"خاف القبض عليه".. التحليل النفسي لجزار قتل نفسه فور وصول الشرطة

كتب: نهال سليمان

"خاف القبض عليه".. التحليل النفسي لجزار قتل نفسه فور وصول الشرطة

"خاف القبض عليه".. التحليل النفسي لجزار قتل نفسه فور وصول الشرطة

أثناء حملة أمنية بقرية العمرة التابعة لمركز أبو تشت في محافظة قنا، أطلق "عبدالحكيم.م.ع"، جزار، النيران على نفسه، فلقى مصرعه منتحرًا نتيجة نزيف في المخ تسبب في وفاته بمجرد وصوله إلى المستشفى متأثرا بإصابته.

كان أبناء "عبد الحكيم"، البالغ 53 عاما، قد أبلغوه بوجود الحملة التي جاءت لضبطه وإحضاره، بمحيط المنزل، "إلحق يا أبويا.. المباحث جاية تقبض عليك"، فأطلق النيران خوفًا من أن تلقي النيابة القبض عليه بسبب أحكام قضائية، وذلك وفقًا لتحريات المباحث.

جمال فرويز: "الموت أرحم من السجن" بالتأكيد هي الجملة التي لاحت أمام الجزار

"شخص عصابي"، ذلك هو الوصف الذي أطلقه الدكتور جمال فرويز في حديثه لـ"الوطن"، محللا ما قام به الجزار بأنه لم يتحمل الضغوط والصورة الذهنية التي رسمها في ذهنه عما يحدث بداخل السجن، فوقف تفكيره تمامًا عند هذه اللحظة، فقد يكون قد سمع قصصا عن الإهانات التي يكيلها المساجين لبعضهم وغيرها من أفعال مشينة، لذلك فلم يتحمل الأمر وقرر أن ينهي حياته، فـ"الموت أرحم من السجن" بالتأكيد هي الجملة التي لاحت أمام الجزار في اللحظات الأخيرة بحسب وصف الطبيب النفسي.

وتابع فرويز، أن الهروب من الحياة خوفا من السجن يحدث كثيرا، ويمكن تلافيه إذا تم استبدال عقوبة السجن في حال المخالفات العادية بغرامات مادية أو تقديم خدمة عامة للمجتمع، بديلا عن دخول أشخاص غير مجرمين بالأساس للسجون ويمرون بتجارب يتعلمون منها عادات خاطئة وقد يصابون بأمراض عديدة، وبالتالي فإن الغرامة المالية والخدمات العامة تمثل الاستفادة من المتهم.

الدكتور محمد هاني: هو محب للحياة خاف من قيود السجن وعزلته

ومن جانبه قال الدكتور محمد هاني، الاستشاري النفسي، إن هناك بعض الضغوط التي لا يتحملها الإنسان فيفكر في التخلص من حياته، وأهمها هي الإصابة بالاكتئاب بسبب ضغوط الحياة، فيمكن أن يكون الجزار في اللحظات الأخيرة وعند اقتراب القبض عليه وتنفيذ الحكم القضائي قد أصبح لديه يقين أنه لن يخرج من السجن مرة أخرى.

وتابع أن الشخصيات التي تقدم على الانتحار داخل السجون أو خوفا من دخول السجن هم أشخاص في الأغلب محبون للحياة والحرية، ولأن السجن سيمنعهم عن الاستمتاع بحياتهم وخصوصا لو كان الحكم القضائي لسنوات طويلة، فيصل المتهم إلى شعور اليأس والإحباط لأن الحكم القضائي هو أصعب ما قد يواجهه الإنسان وما يستتبع ذلك من عدم تحقيق الذات، فـ"عزلة الحياة هي السجن" وفقا لاستشاري النفسي.

وعن تأثير انتحار الأب على أولاده في مقابل دخوله السجن، فقد أوضح هاني لـ"الوطن" أن الاثنين سواء، فدخوله للسجن هو وصمة عار وانتحاره كذلك، لذلك فإن المنتحر لم يفكر في شيء سوى في نفسه واستمتاعه بحياته قبل إطلاقه للنار على نفسه بعيدا عن تأثير هذا أو ذاك على أولاده، وخصوصا إذا كانت الأحكام نهائية بدون استئناف يمكن أن يجد مخرجا فيه.


مواضيع متعلقة