كبير الأثريين لـ"الوطن" عن أسرار مقبرة إيبوي: الطب المصري واجه الخرافة

08:22 م | الاثنين 19 أغسطس 2019

نظم متحف الآثار التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، اليوم، محاضرة بعنوان "مقبرة إيبوي وعلاقتها بالطب المصري القديم" حيث تشتهر جدران المقبرة بنحت مناظر تدل على تقدم المصري القديم في مجال الطب ومعرفته كثيرا من أسرار الطب القديم.

وتقع مقبرة "إيبوي" بمنطقة بر المدينة بمحافظة الأقصر والتي تكونت من حوالي 200 منزل كانت مخصصة لإقامة العمال بوادي الملوك وحرص كل عامل بها على بناء مقبرته بجانب بيته، وفقا للدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، والذي قال إن صاحب المقبرة، إيبوي، كان يعمل بنحت الجدران في مقابر الملوك، في عصر الأسرة الـ19، في عهد الملك رمسيس الثاني، والذي يرجع إلى حوالي القرن الـ13 قبل الميلاد.

وأضاف "شاكر"، في حديثه لـ"الوطن"، أن مالك المقبرة التي يعود تاريخ اكتشافها إلى أوائل القرن العشرين، كان يريد أن يستغل مساحتها الصغيرة التي لم تتجاوز غرفة واحدة، على عكس مقابر الملوك التي كانت تتجاوز مساحتها 60 مترا، في نحت أكبر عدد من النقوش المستوحاة من حياته اليومية، اعتقادا بأنها تدخل عليه البهجة والسرور فلا يشعر بالوحشة في الحياة الأخرى، بعد الموت، فنقش "إيبوي" الـ"شادوف" وهو آلة كانت تستخدم، قديما، لرفع مياه النيل إلى الأراضي الزراعية بغرض الري، كما استغل عين المصري القديم ويد الفنان في تصوير مريض يعالج إحدى عينيه، وآخر يخضع لعملية إعادة ذراع مخلوعة إلى مكانها الأصلي، ولعل تصويره لأسرار الطب كان إشارة لرغبته بأن ينعم في حياته الأخرى بصحة جيدة.

وأوضح كبير الأثريين أنه على الجانب الآخر من المقبرة، نقش "إيبوي" المناظر الدينية التي انتشر رسمها في المقابر، في هذه الفترة، فزيّن الجدار الغربي للمقبرة بتصوير شعائر الحج الأبيدوسي والمحاكمة أمام أوزوريس.

شاكر: المقبرة صورت أسرار الطب المصري في حقبة اتجهت فيها الحضارات الأخرى للسحر والخرافة

لا تعد المقبرة مختلفة من حيث تصوير صاحبها لمشاهد تأثر بها في حياته اليومية، ولكن يكمن اختلافها في التصوير الدقيق لعمليات طبية معقدة، يعد التوصل لأسرارها دليلا على تقدم الحضارة المصرية القديمة في هذا المجال، خاصة وأنه تزامن مع حقبة زمنية اتجهت فيها الحضارات الأخرى لعلاج الأمراض بالسحر والخرافة، وفقا لـ"شاكر".