالطبع شركات الإنتاج معنية بالنجاح التجارى فقط، على عكس ما يحدث فى لبنان وشمال أفريقيا، فالسينمائيون هناك أكثر نشاطاً وذكاء، يبحثون عن دعم من دول أجنبية لتقديم تجارب سينمائية مختلفة مثل تجربة الأردن مع فيلم (ذيب) للمخرج ناجى أبونوار»، وتابعت خير الله لـ«الوطن»: «السينما الجيدة ليست مكلفة، السينما المصرية تحتاج مبالغ كبيرة بسبب ارتفاع أسعار النجوم، ولكن الأعمال المرشحة للأوسكار لا تحتاج أكثر من الإبداع فى العمل نفسه، من ناحية الإخراج والصورة، التكلفة ليست العائق ولكننا فى حاجة إلى رؤية إبداعية خارج المنظومة التجارية المحصورين داخلها، على سبيل المثال الفيلم الكورى (باراسايت) الذى حصل على السعفة الذهبية، والذى أعتقد أنه سيحصد جائزة أوسكار أفضل فيلم بنسبة 90%، إنتاجه بسيط دون تكلف ولكنه عمل سينمائى مميز».